وقع حدثان بالأمس الخميس، متصلان بالجهة نفسها، ومنفصلان بالمكان الجغرافي. يوحيان بأن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، قد قرر تفعيل نشاطه في الساحتين السورية والعراقية، وربما سنشهد في الأيام المقبلة، تصاعداً في عملياته الإرهابية، وربما أيضاً في حدتها.
أمّا الحدثان فهما: فرار سجناء داعش من "سجن الصناعة – غويران" جنوبي الحسكة في شمالي شرق سوريا، والآخر هو سقوط 11 شهداء من الجيش العراقي في إطار العملية التي تنفذ في منطقة ديالى.
الهروب الكبير لعناصر داعش
ففي معطيات الهروب الذي نفذه معتقلي داعش في سجن الصناعة، الذي تتولى إداراته ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية "قسد". تشير الى أن التنظيم قام بهجوم انتحاري، عبر سيارتين مفخَّختين، انفجرتا أمام بوابات سجن الصناعة، تبعه إطلاق عناصر الهجوم للرصاص الكثيف، أعقبه قيام السجناء بتمرد داخلي، أحرقوا خلاله الأغطية والمواد البلاستيكية داخل المهاجع لإحداث الفوضى، ما سمح لبعضهم القيام بالفرار. وقام عناصر الهجوم أيضاً، باستهداف خزانات الوقود، و3 صهاريج لنقل المحروقات تابعة لمؤسسة "سادكوب" القريبة من السجن، للاستفادة من دخانها المتصاعد في التغطية، ولمنع طيران القوات الأمريكية من ملاحقتهم.
وحاولت ميليشيا "قسد" وقف عملية الهروب، من خلال إغلاقها لمداخل المدينة ومخارجها، ضاربةً طوقاً أمنياً في محيط السجن.
وقد اسفرت العملية المجهز لها بشكل دقيق وكبير، عن فرار العشرات من قيادات وعناصر التنظيم، الذين انتشروا في محيط السجن والأحياء القريبة منه. وتعتبر من أعنف وأكبر العمليات، التي ينفذها التنظيم منذ العام 2019. بحيث اسفرت الى سقوط أكثر من 41 قتيل يتوزعون بالشكل التالي:
_ 20 من قوات قسد (الأسايش).
_ 16 من تنظيم داعش.
_5 مدنيين. وهناك تقدير بأن يرتفع عدد القتلى، لوجود عدد كبير من الجرحى، بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين.
ويعتبر هذا السجن الذي ما زال يسيطر عليه عناصر داعش حتى الآن، من أكبر السجون التي تحوي على سجناء تابعين للتنظيم في العالم، بحيث يقدر عددهم بنحو 3500 سجين. وبالتالي فإن أي انفلات للأمور، وتمكن هؤلاء من الفرار، سيكون ذلك كارثة أمنية كبرى لا تقف عند حدود سوريا فقط، بل ستطال شرورها العراق والمنطقة والعالم ككل.
عملية ديالى الدموية
أما في العراق، فقد نفذت مجموعات داعش، هجوماً على مقر سرية شمال ديالى، موقعةً 11 شهيداً (آمر السرية و10 عناصر، بينما نجا عنصر واحد كان على سطح المركز)، في ظل العمليات التي يقوم بها الجيش في تلك المنطقة، والتي استطاع من خلالها كشف وتدمير 3 أوكار للإرهابيين، تحتوي على عدد من العبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ وحشواتها، بالإضافة الى عبوات مملوءة بمادة (C4) شديدة الانفجار، مع صواعق وأحزمة مفخخة ومواد أخرى.
وألقت قيادات تابعة للحشد العشائري اللوم، على قيادة عمليات سامراء محملة إياها مسؤولية الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة، بسبب الفراغات الأمنية التي ضمن مسؤولياتها.
صدف التزامن ما بين الحدثين والتصريحات الامريكية
لكن ما هو مثير للريبة والشك، هو تزامن هذين الحدثين تقريباً، مع ما قد سبق وأعلنه نائب القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال الأمريكي "كارل هاريس"، بأن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً للأمن في هذين البلدين.
لذلك فإن من الجريمة والخطيئة الكبرى، تخطي تزامن هذه التصريحات مع العمليتين، واعتباره في محض الصدفة، لأن هناك مصلحة أمريكية في استمرارا بقاء قواتها في البلدين.
الكاتب: غرفة التحرير