تنذر الخروقات الأمنية المتكررة في محافظة ديالى العراقية، أن تنظيم داعش الوهابي الإرهابي بات يمتلك فيها، بنية تحتية كبيرة وخطيرة جداً. وهذا ما أظهرته آخر هذه العمليات التي حصلت الثلاثاء الماضي، عندما هاجم مسلحو التنظيم إحدى القرى في قضاء المقدادية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع 11 شهيداً وإصابة عشرات الجرحى.
وقد أثار هذا الحادث، العديد من التساؤلات حول ماهية وجود التنظيم في هذه المحافظة، رغم أنها لم تكن معقلا له، عندما كان مسيطراً على مساحات واسعة من العراق، خلال الأعوام ما بين 2014 و2017. وقد رصدت خلاياه وعناصره في عدة مناطق في المحافظة، خاصة مناطق بهرز، جبال حمرين، أبو سعدة وجلولاء، في سعي منهم لإثارة الفتنة الطائفية بين سكان المحافظة.
أسباب تسهل حصول هذه العمليات
وتظهر هذه العمليات إضافة لحجم وجود مسلحي التنظيم فيها، الى وجود العديد من الأسباب التي تساهم الى حد ما في حصولها وتكرارها في المستقبل. واهم هذه الأسباب:
1)محدودية فعالية وتأثير عمليات القوى الأمنية والعسكرية، بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية من جهة، وافتقار هذه القوى للوازم اللوجستية الضرورية كالمناظير الليلية والكاميرات الحرارية من جهة أخرى.
2)عدم وجود دعم وتأمين جوي من قبل طائرات الجيش العراقي، خلال التصدي لأي عملية إرهابية، ما يسمح للإرهابيين بتنفيذ العمليات والهروب والاختفاء بسرعة.
3)تركيز العناصر الإرهابية على إثارة القلائل الطائفية في هذه المنطقة المتنوعة، ما يتسبب ببعض الفوضى وفقدان للسيطرة على المنطقة.
4)الانكشاف الجغرافي لمحافظة ديالى على السهول وجبال حمرين والحوض العظيم، ما يسهل عملية اختراقها من قيل مسلحي التنظيم.
محافظة ديالى
_هي إحدى محافظات العراق الثماني عشر، ومركزها مدينة بعقوبة، وتقع بالقرب من الناحية الشرقية للعاصمة بغداد.
_ يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.6 مليون نسمة، الذين ينتمون للعديد من العشائر العربية مثل آل قيس والعزة والبو عامر والسادة الموسوية وغيرهم (أكثر من 25 عشيرة). كما أنهم يتوزعون على ثلاث قوميات: عرب، تركمان، أكراد.
_ تشتهر بالزراعة وخصوصا الحمضيات والرمان، كما يوجد فيها مطار "ابن فرناس" الدولي.
_ تشترك مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بحدود يبلغ طولها أكثر من 270 كم، ويمر فيها نهر ديالى الذي ينبع من فرعين أحدهما من داخل إيران والأخر من داخل العراق.
_ سيطر تنظيم داعش الوهابي الإرهابي على أطراف منها، بعد سيطرته على الموصل في شهر حزيران من العام 2014. وبعدها بأشهر في 18 تشرين الثاني، شن الحشد الشعبي والجيش العراقي عملية عسكرية واسعة النطاق بهدف تحرير كامل هذه المناطق، تخللها 50 إجراء موزع على 7 نواحي. وقد تم تحقيق هدف العملية بالكامل في 25 كانون الثاني من العام 2015، حينما أعلن الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري تحرير جميع أراضي المحافظة وخلوها من عناصر التنظيم.
الكاتب: غرفة التحرير