ما هي دلالات المناورة الكبيرة المرتقبة للحشد؟

تتحضر الوحدات التابعة للحشد الشعبي في العراق، لإجراء مناورة كبيرة وواسعة خلال الأيام المقبلة، على طول الحدود ما بين سوريا والعراق، بالإضافة الى منطقة تلعفر القريبة من منطقة الحدود مع تركيا. وسيشارك في هذه المناورة عشرات الآلاف من المقاتلين، وسيتم خلالها التدرب على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمعدات والتجهيزات، ولم يحدد بعد مدتها مع اختمال كبير بأن تستمر لأكثر من شهر.

هذه المناورة بتوقيتها، تحمل لها دلالات عديدة ذات أهمية كبيرة، لناحية ما تمر به المنطقة وأيضاً العراق، من تحولات وتغيرات استراتيجية، ستحدد المسار في الأعوام المقبلة. وبالتالي فإنها ستلقى الاهتمام الكبير على الصعيد الداخلي والخارجي، لا سيما من قبل الولايات المتحدة الامريكية.

ففي نهاية هذا الشهر والعام، تنتهي مهلة انسحاب القوات القتالية الامريكية من البلد، التي دخلت تحت ذريعة "قتال داعش"، على أن يبقى بعض المستشارين والمدربين، تحت إطار تقديم الخدمات الاستشارية والتدريبية لوحدات القوات العسكرية والأمنية. وهذا ما يتبين عدم صحته، من خلال تصريحات قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكينزي، الذي كشف بأنه لن يغادر أي عنصر من الجنود الـ 2500 الموجودين حالياً.

وبالتالي فإن الحشد من خلال هذه المناورة، سيؤكد على عدم جدوى وجود هذه القوات، وضرورة تنفيذ قرار الحكومة والبرلمان العراقي بالانسحاب الأمريكي. خصوصاً بعد ما كشفته صحيفة نيويورك الامريكية مؤخراً عن عدد الضحايا المدنيين، الذين سقطوا جراء القصف الأمريكي في سوريا والعراق، تحت ذريعة قتال داعش.

ومن أهم الرسائل ايضاً، هي تلك الموجهة لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي، بأن الحشد بكل وحداته، ما زال يرصده وقادر على التعامل معه في كل هذه المنطقة الجغرافية، التي تعد من أكثر المناطق التي تحوي خلايا داعش.

فما هي وحدة "تالون أنفيل" الامريكية؟

_هي وحدة عسكرية أمريكية سرية للغاية تُدعى "تالون أنفيل"، وهي المتسببة بضخامة عدد الضحايا المدنيين الأبرياء الذين سقطوا خلال ما ادعته واشنطن بالحرب على داعش.

_ بين الأعوام 2014 و2017، انتهكت بشكل روتيني إجراءات الحماية، لكي تعمل "بسرعة الحرب".

_ قامت بحجب عدد المدنيين الذين قتلوا أثناء عملياتهم، وتجنبوا كاميرات الطائرات المسيرة لحظة سقوط الصواريخ.

_شاركت هذه الوحدة في حوالي 1505 غارة، أطلق خلالها 112 ألف قذيفة وصاروخ، والذين أدوا لسقوط أكثر من 13 ألف مدني عراقي وسوري.

أهالي ديالى يطالبون بانتشار الحشد في مناطقهم

ومما يؤكد على أن الحشد، يشكل خيار الدفاع الأول عند العراقيين، هو ما كشف عن تقديم أهالي مناطق عديدة في محافظة ديالى، 15 طلباً لقيادة الحشد من أجل الانتشار في مناطقهم، ودعم الاستقرار ومواجهة الخلايا الإرهابية في المحافظة. الأمر الذي يعكس الثقة الشعبية الكبيرة، بقدرات هذه المؤسسة على حمايتهم في مواجهة التنظيمات الارهاب واستئصالها ودرء مخاطرها عنهم. مع الإشارة الى أن هناك 6 الوية للحشد تنتشر في ديالى، ضمن 13 قاطع مهم، ابرزها في منطقة حمرين، وامام ويس، وريف خانقين.