الأربعاء 17 أيلول , 2025 03:28

رواية النصر في معركة أولي البأس: الحلقة الرابعة

المواجهات البطولية للمقاومة خلال العملية البرية الإسرائيلية

في 28 أيلول / سبتمبر 2025، وسع حزب الله دائرة نيرانه لتشمل معاليه أدوميم في مدينة القدس المحتلّة للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، وذلك في ذروة تعرّضه لسلسلة من الضربات المكثفة وعمليات القصف، ولا سيما اغتيال الأمين العام السيد حسن نصر الله، إلى جانب قادة من الصفين الأول والثاني وعدد من كوادر الصف الثالث.

وفي المقابل، واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف مواقع مرتبطة بالقدرات والتصنيع العسكري في الضاحية الجنوبية بحسب المزاعم الاسرائيلية، إضافة إلى شن ضربات موجهة ضد القوة البحرية للمقاومة. 

وفي 30 أيلول / سبتمبر 2024، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية دعمها لانطلاق عملية برية إسرائيلية "محدودة" في جنوبي لبنان. وبعد منتصف ليل الأول من تشرين الأول / أكتوبر، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال بدء العملية ضد "أهداف نوعية في عدد من القرى الحدودية اللبنانية، بزعم أنها تشكل تهديدًا مباشرًا للمستوطنات الإسرائيلية في شمالي فلسطين المحتلة. وقد أدرجت العملية ضمن خطة أقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر"، الذي شدّد على أن توسيع نطاق المناورة وعمق التوغل سيحددان وفق تقييم استراتيجي شامل للوضع على مختلف الجبهات.

وفي هذا السياق، كان الكيان يسعى إلى إنشاء منطقة عازلة بعمق 15-16 كلم داخل الأراضي اللبنانية، بحسب ما صرح به مسؤول أميركي لقناة أن بي سي (NBC) وأكده الإعلام الإسرائيلي (يديعوت أحرنوت 28-6-2024). إضافة إلى الأهداف المضمرة التي أظهرها جيش الاحتلال الاسرائيلي بطبيعة وشكل الحرب وهي القضاء على حزب الله.

وفي الليلة المقرّر أن يبدأ فيها التوغل، نفّذت الجمهورية الإسلامية في إيران عملية الوعد الصادق 2 ضد الكيان، ردا على اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والشهيد إسماعيل هنية والشهيد اللواء في حرس الثورة الإسلامية عباس نيلفروشان. وأدت العملية إلى وقوع إصابات بشرية وأضرار مادية، كما تسببت في إغلاق المجال الجوي بعد أن أطلقت إيران أكثر من 250 صاروخًا من طرازات مختلفة استهدفت قاعدتي سلاح الجو "نيفاتيم" و"تل نوف"، وهو ما کشف ضعف الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وبعد ساعات من الوعد الصادق 2، انطلقت المناورة البرية الإسرائيلية بحذر شديد نتيجة إدراك جيش الاحتلال الاسرائيلي لقوة حزب الله الميدانية وتجهيزاته التي راكمها على مدى 18 عامًا منذ حرب تموز / يوليو 2006، فضلا عن تقديراته بأن التكلفة ستكون مرتفعة للغاية. ومع دخوله الميدان كان جيش الاحتلال يعاني من معنويات ضعيفة، وبحسب إعلام جيش الاحتلال الاسرائيلي في 1 تشرين الأول / أكتوبر 2024: "حضر رئيس الحكومة مرتين إلى الشمال لمشاهدة تدريبات الجيش، وحضر وزير الحرب يؤاف غالانت 6 تدريبات لكن كليهما كان يخشى بشدّة تنفيذ مناورة في الشمال".

في الساعات الأولى من التقدم، قُتل 14 جنديًا إسرائيليًا في اشتباكات مع رجال حزب الله في العديسة ومارون الراس فيما أطلق الحزب 180 صاروخًا على صفد ونهاريا وعكا وحيفا. وفي هذه المرحلة، اتضح أن حزب الله تجاوز سريعًا حالة "الصدمة والترويع"، وانتقل إلى مرحلة احتواء الصدمة والشروع في التعافي العملياتي. وللمرة الأولى في تاريخ الحروب المعاصرة، يتعرّض تنظيم لهجوم بهذا الحجم ويتمكن - في سابقة فريدة - من إعادة ترميم نفسه أثناء المعركة، رغم تواصل القصف المنظم المستند إلى الإطباق الاستخباراتي، وبأدنى قدر من الإمكانات التي كان قد جهزها لمثل هذا اليوم ليولد حزب الله من جديد تحت النيران.

وفي ضوء هذا التحوّل، بدأت التصريحات الإعلامية الإسرائيلية، في ظل غياب المواقف الرسمية لقادة الاحتلال، تشير إلى محدودية أهداف العملية البرية. فزعمت أنّ الهدف لم يكن احتلال جنوب الليطاني، بل إبعاد حزب الله عن الخطوط الأمامية وتدمير الأنفاق الممتدة إلى داخل فلسطين المحتلة.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "حدشوت بزمان" العبرية في 2 تشرين الأول / أكتوبر 2024 تقريرا جاء فيه : ملخص أولي لحدث الشمال نحو 20 جنديًا إسرائيليًا من وحدة المشاة الخاصة تم إجلاؤهم بمروحيات إلى ثلاثة مستشفيات هي زيف ورمبام وبلينسون. واجهت فرق الإنقاذ صعوبة بالغة بسبب القصف الكثيف والمتواصل من حزب الله. وقد أسفر الحادث عن سقوط قتلى، وأعلن حتى الآن عن مقتل واحد في مستشفى زيف".

وعلى ضوء ذلك، قال المعلّق العسكري رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت" في اليوم التالي: "العملية التي شنها الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية في جنوبي لبنان لا تهدف إلى احتلال الجنوب أو إبعاد قوات حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، ولا إلى إقامة قطاع أمني كما كان في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، بل الهدف هو تأمين المستوطنات الحدودية وتطهير القرى اللبنانية الأمامية والمناطق القريبة من الحدود، خصوصا الغابات المتشابكة على أطراف القرى اللبنانية، حيث بنى عناصر حزب الله وقوة الرضوان مواقع هجومية لشن هجمات على الأراضي الإسرائيلية. الجيش الإسرائيلي يقول إن العملية البرية ستستمر طالما تطلب الأمر ذلك".

وفي فجر الرابع من تشرين الأول / أكتوبر 2024، نفّذ الكيان الإسرائيلي عملية أطلق عليها اسم "ضوء القمر"، أسفرت عن اغتيال سماحة السيد هاشم صفي الدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، في محاولة لاستمرار نهج "الصدمة والترويع" ولقطع الطريق على أي أمل بترميم البنية القيادية على أساس أن السيد صفي الدين هو الخليفة الطبيعي للسيد حسن نصر الله. وقد أعلن حزب الله رسميًا عن استشهاده في 23 تشرين الأول / أكتوبر 2024 بعد رفع الأنقاض عن المنشأة التي كان يتواجد فيها، بعد محاولات وجهود عديدة بُذلت لإنقاذه على عدة أيام، إلا أن جيش الاحتلال الاسرائيلي كان يقصف كل من يقترب لمكان الاستهداف في اصرار تام لقتل السيد صفي الدين، لما يشكله من أهمية في استمرار القيادة.

غير أن هذا الاغتيال منح المقاتلين دفعة معنوية أكبر، ورسخ نمط القتال الاستشهادي، فيما تولى الأمين العام الشيخ نعيم قاسم قيادة الحزب وإدارة المعركة. وهكذا بات خيار "النصر أو الشهادة" جزءًا من معادلة "انتصار الدم على السيف"، وهي الكلمات الأخيرة التي ودّع بها نصر الله شعبه ومقاوميه.

وعلى ضوء ذلك، نفذ حزب الله بعد ساعات عملية واسعة استهدفت القواعد العسكرية الجوية في الشمال ومنطقة الكريوت في حيفا، بمئات الصواريخ بالتزامن مع مقتل جنود إسرائيليين في اشتباكات العديسة ومارون الراس ويارون.

تبعت هذه العملية سلسلة من 18 هجومًا بريًا وجويًا منفصلاً خلال يوم واحد في 5 تشرين الأول / أكتوبر 2024 من بينها استهداف حزب الله لقاعدة 7200 جنوب حيفا بواسطة مسيرتين. وقد تصاعدت المخاوف داخل الكيان بشأن تنامي قدرات حزب الله، على الرغم من تصريحات مسؤوليه التي زعمت أن قدرات الحزب "تقلصت ولم يتبق منها سوى 20% فقط".

في 10 تشرين الأول / أكتوبر، شنّ حزب الله هجومًا جويًا بواسطة مسيرات انتحارية استهدف قاعدة الكرياه، التي تضم مقرات عسكرية رئيسية، بما في ذلك وزارة الحرب وقيادة جيش الاحتلال، والتي تُعدّ رمزا للقوة العسكرية الإسرائيلية. وقد عكس هذا الهجوم قدرات حزب الله العملياتية، بالإضافة إلى شجاعته وجرأته غير المسبوقة، في ظل هجمات الاحتلال المكثفة التي كانت تستهدف وجوده.

وفي 12 تشرين الأول / أكتوبر، دخلت العملية مرحلتها الثانية، فرفع جيش الاحتلال الاسرائيلي مستوى الضغط الميداني، بينما بدأ حزب الله سلسلة هجمات دقيقة داخل الكيان استهدف في أولها مصنعا للمتفجرات في حيفا. وفي 13 تشرين الأول / أكتوبر شن هجومًا مسيرا على قاعدة تدريب في بنيامينا، أسفر عن مقتل 4 وإصابة 67 من لواء غولاني، في عملية أطلق عليها الإسرائيليون اسم ليلة الكارثة القاسية والمؤلمة، ووصفتها وسائل إعلامهم بأنها "الأكثر دموية" منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى.

وقد أظهرت هذه العملية، بحسب تقديرات إعلامية إسرائيلية، زوال النشوة المؤقتة لدى الاحتلال، وأكدت عجزه عن توجيه ضربة حاسمة لحزب الله في وقت نجح فيه الأخير في استعادة قوته بوتيرة متسارعة. وكتب الصحفي الإسرائيلي نير كيبينيس مقالاً نشره على موقع واللا بعنوان: " من قرر أننا هزمنا حزب الله؟" وقال فيه: "قيل لنا إن حزب الله مهزوم ومكسور، لكنه أثبت الليلة الماضية أنه قادر على أن يكون فتاكًا. صحيح أن تسلسل قيادته تضرر بشدة وفقد بعض قدراته، لكنه يتعافى ويقاتل". وأضاف أن "دائرة النار اتسعت التي كانت تقتصر على المستوطنات الشمالية لتشمل حيفا الكبرى وجنوبها، مؤكدًا أن حزب الله رسخ معادلته: لا عودة لمستوطني الشمال قبل وقف إطلاق النار في لبنان، وإلا سيتضاعف عدد النازحين". وقد عبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعد العملية بالقول: "أصبحنا نفهم بشكل أفضل ما كان المقصود بالمرحلة الجديدة لدى حزب الله".

وفي 19 تشرين الأول / أكتوبر 2024، استهدف حزب الله منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيسارية بواسطة طائرة مسيرة، في عملية شكلت تحديًا مذلاًّ لجيش الاحتلال ومنظوماته الدفاعية، إذ حمل الاستهداف بعدا معنويا ونفسيًا كبيرا. وقد كشفت العملية هشاشة الأمن الداخلي داخل الكيان، حيث نجحت المسيرات في اختراق الأجواء واجتياح العمق الإسرائيلي بشكل لافت، فيما عجزت المنظومة الدفاعية عن مطاردتها، حتى بدا وكأنها تلاحق المروحيات الإسرائيلية نفسها.

واستمرت عمليات حزب الله بالتصاعد، بالتزامن مع محاولات التوغل الإسرائيلية في قرى شمع والخيام. وفي 25 تشرين الأول / أكتوبر، سجل أعلى عدد من بيانات المقاومة خلال شهر واحد (48 بيانًا). واشتدت المواجهات في قرى قوزح وطيرحرفا والخيام والطيبة، حيث قصفت المقاومة تجمعات الجنود والدبابات بصواريخ موجهة ونيران مدفعية دقيقة.

وفي 30 تشرين الأول / أكتوبر، أُعلن عن تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، بعد أن كان يتولى متابعة القيادة منذ بداية الحرب، ما ساهم في رفع معنويات جمهور المقاومة والمقاتلين، خصوصًا عبر إطلالاته الإعلامية. وتواصل التصعيد الميداني مع توسع الاشتباكات، وصولاً إلى قصف قاعدة تل نوف قرب تل أبيب بصواريخ دقيقة وإدخال صواريخ جديدة إلى المعركة مثل "قادر" و "عماد" الاستراتيجية لتعزيز فعالية المقاومة.

أما معركة الخيام الممتدة بين 27 أيلول / سبتمبر و4 تشرين الأول / أكتوبر 2024، فقد شكلت محطة مفصلية في المواجهة. إذ خاض مقاتلو حزب الله قتالاً بطوليا ضد وحدات النخبة الإسرائيلية، وتمكنوا من الصمود لأيام متواصلة موقعين خسائر بشرية ومادية فادحة بجيش الاحتلال الاسرائيلي، ومبدّدين أوهامه بالسيطرة السريعة.

وفي موازاة ذلك، كثف الاحتلال قصفه اليومي على بيروت وضاحيتها الجنوبية، في محاولة لكسر إرادة المقاومة وإرهاب المدنيين، فيما وسع حزب الله دائرة ردوده النوعية في رسالة واضحة على استمراره بالقتال وإيلام جيش الاحتلال الاسرائيلي.

هذا التصعيد البطولي لم يكن فعلا عشوائيا، بل جاء ضمن استراتيجية مدروسة هدفت إلى فرض معادلة ردع متدرجة تحمي لبنان والمدنيين من الغطرسة الإسرائيلية. ومع اتساع رقعة العمليات وتحول الجنوب إلى كابوس لجيش جيش الاحتلال الاسرائيلي اتصل الكيان بواشنطن بهدف لقاء هوكشتاين الذي زار لبنان مرتين بهدف تفعيل التفاوض والمضي باتجاه حراك دبلوماسي عاجل لوقف إطلاق النار، تفاديًا لحرب الاستنزاف الذي يفرضها الحزب على جيش الاحتلال الاسرائيلي.

وباستمرار التصعيد يومًا بعد يوم، بلغت المعركة ذروتها في 24 تشرين الثاني / نوفمبر 2024، وهو اليوم الذي أطلق عليه الإسرائيليون اسم "الأحد الأسود". ففي هذا اليوم نفذ حزب الله أكبر عدد من عملياته منذ بدء الحرب، بواقع 51 عملية شملت إطلاق 350 صاروخًا، من بينها استهداف قاعدة حيفا التقنية، إضافة إلى إطلاق صاروخ "فاتح 110" الذي أحدث دمارًا واسعا في تل أبيب.

وقد أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن إصابة 11 شخصًا في نهاريا وحيفا، وبيتاح تكفا شرقي تل أبيب، وكفار بلوم في الجليل الأعلى. كما أكدت القناة 13 الإسرائيلية اندلاع حرائق في مواقع متعددة نتيجة إصابات مباشرة بالصواريخ، مشيرة إلى أن مدينة حيفا بدت مشتعلة ومهجورة وكادت تغلق بالكامل.

وعليه، أظهرت الوقائع الميدانية أن المقاومة الإسلامية في لبنان نجحت في احتواء تداعيات الضربات الإسرائيلية عبر إعادة ترتيب هيكلي سريع وتفعيل منظومة القيادة والسيطرة على الرغم من الإطباق المعلوماتي والتكنولوجي الشامل. وقد مكنها ذلك من الحفاظ على وتيرة عملياتها، بل وتصعيدها في بعض الأيام إلى أكثر من 35 عملية. كما تمكنت من إحباط محاولات التوغل البري في عدة نقاط حدودية، ونفذت عمليات دقيقة خلف خطوط انتشار جيش الاحتلال الاسرائيلي في الأراضي اللبنانية.

وتمثل العامل المفصلي الذي غير المعادلة في نجاح المقاومة بكسر الاحتكار الجوي الإسرائيلي، رغم بقاء اختراق نوعي للأجواء اللبنانية، الأمر الذي انعكس استراتيجيا عبر استهداف البنى التحتية العسكرية والحيوية للكيان بواسطة الصواريخ والمسيرات، ما أضعف قدراته العسكرية والمعنوية.

فقد كشفت عمليات نوعية مثل "الهدهد"، وهجوم بنيامينا، واستهداف منزل نتنياهو في قيسارية، عن ثغرات كبيرة في الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأحدثت قلقًا عميقا داخل الكيان. كما غيرت المسيرات قواعد الاشتباك عبر توسيع نطاق العمليات إلى العمق الجغرافي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، حيث تطورت من مهام الاستطلاع إلى تنفيذ هجمات دقيقة ومدمّرة داخل عمقه الاستراتيجي، ما أجبر الاحتلال على تخصيص موارد كبيرة للتصدي لها، وأثر في تركيزه على جبهات أخرى. وقد أثبتت هذه المسيرات فعالية عالية في إصابة أهدافها بدقة، وألحقت خسائر فادحة، ودمرت منشآت عسكرية حيوية، فضلاً عن إحداث تأثير نفسي كبير عبر ترسيخ فكرة أن أي هدف داخل الكيان لم يعد في مأمن.

وبذلك، يمكن اعتبار أداء المسيرات بين تشرين الأول / أكتوبر وتشرين الثاني / نوفمبر 2024 ناجحًا على المستويين الميداني والسياسي، إذ ساهم بفعالية في خلق بيئة ضغط دفعت الاحتلال إلى التفكير جديًا بإنهاء القتال عبر مسار تفاوضي. وخلال هذه الفترة، نفذت المقاومة سلسلة من العمليات النوعية، شملت: 40 اشتباكاً مباشرًا مع جيش الاحتلال الاسرائيلي، استهداف قاعدة عسكرية في "ناشر"، استهداف تجهيزات فنية والفوج اللوجستي الإقليمي، ضرب 8 مقرات قيادية مستحدثة استهداف 38 تحرّكا لجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي تدمير 3 قواعد دفاع جوي و 4 آليات عسكرية، ضرب 16 نقطة تموضع استهداف 4 مقرات احتياط في الفيلق الشمالي (قاعدة عميعاد)، قصف 3 أماكن تموضع للضباط والجنود، استهداف 45 ثكنة عسكرية، تدمير 52 دبابة و 7 نقاط انتشار، ضرب 10 نقاط تجمع تدمير 4 جرافات وتجمعين للآليات استهداف حاجز عسكري إسقاط 22 طائرة استطلاع منها 16 من نوع "هرمز 450 و 6 من نوع هرمز (900)، تدمير 15 عدة تجسسية، واستهداف 6 منشآت للصناعات العسكرية الإسرائيلية.

في المقابل، فشلت الغارات الجوية وعمليات التوغل البري في تحقيق أهدافها المضمرة، وعلى رأسها تدمير البنية التسليحية للمقاومة. فقد واصلت المقاومة إطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه العمق الإسرائيلي، بالتوازي مع تصد شرس لمحاولات التوغل، فيما أكدت المعطيات الميدانية استمرار التنسيق الفعّال بين القيادة والميدان، وصمود منظومة الاتصالات بعد التعديلات الطارئة عليها، على الرغم من الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لها.

يُتبع


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور