التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، صباح الأحد 24/8/2025، مجموعة من الأشخاص في مراسم ذكرى شهادة الإمام علي بن موسى الرضا (ع). وكان للإمام الخامنئي العديد من المواقف والرسائل المهمة، خصوصاً في ظل حساسية الأوضاع التي تمر بها منطقتنا، من عدوان إسرائيلي همجي مستمر على قطاع غزة، وعدوان إسرائيلي مدعوم أمريكياً على لبنان وسوريا واليمن، وما بعد العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران.
فقد أكد الإمام الخامنئي في كلمته أنّ العداء الأمريكي لإيران سببه رفض الجمهورية الإسلامية الخضوع لأوامر أمريكا (وليس بسبب العناوين والمصطلحات التي تحاول واشنطن الترويج لها مثل الإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها). واصفاً الحديث عن التفاوض معها بأنه سذاجة تغفل عن هذه الحقيقة. كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ أمريكا والكيان المؤقت راهنا على الحرب الأخيرة وفشلوا، بعدما صمد الشعب الإيراني إلى جانب قواته المسلحة وحكومته. مستخلصاً بأن وحدة الشعب الإيراني تبقى الدرع الفولاذي الذي يُفشل خطط الأعداء لإثارة الانقسام أو فرض التبعية.
وأما فيما يتعلق بالردود على العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمرّ على قطاع غزة، فقد شدّد الإمام الخامنئي على أن الكلام والبيانات لا تكفي، بل يجب إغلاق كل طرق الدعم عن هذا الكيان. واصفاً ما يفعله "الشعب اليمني الشجاع اليوم" بالعمل الصحيح، وأنه لا سبيل "لمواجهة جرائم قادة الصهاينة إلا بقطع كل طرق المساعدة لهم". وفي موقف لافت ومهم بما يتعلق بهذا النوع من الفعل والردّ على الجرائم الإسرائيلية، أعرب الإمام الخامنئي عن استعداد الجمهورية الإسلامية لكل ما يمكن فعله، وهذا مؤشر مهم وداعم للشعب الفلسطيني قد يتبلور في المستقبل بأشكال تُشبه ما تقوم به الحكومة اليمنية في صنعاء، ورُبما لا يقتصر هذا الموقف على بلد واحد بل يشمل كل المنطقة.
أبرز النقاط والمواقف في الخطاب
_الوضع الداخلي الإيراني:
_الشعب الإيراني صمد في "الحرب المفروضة الثانية" (العدوان الإسرائيلي الأمريكي الأخير)، مما منحه عزّة مضاعفة في أعين العالم.
_الأعداء (أمريكا وكيان الاحتلال الاسرائيلي) اعتقدوا أن الهجوم سيؤدي إلى إسقاط النظام، لكن الشعب والنظام والقوات المسلحة أفشلوا المؤامرة.
_محاولة الأعداء عقد اجتماعات في أوروبا لاختيار "بديل للجمهورية الإسلامية" وحتى تعيين "ملك" لإيران، هي وهم كبير وخيانة خاصة مع وجود إيراني بينهم.
_إيران باتت قوية لدرجة أن أعداءها أدركوا أنهم لا يستطيعون إخضاعها بالقوة العسكرية، فاتجهوا نحو محاولات إثارة الفتن والانقسامات الداخلية.
_أمريكا وعداؤها لإيران:
_العداء الأمريكي مع إيران مستمر منذ 45 عاماً.
_الشعارات (حقوق الإنسان، الإرهاب، المرأة...) كلها مجرد غطاء. والتصريح الأمريكي الحالي كشف الهدف الحقيقي: "نريد أن تكون إيران مطيعة لأوامرنا".
_أي توقع بخضوع إيران لإرادة أمريكا وقاحة وإهانة للشعب.
_من يطالب بالمفاوضات المباشرة مع أمريكا أو تقليل الشعارات يُعتبر سطحياً لأنه يتجاهل جذور الصراع.
_الوحدة الوطنية:
_الوحدة هي "الدرع الفولاذي" للشعب الإيراني.
_يجب الحفاظ على الانسجام بين الشعب، الحكومة، المسؤولين، والقوات المسلحة.
_توجيه التحية والدعم لخُدّام الوطن، وخاصة لرئيس الجمهورية المجتهد والمثابر.
_الاختلافات الفكرية والسياسية طبيعية، لكن يجب أن تكون بنّاءة لا هدامة.
_العدو يركّز جهوده على ضرب هذه الوحدة.
_الموقف من كيان الاحتلال الاسرائيلي:
_الكيان الصهيوني أبغض نظام في العالم، حتى بعض الحكومات الغربية بدأت تدينه لفظياً.
_جرائمه (قتل الأطفال بالتجويع والعطش، إطلاق النار عليهم عند طوابير الطعام) غير مسبوقة في التاريخ.
_لا تكفي الإدانة الكلامية، بل يجب قطع كل طرق الدعم.
_الشعب اليمني نموذج يُحتذى به في إغلاق طرق الإمداد عن الكيان.
_الجمهورية الإسلامية مستعدة لاتخاذ أي إجراء ممكن لدعم هذه المواجهة.
_الهدف النهائي: اقتلاع «السرطان الخبيث» من المنطقة وتوحيد الشعوب الإسلامية.
إيران مستمرة حتى النهاية
يمكن القول إن الخطاب يحمل رسالة واضحة: إيران لن تُهزم لا بالحرب ولا بالحصار، ولا بالتآمر الخارجي ولا بالانقسام الداخلي، بل ستبقى متماسكة بقوة وحدتها، وماضية في مشروعها المقاوم حتى اقتلاع الكيان الصهيوني من المنطقة بالتعاون مع الأحرار في العالم.
الكاتب: غرفة التحرير