منذ اليوم الأول لترشحه للانتخابات الرئاسية الايرانية، أعلن السيد إبراهيم رئيسي أن همه الأول والأخير هو الشعب الإيراني بقوله "سأدخل المعترك السياسي من أجل الشعب فقط". من هذا المنطلق أكد في برنامجه الانتخابي على أن حكومته ستكون "حكومة ثورية شعبية لإيران قوية" والتي وبحسب وصفه ستكون مبنية على 7 صفات أساسية: الشبابية، الكرامة، الحرية، الشفافية، العمل، الاخلاق، والعزة.
وكان الرئيس المنتخب السيد ابراهيم رئيسي قد صرح بأنه سيعمل على توظيف كل الإمكانات المتاحة في البلاد لتحقيق آمال الشعب، فـ "الشعب الإيراني يريد تغيير الأوضاع المعيشية والاقتصادية ومكافحة الفساد، وستتغير الظروف لمصلحته وسنركز على تحسين أوضاع الشعب".
وقبيل تسلمه منصب الرئاسة، بدء السيد رئيسي ترميم ثقة الشعب الإيراني مع الدولة من خلال تنفيذ الوعود وإطلاعه على كل ما يجري وذلك عبر خطوتين، الأولى تخصيص موقع الكتروني يتيح للشعب اختيار الوزراء في الحكومة والثانية عبر لقائه بمنافسيه في الانتخابات الأخيرة.
موقعًا إلكترونيًا لاختيار الشعب وزراء الحكومة
في مؤتمره الصحفي الأول -الذي جرى بعد يومين من فوزه في الانتخابات-، أكد السيد رئيسي على أن الشعب سيكون شريكًا في تشكيل الحكومة والتي تحمل اسم "حكومة الشعب". وكانت الأوساط المعارضة تشيرإلى ان الحكومة الإيرانية الجديدة ستُصبغ باللون المحافظ، إلا أن رئيسي عارض ذلك بشدة مشيرًا إلى ان حكومته "ستكون خالية من الانحياز".
في هذا الإطار، قال المتحدث باسم الحملة الانتخابية للسيد رئيسي، مهدي دوستي، "ليس هناك صحة لهذه التكهنات حول حكومة السيد رئيسي المحتملة، وإذا كان الناس يثقون فيه، فسيتم تشكيل حكومة شابة وجديدة ونخبة وفعالة ومن خارج الفصائل". هذا الكلام ترجمه السيد رئيسي بدعوته لكل النخب والأساتذة والكفاءات الشابة والتي ترى أنها مؤهلة لأن تكون شريكًا في الحكومة إلى تقديم السير الذاتية وأوراق الاعتماد على موقع إلكتروني سينطلق قريبًا.
لم يطل الوعد الذي قطعه السيد رئيسي، حيث أعلن مكتبه أمس، عن تخصيص موقع إلكتروني، يمكن الشعب الإيراني ترشيح أسماء وزراء ومسؤوليين للحكومة الجديدة، شريطة أن يكونوا "مناهضين للفساد، كفوئين، ذات روح وعزيمة ثورية، وأصحاب شعبية بين المواطنين".
استقبال رئيسي للمرشحين المنافسين
"سنعمل على إعادة ثقة الشعب بالحكومة التي ستتعاون مع فئات وشرائح المجتمع ولن ترتبط بفئة معينة واحدة" من هذا المنطلق التقى السيد ابراهيم رئيسي بالمرشحين المنافسين له في الانتخابات الأخيرة، في إشارة إلى انتهاء مرحلة التنافس والبدء بمرحلة التعاون والعمل لحل مشاكل الشعب الإيراني.
وبعد اللقاء الذي وصفه بالـ "جيد جيدًا"، أكد رئيسي على دعمه المستمر لمثل هكذا لقاءات "هذا النوع من اللقاءات سيستمر ويجب أن نظهر للشعب أن جميع التوجهات السياسية والرؤى ستكون مطروحة في المرحلة المقبلة لحل الأزمات المعيشية"، مضيفًا "من الطبيعي أن جميع المرشحين كان لديهم هاجس لحل الأزمات الحالية".
وتجدر الإشارة إلى ان السيد رئيسي والذي فاز بـ 62% من أصوات الناخبين في الـ 19 من حزيران الفائت، هو الرئيس الثامن للجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن المقرر أن تُجرى مراسم التنصيب في الثالث من شهر آب القادم خلفًا للرئيس الشيخ حسن روحاني.
الكاتب: غرفة التحرير