مورغان أورتاغوس: عاشقة إسرائيل وخليفة هوكشتاين

يشكّل إعلان تعيين مورغان ديان أورتاغوس كنائبة للمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب "للسلام في الشرق الأوسط"، إعلاناً بانتهاء مهمة آموس هوكشتاين كـ "وسيط" ما بين لبنان والكيان المؤقت، لتستلم مكانه أورتاغوس هذه المهمة، ولكي تتولى الإدارة السياسية للجنة مراقبة وقفف إطلاق النار ما بين المقاومة الإسلامية في لبنان وإسرائيل. وعليه سيستمر مسار الوساطة الأمريكية غير النزيهة، بل وربما بزخم أكبر من السابق، لما تمتلكه أورتاغوس من صفات شخصية ومهنية تفوق ما لدى هوكشتاين، وأبرزها أنها من منتقدي ترامب بما يتعلق بسياساته الخارجية، وبالرغم من ذلك استطاعت العودة الى العمل ضمن إدارته.

وأورتاغوس معروف عنها اعتناقها لليهودية (بعد زواجها الثاني)، وتأييدها الواضح والمطلق لإسرائيل، وتأييدها الحماسي للعلاقات القوية بين إسرائيل وأميركا، وفي التأكيد على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل على الساحة الدولية. وهي شاركت في تعزيز سياسة العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتدعو للحفاظ على نهج صارم تجاهها، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية النووية.

وقد بنت مورغان أورتاغوس مسار مهنياً واسعاً في الدبلوماسية والاستخبارات والإعلام. لكنها ستواجه قضايا جيوسياسية بالغة الأهمية. وستكون قدرتها على التعامل مع تعقيدات الصراع بين إسرائيل وحزب الله اختبارًا حاسمًا لمهاراتها الدبلوماسية. وسوف يراقبها المجتمع الدولي عن كثب، لمعرفة ما إذا كانت قادرة على المساعدة في الحفاظ على الاستقرار في واحدة من أخطر بؤر التوتر في العالم، بما ينسجم مع مصالح وطموح رئيسها ترامب خلال ولايته الثانية.

فما هي أبرز المعلومات حول مورغان أورتاغوس وحياتها الشخصية والمهنية، وما هي أبرز التحديات التي ستواجهها؟

_ولدت في 10 تموز / يوليو (تموز) 1982 في مدينة أوبورندال بولاية فلوريدا الأميركية، لأسرة تملك شركة للتنظيف والترميم.

_كانت مشاركة نشطة في مسابقات ملكة جمال، وفازت بألقاب مثل ملكة جمال الحمضيات في فلوريدا في العام 2003. وفي حين أن المسابقات قد تبدو غير مرتبطة بمسيرتها السياسية، إلا أنها ساعدتها على تطوير مهارات التحدث أمام الجمهور والثقة بالنفس.

_ بدأت دراستها في مجال الموسيقى قبل أن تغير تخصصها إلى العلوم السياسية بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر 2001، وأكملت درجة البكالوريوس في العلوم السياسية في جامعة جنوب فلوريدا عام 2005. وفي وقت لاحق، حصلت على درجة الماجستير المزدوجة في إدارة الأعمال والإدارة العامة من جامعة جونز هوبكنز عام 2013، الأمر الذي مكّنها من تولّي مجموعة متنوعة من المناصب بمجالات الأمن والدبلوماسية والاقتصاد، لا سيما وأن أطروحتها للماجستير قد تمحورت على مكافحة التمرد (أي مواجهة حركات المقاومة والتحرر)، وهو الموضوع الذي أثر لاحقًا على عملها في الاستخبارات والأمن.

_ بدأت حياتها المهنية مع الحملة السياسية للمرشح الجمهوري آدم بوتنام عام 2004 التي هدفت إلى إعادة انتخابه في الكونغرس كمرشح عن ولاية فلوريدا. ثم عملت عام 2006 متحدثة باسم المسؤولة الأميركية السابقة كي تي مكفارلاند.

_ عملت في مناصب حكومية عدة، منها مسؤولة للشؤون عامة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وقضت أثناء فترة عملها بهذا المنصب بضعة أشهر في العاصمة العراقية بغداد.

_في العام 2008، انتقلت للعمل محللة استخباراتية في مكتب الاستخبارات والتحليل التابع لوزارة الخزانة الأميركية، وتخصصت في تعقب "الشبكات المالية غير المشروعة، وخاصة تلك المرتبطة بالمنظمات الإرهابية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط". ثم عُيّنت في العام 2010 نائبة للملحق المالي الأميركي في السعودية، حيث تولت الاتصال بالقطاع المصرفي السعودي لمكافحة "التمويل غير المشروع وتمويل الإرهاب".

_ غادرت القطاع العام أواخر العام 2010 للعمل مديرة للعلاقات العالمية لدى بنك "ستاندرد تشارترد"، ثم انضمت في العام 2016 إلى شركة "إرنست ويونغ" لإستراتيجيات الأعمال، قبل أن تشارك في تأسيس شركة "غو أدفايزرز - GO Advisors" للاستشارات الجيوسياسية، بهدف سد الفجوة بين وول ستريت ووادي السيليكون وصناع السياسات في واشنطن.

_ظهرت بشكل متكرر في قناة فوكس نيوز كمحللة في مجال الأمن القومي الأميركي، خاصة في برامج مثل "التقرير الخاص" و"فوكس نيوز سندي"، حيث قدمت تحليلات حول "السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب والعلاقات الأمريكية مع الدول المعادية مثل إيران والصين". وقد برزت بقدرتها على التعبير عن القضايا الجيوسياسية المعقدة بطريقة واضحة وحازمة مفضلة لدى الجماهير المحافظة والجمهورية.

_عُرفت بانتقادها الشديد للرئيس دونالد ترامب أثناء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016، إذ وصفت سياساته الخارجية بـ"الانعزالية" وكانت تنتقد سلوكه الشخصي.

_في نيسان / أبريل 2019، تم تعيينها متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تحت إشراف وزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو. وخلال فترة عملها، قادت الاتصالات العامة للوزارة بشأن قضايا عالمية مهمة مثل العلاقة بين أمريكا وإيران، واتفاقات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل "أبراهام"، والعلاقة الخاصة بين أمريكا وإسرائيل.

وقد عملت بشكل وثيق مع صهر ترامب ومستشاره الرئيسي جاريد كوشنر، في "مبادرات السلام في الشرق الأوسط"، خاصة تلك المتعلقة باتفاقيات التطبيع، وقيل بأن العلاقة المهنية بين أورتاغوس وكوشنر ظلت قوية بينهما.

كما سافرت مع الوزير بومبيو إلى دول عديدة، ونسقت عدة حملات إعلامية تتناول السياسة الخارجية الأميركية.

_ بعد نهاية عملها في إدارة ترامب الأولى، أسست منظمة بولاريس للأمن الوطني، وهي منظمة تركز على تعزيز سياسات الدفاع الأمريكية. كما استضافت برنامج مورغان أورتاغوس الإعلامي على SiriusXM، حيث واصلت مناقشة قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية.

_ في العام 2022، حصلت على دعم ترامب في حملتها لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي، واستضافت أثناء حملتها نقاشات حول الأمن القومي مع قادة سياسيين.

في 3 كانون الثاني / يناير 2025، تم إعلان تعيينها نائبة للمبعوث الرئاسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط. ووفقا لموقع "أكسيوس"، شدد ترامب على دعم الجمهوريين لها في هذا المنصب، مع أمله بأن تكون قد "تعلمت درسها" بعد انتقادها لسياساته الخارجية.

_مُنحت العضوية في مؤسسات عدة، منها جامعة "جونز هوبكنز"، ومركز الأمن الأميركي، والمجلس الاستشاري لشبكة الديمقراطية النسائية، ومنظمة "كونكورديا" المجتمعية.

_ هي سياسية تابعة للحزب الجمهوري، ويعدّ السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام راعيها السياسي، وقد يكون السبب وراء عودتها إلى إدارة ترامب الثانية. كما تعمل ضابطة احتياط في استخبارات البحرية الأميركية.

مواقف بارزة لها

_ بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، وضعت منشوراً لها على صفحتها على انستغرام جاء فيه: "لقد مات حسن نصر الله وأشيد بقوات الدفاع الإسرائيلية التي تمكنت من القضاء عليه، وهو متعصب إيديولوجي قاتل كرس حياته لمهاجمة أميركا وإسرائيل.

في الوقت الذي يحزن فيه حزب الله وحماس وشبكة الإرهاب التابعة لإيران على مقتل نصر الله، يتعين علينا أن نتذكر أن القضاء على نصر الله ليس مجرد عزاء أمني، بل إنه سبب للاحتفال - سواء بسبب إنقاذ الأرواح في المستقبل أو بسبب تحقيق العدالة لأسر ضحاياه.

ويواجه أتباع نصر الله الآن خيارا واحدا إما التنحي عن مناصبهم، أو تلقي نفس المصير الذي لقيه نصر الله".

_ دعمت مظاهرات 17 تشرين الأول / اكتوبر 2019 التي حصلت في لبنان، وهي تهاجم حزب الله سياسياً وعسكرياً باستمرار.

التحديات التي تواجهها

سوف تلعب أورتاغوس دورا رئيسيا في فريق ستيفن ويتكوف، أحد المقربين من ترامب. وأبرز التحديات التي تقف أمامهم:

_إدارة اتفاقات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومفاوضات المرحلة الثانية.

_الخروقات الإسرائيلية المتكررة والخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، والتي قد تكون سبباً لاشتعال الصراع العسكري مرةً جديدةً، بين المقاومة الإسلامية – حزب الله وإسرائيل، بشكل يضرّ بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية بقوة.

_ الصراعات المتنقلة في منطقة غربي آسيا، خاصةً إذا ما قرّرت الإدارة الأمريكية الجديدة تصعيد المواجهة مع محور المقاومة بمختلف جبهاته، وخاصةً ضد إيران واليمن.

_ السعي لإحياء اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية والإسلامية وإسرائيل، وخاصةً ما يتعلق بالسعودية.