الثلاثاء 22 تشرين أول , 2024 03:58

جولة للدبلوماسية الإيرانية في المنطقة.. ضمانات سياسية والعبرة في التنفيذ

وزير الخارجية الإيراني عراقجي يقوم بجولة في دول المنطقة

تواصل إيران مساعيها الدبلوماسية الإقليمية في ضوء التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة واسعة إليها، وقد تشمل استهداف منشآتها النووية. وفي هذا الإطار تحديداً، جاءت جولة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى الدول الإقليمية، شملت البحرين والسعودية وقطر وسلطنة عُمان والعراق ومصر وتركيا، وبالإضافة إلى هدف عدم توسعة الحرب لتصبح حرب شاملة في المنطقة، بحث وزير الخارجية مع مسؤولين كبار سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة ومساعي احتواء النزاع. وشملت الزيارة هدف أساسي آخر، هو الدفع من أجل عدم استخدام القواعد الأميركية في دول الخليج ضد إيران في الهجوم الإسرائيلي المرتقب.

واستطاعت الدبلوماسية الإيرانية متمثّلةً بوزير خارجيتها أخذ ضمانات من دول الخليج بعدم السماح للقواعد العسكرية الأميركية أو أراضيها أو أجوائها باستخدامها للهجوم ضد إيران لكن تبقى العبرة بالتنفيذ، خصوصاً مع الضغوط الأميركية على هذه الدول لمساعدة الكيان في اعتدائه المرتقب على إيران.

وفي سياق جولاته على دول المنطقة قال وزير خارجية إيران، إن بلاده لا تريد الحرب في المنطقة "لكننا مستعدون لها"، مشيراً إلى أن احتمال توسيع رقعة الحرب وارد لتكون حرباً شاملة بالمنطقة. وأكّد أن "استمرار العدوان الإسرائيلي الهدف منه تحويل مناطق أخرى إلى غزة ثانية وثالثة ورابعة"، ومشيراً أنه أجرى لقاءات مع "عدد من قادة دول الجوار ولمسنا توافق الجميع على ضرورة تفادي الحرب"، مضيفاً إلى أن دول الجوار لن تسمح لإسرائيل باستخدام "مجالها الجوي" لمهاجمة إيران. وأكّد أن الوضع في غزة ولبنان كارثي ويجب وضع حد لهذا العدوان، مؤكداً أن الحكومة الجديدة في إيران ستمضي قدما في سياسة حسن الجوار. وشدد بالقول إن "قرار وقف إطلاق النار يتخذه الفلسطينيون واللبنانيون وإننا نقدم الدعم لهم". ولفت عراقجي أن طهران ترصد تحركات جميع القوات الأميركية في المنطقة.

في المقابل، أجمعت الأوساط السياسية والحزبية الإسرائيلية بأن الكيان سيردّ بشكل غير مسبوق على الهجوم الصاروخي الإيراني على قلب المدن الإسرائيلية، وأن "إيران ستندم على هذه اللحظة"، وتوافقت فيما بينها على أن المعنى الحقيقي للضربة الإيرانية هو "إعلان الحرب على إسرائيل". فدعت بدورها إلى الرد بشكل كبير وقوي وجدّي، وكان لافتاً الإجماع حول هذا القرار الذي جاء بناءً على خلفيات ودوافع ومبرّرات عدّة. أبرزها أن المواجهة في هذه المرحلة مع إيران ضرورية من أجل إحداث تغيير جوهري في الشرق الأوسط، وتصفية الحساب القديم مع البرنامج النووي الإيراني.

وفي سياق الحديث عن العلاقات الإيرانية العربية، وسعي الجمهورية الإسلامية إلى توطيد علاقاته في مجالها الإقليمي، اعتبر الكاتب الإسرائيلي أوهاد حيمو أن "مشاهد الكتل الصاروخية الإيرانية التي تتساقط على المدن الإسرائيلية ترسّخت في الذهنية والعقلية بالعالمين العربي والإسلامي، وعززت مشاعر النشوة لديهم بالانتقام من إسرائيل لمواصلتها الحرب على الفلسطينيين واللبنانيين". ويعتقد أن الصورة التي رسخت بعقلية المواطن بالعالمين العربي والإسلامي أن إيران تجرأت وقصفت إسرائيل، وهو ما يعني انتصار إيران بمعركة الوعي وتحقيقها إنجازات إستراتيجية، وتعزيز نفوذها وشعبيتها بالشرق الأوسط. وعليه، ستكون إسرائيل ملزمة بتوجيه ضربة قوية لطهران.

يرتقب العالم هذه المدة، الرد الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد عملية الوعد الصادق 2 وحجمه ومكان الاستهداف، إن كان منشآت عسكري أو مدنية أو أهداف متعلّقة بالبرنامج النووي الإيراني، وقالت في هذا الإطار هيئة البث الإسرائيلية "إن قرار توجيه ضربة لإيران قد اتُخذ، وتم تحديد الأهداف والتوقيت فيما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه أصبح على علم بهذه التفاصيل".

هل هذا التصعيد المرتقب سيؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة أو سيقتصر على ردود متتالية فقط من دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين محور المقاومة على رأسها إيران والكيان الإسرائيلي؟

ستجيب الأيام القادمة على هذا السؤال على ضوء حجم الضربة الإسرائيلية وكيفية استجابة الجمهورية الإسلامية لها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور