الإثنين 21 تشرين أول , 2024 03:41

أمد الحرب على لبنان.. بين ضرورة الحسم السريع والغرق في الوحل اللبناني

جنود من قوات الاحتلال الإسرائيلي

في بداية التصعيد بين كيان الاحتلال ولبنان كان الحديث في الإعلام العبري يتفاوت بين ضرورة الحسم السريع للعملية لمنع الغرق في مستنقع لبنان تفادياً لما حصل مع جيش الاحتلال في قطاع غزة، بينما هناك أطراف أخرى وعلى رأسها بنيامين نتنياهو تحدّثت عن حرب طويلة حتى تحقيق الأهداف. ومع تصاعد حدّة الضربات بين الطرفين وبعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على اندلاع المعارك، بدأ قادة الكيان وباحثيه يدعون إلى استغلال الأحداث لا سيما بعد اغتيال عدد كبير من القادة، من أجل التوصّل إلى إنهاء لهذه الحرب عبر تسوية تحقق وقف إطلاق النار منعاً لأي تدهور للأحداث يطيل من أمدها لأشهر وربّما لسنوات.

وفي رصد لأبرز ما جاء في التحليلات والتصريحات العبرية حول أمد هذه الحرب، برزت مجموعة من العناوين المتعلقة بظروف وحيثيات وقف إطلاق النار والتي جاءت على الشكل التّالي:

ضرورة الحسم وإنهاء الحرب في أسرع وقت:

الإنجازات المزعومة تمهّد لإنهاء الحرب:

- إن الكيان قد حقّق إنجازات كبيرة على صعيد القضاء على قادة المقاومة سواء في غزة وحتى في لبنان، كما وعلى صعيد القضاء على جزء كبير من قدراتها العسكرية، وبالتالي، هذه المرحلة تُعدّ فرصة مهمة لبدء العملية الدبلوماسية والوصول إلى وقف للحرب في كلتي الجبهتين.

- إقصاء يحيى السنوار هو إغلاق رمزي للدائرة، وفرصة لمبادرة تنقذ الكيان من المراوحة إلى النصر الاستراتيجي.

- تم تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح للجيش بتنفيذ احتلال منطقة أمنية عازلة في وقت قصير، حيث تمّ القضاء على العديد من قوات الرضوان وترحيل عدد كبير من السكان الأمر الذي سيجعل المناورة سريعة وبسيطة.

الخسائر تفرض إنهاء الحرب:

- جيش الاحتلال قريب جداً من الوضع الذي يمكن الانتقال منه إلى المفاوضات بشأن حل دبلوماسي، حيث هناك تأييد واسع لإنهاء الحرب من قبل قيادة الجيش في ظل حجم الخسائر الباهظة على الصعيد البشري، العسكري، الاقتصادي كما وعلى صعيد الذخيرة.

- الحرب الحديثة ليست طويلة، لأن طول الحرب يضرّ بالاقتصاد والمعنويات والجيش، مما يعيق تحقيق النصر.

- لا قدرة لدى الكيان على إدارة حروب طويلة، فهو غير مصمّم لخوض حروب الاستنزاف.

- الحاجة لبلورة استراتيجيا للخروج، كي لا يغرق الكيان في حرب طويلة لا جدوى منها في الشمال.

- لا ينبغي للكيان أن ينبهر بالنجاح الكبير في اغتيال "نصر الله" وقيادة حزب الله وقدراته الاستراتيجية، والانجراف إلى حرب طويلة في لبنان، من دون أهداف سياسية واضحة. من الضروري وضع آلية لإنهاء القتال في أقرب وقت ممكن.

إطالة أمد الحرب

نتنياهو واليمين المتطرف يتحكّمان بإطالة أمد الحرب:

- نتنياهو هو المتحكّم الأول والأساسي باستمرار الحرب، بعد رصده للفرصة التي تتمثل بمواصلة الحرب على غزة ولبنان، من خلال توجيه ضربات ضد إيران كقائدة المحور المناهض لـ"إسرائيل" وكدولة عتبة نووية يستدرج من خلاله الولايات المتحدة لهجوم مشترك.

- اليمين المتطرف قادر على جرّ الكيان وجيشه إلى حرب أطول بكثير مما كان ينوي كما يحدث في قطاع غزة.

- الترويج للقدرة على خوض حرب طويلة.

- ربط توقّف الحرب باستسلام حزب الله.

دور الولايات المتحدة والغرب في التحكّم بأمد الحرب:

- هناك خشية في الغرب من أن تتحول المعركة في لبنان إلى حرب طويلة الأمد، في حال فشل نتنياهو في إخضاع المقاومة وحسم المواجهة.

- إن اهتمام الإدارة الأمريكية بتخفيف الهجمات في كافة الساحات من أجل منع اشتعال حرب إقليمية يؤدي في الواقع إلى الإرهاق وإطالة أمد الحرب وتفويت فرصة التوصل إلى حسم واضح.

الغرق في الوحل اللبناني وصعوبة القضاء على حزب الله:

- الكيان يخوض معركة طويلة، ومن الممكن جداً أن يغرق في الوحل اللبناني.

- كلما طال أمد الحرب في الشرق الأوسط كلما زاد احتمال توسعها.

- الدخول البري إلى لبنان يمكن أن يؤدي إلى عملية طويلة الأمد من شأنها أن تطيل أمد الحرب.

- حزب الله ليس حماس، والحرب معه ستكون حرباً طويلة وقاسية، إذ أن تصفيته والقضاء عليه بحاجة لسنوات.

- في بداية الأحداث تمّت الإشارة إلى أن الحرب طويلة وصعبة وستستمر لمدّة عام على الأقل، وتمّت الدعوة للاستعداد لحرب طويلة باهظة الأثمان.

يظهر التوافق السياسي حول استمرار أمد الحرب على لبنان، لا سيما نتنياهو واليمين المتطرف وإصرارهم على استمرار الحرب إن كان لأهداف شخصية واستمرار حكمهم أو لجهة تنفيذ خططهم التوسعية وتحقيق مصالحهم. وعلى صعيد المعارضة يظهر لابيد كداعي أوّل للتوصل لتسوية ووقف الحرب على الجبهتين في هذه المرحلة في الوقت الذي يبدو غانتس وغالانت من الداعمين لاستمرارها. ويبدو أن الإعلام العبري كما والباحثين في المراكز الإسرائيلية يسعون للترويج لضرورة وقف إطلاق النار في هذه المرحلة واستغلال الفرص منعاً للغرق في حرب طويلة في لبنان.





روزنامة المحور