تتسارع الأحداث السياسية في المنطقة، تاركةً تأثيرات على الداخل الإسرائيلي، ومن المهم إلقاء الضوء على رأي المستوطنين الإسرائيليين، لمعرفة اتجاهاته بتأييده ومعارضته لسلوك السلطة السياسية الإسرائيلية في حربها على لبنان وغزة، بالإضافة إلى التصعيد الذي شهده الكيان مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في هذا الإطار، قدمت الصحف الإسرائيلية استطلاعات رأي حديثة، تدور حول الهجرة العكسية للسكان الإسرائيليين، ورأيهم بمستقبل الجبهات في لبنان وغزة، بالإضافة إلى استطلاع رأي حول الحرب مع إيران.
فأظهر الاستطلاع المتعلّق بالهجرة إلى خارج الكيان أن "86% من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش في غلاف غزة بعد انتهاء الحرب". وفي الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 غادر أكثر من 40 ألف إسرائيلي. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية 61 % من الإسرائيليين لا يشعرون بالأمان في البلاد.
وفيما يخصّ الجبهات في لبنان وغزة، أظهرت استطلاعات الرأي أن أغلبية إسرائيلية كبيرة تؤيد الانسحاب من محور فيلادلفيا مقابل صفقة التبادل مع حركة حماس. و78% يعتقدون أنه لا ينبغي لإسرائيل أن توافق في هذه المرحلة على وقف إطلاق النار في لبنان. كما أن 90% من اليهود يقولون إنه كان من الصواب شن هجوم عميق ضد حزب الله في حين أن الحرب في غزة لم تنته بعد ولم يتم حل قضية المختطفين.
وأخيراً، 53% من الإسرائيليين المشاركين في الاستطلاع يؤكدون على ضرورة أن تتخذ تل أبيب خطوات سياسية لمنع التصعيد في المنطقة إلى حرب مباشرة.
استطلاعات الرأي حول الهجرة العكسية:
كشف استطلاع للرأي نشرته قناة كان التابعة لهيئة البثّ الرسمية، السبت 5-10-2024، أن:
- حوالي ربع الإسرائيليين فكروا في الهجرة للخارج خلال العام المنصرم، بسبب "الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة".
23% من الإسرائيليين فكروا خلال العام المنصرم منذ أكتوبر 2023 حتى أكتوبر 2024، في مغادرة البلاد، بسبب الوضع السياسي والأمني الراهن".
67% من الإسرائيليين "لم يفكروا في مغادرة البلاد"، فيما رفض الباقون الإجابة.
14% من مؤيدي الائتلاف الحكومي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فكروا بالمغادرة، مقابل 36% من مؤيدي أحزاب المعارضة الذين قالوا أيضاً إنهم فكروا بالهجرة للخارج.
وأشار الاستطلاع إلى أن "العلمانيين أكثر ميلاً للمغادرة، مقارنة باليهود الحريديم (المتدينين)".
وذكرت القناة الإسرائيلية، أن معدل "الهجرة السلبية في إسرائيل كان واضحاً حتى قبل نشوب الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023، حيث كان عدد المغادرين يفوق عدد المهاجرين الجدد خلال السنوات الأخيرة".
وأشارت إلى أنه على الرغم من عدم توفر بيانات رسمية للسنة الحالية (2024)، يبدو أن هذا الاتجاه مستمر (الهجرة السلبية)، ما يشير إلى مشكلة أكبر قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بجدية.
والشهر الماضي، كشفت دائرة الإحصاء الإسرائيلية عن ارتفاع في هجرة الإسرائيليين للخارج، منذ معركة طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي. وذكرت الدائرة الإسرائيلية في بيان، أنه:
- "في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 غادر أكثر من 40 ألفاً".
- هناك تصاعداً كبيراً في عدد الإسرائيليين الذين غادروا إلى الخارج خلال العام الجاري، مقارنة بعام 2023، وذلك بعد مرور نحو عام على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
- "تظهر البيانات الأولية أنه في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو (تموز) 2024، غادر أكثر من 40 ألف إسرائيلي"، دون تحديد وجهاتهم.
- عودة 27 ألفا و800 فقط (من الخارج إلى إسرائيل) في ذات الفترة، ويشمل عدد العائدين من خرجوا سابقاً من البلاد وقرروا العودة، أو من قرروا الهجرة إلى إسرائيل من بلد آخر.
- وفي 2023، هاجر حوالي 55 ألفاً و300 إسرائيلي، مقارنة بحوالي 27 ألفاً اختاروا العودة أو الهجرة إلى إسرائيل، خلال 12 شهراً.
- فيما هاجر في 2022 حوالي 38 ألف إسرائيلي، وعاد أو هاجر لإسرائيل 23 ألفاً، وفي 2021 غادر إسرائيل 31 ألفاً، وعاد نحو 29 ألفا.
- كما أن 86% من الإسرائيليين غير مستعدين للعيش في غلاف غزة بعد انتهاء الحرب.
- وبحسب هيئة البث الإسرائيلية 61 % من الإسرائيليين لا يشعرون بالأمان في البلاد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، إن عدد المصابين بصدمات نفسية ارتفع بصورة هائلة، عقب التصعيد الأخير مع حزب الله، وإطلاق صواريخ من لبنان، وصلت إلى مناطق في حيفا.
وأوضحت الهيئة أن عدد الإسرائيليين المصابين بصدمات نفسية بلغ 225%، عقب التصعيد الجاري مع حزب الله.
وبحسب ذا ماركر، نقلاً عن استطلاع أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، قالت:
26% فقط من الإسرائيليين اليوم يقدرون أن مستوى التضامن مرتفع، مقارنة بـ 54% في كانون الأول/ ديسمبر.
استطلاعات الرأي حول مستقبل الجبهات:
أجرت صحيفة معاريف الإسرائيلية، الجمعة 4-10-2024، استطلاعاً قالت فيه:
- أن 60% من الإسرائيليين يرون أن إبرام صفقة أهم من البقاء في محور فيلادلفيا.
- 61% من الإسرائيليين لا يثقون في أن الحكومة تبذل وسعها لاستعادة الرهائن.
- أغلبية إسرائيلية كبيرة تؤيد الانسحاب من محور فيلادلفيا مقابل صفقة التبادل مع حركة حماس.
- فضّل 48% من أفراد العينة إطلاق سراح الأسرى في غزة على البقاء قيد الاحتجاز.
- أغلبية كبيرة من الجمهور تؤيد الانسحاب من محور فيلادلفيا للسماح بصفقة التبادل، حيث أيد 48% من أفراد العينة التنازل عن المحور، مقابل 37% أبدوا استعداداً للتخلي عن صفقة لترك المحور بيد إسرائيل.
- أبدى 74% من ناخبي الائتلاف استعدادهم للتخلي عن الاتفاق إذا كان ذلك يعني الانسحاب من محور فيلادلفيا.
بحسب استطلاع الرأي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، نشر في 1-10-2024، قال فيه أن:
- 59% من المستوطنين متفائلون بالعام المقبل.
- أغلبية الإسرائيليين تؤيد شن هجوم بري ضد لبنان، باعتبار أن هجوم قوي ضد حزب الله سيجبره على التراجع عن مواقفه تجاه غزة.
وبحسب استطلاع مركز دايركت فولز نشره موقع هسكوفيم العبري في 27-9-2024، قال فيه:
78% يعتقدون أنه لا ينبغي لإسرائيل أن توافق في هذه المرحلة على وقف إطلاق النار في لبنان.
20% نعم يوافقون، 2% لا يوجد موقف.
57% يعتقدون أن الولايات المتحدة أضعفت إسرائيل في نضالها لإزالة التهديدات في الجنوب والشمال، و35% يعتقدون أن الولايات المتحدة عززتها بالفعل، و8% لا يعرفون.
56% يعتقدون أن خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة سيعزز مكانة إسرائيل في العالم، و21% يعتقدون أن الخطاب سيضعف موقف الدولة، و23% لا يعرفون.
وبحسب استطلاع كان، نشر في 6-10-2024، قالت فيه:
27% فقط يعتقدون أن إسرائيل انتصرت في الحرب ضد حماس و35% يعتقدون أنها خسرت، والباقون لا يعرفون.
41 % يقولون إن ثقتهم بالجيش تضررت.
35 % يعتقدون أن إسرائيل خسرت الحرب مع حماس.
ونشر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية الثلاثاء 1-10-2024 استطلاعاً سريعاً حول عملية "سهام الشمال" والحرب في لبنان، وبحسب الاستطلاع فإن:
90% من اليهود يقولون إنه كان من الصواب شن هجوم عميق ضد حزب الله في حين أن الحرب في غزة لم تنته بعد ولم يتم حل قضية المختطفين. بينما قال 47% فقط من العرب أن الخطوة كانت خطأ.
استطلاعات الرأي حول الحرب مع إيران:
نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي، استطلاع رأي قال فيه:
44% من الإسرائيليين المستجوبين في استطلاع للرأي حول تقدم الحرب أن إسرائيل لابد وأن تتحرك عسكرياً ضد إيران بشكل مباشر في ظل الظروف الحالية.
في المقابل، أن 53% من الإسرائيليين المشاركين في الاستطلاع يؤكدون على ضرورة أن تتخذ تل أبيب خطوات سياسية لمنع التصعيد في المنطقة إلى حرب مباشرة.
وتعتقد نسبة كبيرة من الإسرائيليين أن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر لم يحسن الوضع الأمني في إسرائيل، أو حتى أدى إلى تفاقمه.
38% من الإسرائيليين الذين شاركوا في استطلاع الرأي أن الاغتيالات حسنت من الوضع الأمني.
34% أنها لم تتحسن ولم تسوء، وأجاب 20% أنها ساءت إلى حد ما أو ساءت كثيراً.
24% من المستجوبين قالوا أن عمليات الاغتيال قد حسنت من فرص التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين، بينما يعتقد 29% أنها لم تحسن ولم تضر بالفرص.
يشعر حوالي 48% من المستجوبين بالقلق إزاء التوترات الاجتماعية داخل إسرائيل.
في حين يخشى 37.5% من التهديدات الأمنية الخارجية أكثر.
وبحسب يديعوت أحرنوت، في استطلاع نشرته السبت 5-10-2024:
- 47% تؤيد مهاجمة الملف النووي الإيراني رغم خطر نشوب حرب إقليمية.
- 32% من جميع الذين أجابوا على الاستطلاع أنهم يفضلون مهاجمة البنية التحتية للنفط والغاز في إيران.
- فضل نحو 10% مهاجمة أهداف عسكرية بطريقة تنقل رسالة قاسية، لكنها تسمح للإيرانيين بتجنب الرد.
- صوت 7% لصالح خيار مهاجمة إيران فقط بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
- وصوت 4% فقط بعدم مهاجمة إيران والتركيز على الحرب مع لبنان وغزة.