هي الجمهورية الإسلامية في إيران، التي تؤكد يوماً بعد يوم، أنها الدولة الأساس في المنطقة، التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي والبلاد المتحالفة معهما. وما تفسير الاهتمام العالمي بانتخاباتها الرئاسية، وحتى حملات التشويه ومحاولة التشكيك بنزاهتها، سوى دليل على أهمية شخص رئيسها، في هذه المرحلة المصيرية والحساسة على صعيد العالم والمنطقة.
فالرئيس السيد إبراهيم رئيسي الذي فاز بالانتخابات، بما يملكه من ثقة قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، وما يتمتع به من صفات ومؤهلات شخصية، إضافةً لمسيرته السياسية والمهنية الناجحة، سيكون بلا شك كابوساً على أمريكا و"إسرائيل" من جهة، والداعم الأساسي لشعوب ودول محور المقاومة في المنطقة من جهة أخرى.
التصميم على إلغاء الوجود الأمريكي في المنطقة
كل المقالات الغربية والأمريكية خصوصاً، التي تحدثت عن احتمال كبير لفوز السيد رئيسي بالانتخابات، توقعت بحصول حقبة جديدة من التحدي، بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة.
فالسيد رئيسي لن تكون سياسته مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما كانت سياسة سلفه بالتأكيد. فأمريكا بالنسبة للكثيرين من الشعب الإيراني، لم تكن يوماً ولن تكون سوى "الشيطان الأكبر"، الذي يدعون عليها بالموت، خلال كل المناسبات او في لقاءاتهم بالإمام السيد علي الخامنئي، لما ارتكبته واشنطن من جرائم كبيرة بحق إيران ومستضعفي العالم. فلا يمكن لأي مواطن إيراني أن ينسى جريمة اسقاط الطائرة المدنية في 3 تموز عام 1988، وما تسببته من استشهاد 290 مسافر كان على متنها، إضافة للعديد من جرائم أمريكا. كما لن تنسى شعوب المنطقة ومن ضمنهم الشعب الإيراني، عملية اغتيال الشهداء القادة الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما. هذا الاغتيال الذي سيتم الرد عليه من خلال تحقيق الهدف الاستراتيجي لكل قوى ودول وشعوب المنطقة: إنهاء الوجود العسكري الأمريكي من منطقة غرب آسيا.
لذا سيكون في صلب سياسة السيد الرئيسي تجاه الأمريكيين، تحقيق هذا الهدف من خلال تفعيل العلاقات مع الدول التي تحتوي قواعد أمريكية، وحثهم على انهاء وجود هذه القواعد أو أي علاقات عسكرية، لانتفاء حاجتهم إليها. بالإضافة إلى الالتزام بتكتيك "مرونة المصارع"، خلال أي مباحثات ومفاوضات تتعلق بالمنطقة، وتشارك فيها الإدارة الأمريكية.
مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، قد وضعت السيد رئيسي على لائحة العقوبات الخاصة بها منذ العام 2019. ما يدل على مدى انزاعجها الشديد منه.
دعم قوى المقاومة بشكل لا محدود من أجل تحرير فلسطين وإنهاء وجود إسرائيل
يعتبر الرئيس السيد إبراهيم رئيسي من أشد المدافعين والمؤمنين والداعمين لخيار المقاومة، خصوصاً فيما يتعلق بكيان الاحتلال الإسرائيلي. فهو من تلامذة الإمام الخميني الراحل الذي اعتبر نصرة القضية الفلسطينية، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني، وإزالة إسرائيل من الوجود، فرض وواجب عل كل شخص مسلم وحر في العالم.
لذا سيكون السيد رئيسي من أكثر الجهات، التي ستعمل على تحقيق استراتيجية محور المقاومة، من خلال مواصلة دعم المقدسيين من جهة، ودعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، في الضفة وقطاع غزة والمخيمات، بكل الوسائل المادية والمعنوية، حتى تحقيق النصر الحاسم بانتهاء الاحتلال. كما سيكون سفير الشعب الفلسطيني وقضيته خلال زياراته الرسمية الخارجية وأثناء لقاءاته مع رؤساء الدول، او خلال مشاركته في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية.
دعم اليمن في الصمود حتى تحقيق الانتصار النهائي
منذ أن بدأ العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة الوحيدة، التي تعلن دعمها للشعب اليمني بمواجهة هذا العدوان. بالإضافة إلى أن الامام السيد علي الخامنئي، كان من أوائل الأشخاص الذيم تحدثوا عن حتمية انتصار اليمنيين، وهزيمة السعوديين.
لذا وبعد تحقق هاتين النتيجتين خلال السنوات السبع، وبانتظار ما ستسفر عنه المبادرات الدولية من جهود. سيكون للسيد رئيسي دور كبير في تزخيم كل الجهود، لوقف الحرب ورفع الحصار عن الشعب اليمني، من خلال اللقاءات المباشرة مع السعوديين، ومن خلال تشكيل تكتل للدول المؤثرة في سبيل تحقيق ذلك.
بالإضافة إلى أن حكومة السيد الرئيسي، ستكون المساهم في تقديم كافة أشكال الدعم لليمنيين حكومة وشعباً، من أجل إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتأمين كل المستلزمات والمواد الحيوية من دواء ووقود وغذاء.
إعادة إعمار سوريا لكي تعود جسر المقاومة
تلعب إيران منذ اندلاع الحرب على سوريا عام 2011، دورًا حيويًا وأساسياً في صمود الشعب والدولة أمام إرهاب الجماعات التكفيرية، ولإفشال المخططات الأمريكية والإسرائيلية، في إفقاد المقاومتين الفلسطينية واللبنانية عمقهما الإستراتيجي. هذا الدور الذي ساهم بشكل كبير، في عودة الاستقرار إلى أغلب وأهم المدن السورية، وتحرير هذه المناطق من الوجود التكفيري.
وبما أن العلاقة بين طهران ودمشق هي علاقات استراتيجية تاريخية، استمرت رغم كل الظروف والتهديدات والحروب، ضد الوجود الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي. سيكون لإيران في عهد السيد رئيسي الدور الكبير في دعم جهود إعادة إعمار سوريا، على صعيد العمراني وإعادة بناء القوة العسكرية، بما يتناسب مع التحديات والأهداف المحورية. كما سيتعزز التعاون بين البلدين ويتطور على مختلف الأصعدة الأخرى: السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
تطوير العلاقات الإيرانية العراقية الرسمية، لترقى الى مستوى العلاقة الأخوية بين الشعبين
يكنّ السيد رئيسي مشاعر قوية للشعب العراقي، وقد عبر مراراً عن دعمه للجهود العراقية في مكافحة إرهاب التنظيمات الإرهابية، وتثبيت دعائم الاستقرار وسيادة بلدهم، وفي مواجهة التحديات المختلفة.
لذا سيكون من أول اهتمامات السيد رئيسي على الصعيد العراقي، هو تنمية العلاقات بين حكومات البلدين في مختلف المجالات، من خلال تبادل الخبرات في مختلف القطاعات، وإنجاز التفاهمات والاتفاقات المبرمة بين الجانبين، وتطوير التعاون والتنسيق المشترك في كافة المجالات، وتنفيذ كلّ ما من شأنه تحقيق المصالح المشتركة للشعبين. لكي تتطور العلاقات الرسمية بين الدولتين، وتشبه علاقة شعبيهما الأخوية.
الكاتب: غرفة التحرير