وثّق الاعلام الحربي اليمني مشهد احتراق السفينة اليونانية "سونيون" في مياه البحر الأحمر، بعد خرقها للحظر اليمني على كيان الاحتلال. وعلى الرغم من سماح صنعاء للاتحاد الأوروبي بسحب السفينة إلى شواطئ جيبوتي، إلا أن الغاية التي أرادت القوات المسلحة تحقيقها، قد حققت بالفعل. وهذا ما أشار إليه قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، في إشارته إلى "كذب الأميركي في مزاعمه تجاه أي ردع للعمليات اليمنية المساندة لفلسطين".
في حين تعكس المشاهد التي يعرضها الاعلام الحربي، منذ احتجاز السفينة Galaxy Leader في كانون الأول/ ديسمبر عام 2023، الجدية في تنفيذ مراحل التصعيد كما هو مخطط لها، من الإنذار إلى الاحتجاز ثم الاعطاب والاحراق والاغراق، لرفع التكاليف على الشركات المشغلة حتى تكون أكثر حذراً من اتخاذ خطوات متهورة في خرق قرار الحظر.
من جهته، أكد السيد الحوثي على أن "عملية اقتحام السفينة "سونيون"، جاءت ضمن عمليات نوعية ومهمّة نفّذتها القوات البحرية اليمنية هذا الأسبوع". مشيراً إلى أن "فريقين من القوات البحرية اقتحما السفينة على مرحلتين ودمرا ما فيها من شحنات بعد تفخيخها وتفجيرها". ومشدداً على أن "العمليات مستمرة بفاعلية، على رغم أن صيد السفن في البحر الأحمر أصبح نادراً لقلّة السفن المرتبطة بالأعداء". موضحاً بأن "بعض الشركات بات تحرّكها بعيداً جداً في أقصى المحيط الهندي البعيد عن أفريقيا وليس الأقرب إلى البحر العربي أو سقطرى".
تركت هذه العملية أثرها على تقييم أداء قوة المهام الأوروبية "أسبيدس". اذ أن القوة التي كانت سبباً في زيادة الانقسام بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لاقتناع الأخيرة بأن التأثير سيكون محدوداً -وهذا ما جعل البعض منها يفضل عدم المشاركة- لم تنجح في ردع حركة أنصار الله عن تنفيذ تهديداتها، بل ولم تستطع حماية السفن التي كانت قد أوكلت حمايتها. وهذا ما يجعل من التساؤلات المطروحة حول فعاليتها مشروعة.
في حين أن الفشل الذي بات يوثق بالصوت والصورة ويبث على أهم وسائل الاعلام العالمية لم ينحصر بعدم جدوى الخيار العسكري، بل بقلة الخيارات الأخرى المطروحة، وتصويب البوصلة دائماً على ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهذا ما تريده صنعاء.
ويأتي ضمن هذا السياق، تصريح رئيس العملية البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، الأدميرال فاسيليوس جريباريس، بأن "القوة البحرية الحالية المنتشرة تحتاج إلى أكثر من الضعف في الحجم بسبب تزايد هجمات القوات المسلحة". والذي أشار إلى أنه "ليس لدينا الكثير من الأصول والمنطقة بأكملها التي يتعين علينا تغطيتها هائلة...أضغط على جميع الدول الأعضاء لتوفير المزيد من الأصول". موضحاً "لا نعتقد أن ضرب الحوثيين قد يحل المشكلة...بعض الدول الأخرى جربت إجراءات مماثلة قبل بضع سنوات وما زالت بعض الدول الأخرى تفعل ذلك ونرى أنها لا تساهم في حل المشكلة".
وهذا ما اشارت إليه مجلة responsiblestatecraft في تقرير لها، بأن "الجهود الأميركية لتشكيل تحالف دولي لحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر ضد هجمات ميليشيات الحوثي اليمنية التي تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس تؤجج التوترات مع الحلفاء الأوروبيين".
وعلى الرغم من أن الجهود الأميركية لضبط إيقاع التصعيد، إلا أن الإصرار اليمني على الرد على استهداف كيان الاحتلال للحديدة، جعل من المهمة الأوروبية أكثر تعقيداً أيضاً. حيث جدد السيد الحوثي تأكيد جهوزية القوات اليمنية للرد وأن "التحضير للرد مستمر، وأن التوقيت سيكون مفاجأة للعدو". لافتاً إلى ان القوات "تحرص على رفع معدّل تأثير عملياتها العسكرية في عمق الكيان"، مشيراً إلى أن "ليس هناك سقف سياسي ولا اعتبارات أخرى يمكن أن تحدّ من مستوى عملياتنا المساندة لغزة".
الكاتب: غرفة التحرير