يبدو أن الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي يتجه نحو الائتلاف مع تحالف الفتح، بعد أن كشف عن ذلك عضو الاتحاد الوطني الكردستاني "غياث السورجي"، متحدثاً عن وجود تفاهمات مع تحالف الفتح. مضيفا بأن العلاقة بين الطرفين هي علاقة تاريخية، ذاكراً بأن الإتحاد الديمقراطي لا يملك أي أمور مشتركة، مع نحالف سائرون الذي تشكل فيه الكتلة التابعة للتيار الصدري القوة الأكبر.
تأجيل/أو عدم تأجيل الانتخابات
هذا وقد سرت مؤخراً أخبار ومقالات، تتحدث عن تأجيل محتمل للانتخابات، بعد أن كشف أحد أعضاء اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، انها ستتأجل عن موعدها المحدد، بسبب تقديم بعض القوى السياسية طعن بقانون الانتخابات. في المقابل اكدت كتلة التغيير النيابية الكردية المشاركة مع نواب آخرين بتقديم الطعن، ان مجلس النواب يستطيع تعديل قانون الانتخابات الجديد، واجراءها في موعدها، دون الذهاب نحو تأجيلها، محذرة من تغيير نتائج الانتخابات المقبلة كما جرى مع انتخابات عام 2018.
ومن أهم اعتراضات الكتل على القانون الجديد، هو في المواد التي تتعلق باعتماد الفرز الكتروني (حيث يطالب النواب باعتماد العد والفرز اليدوي)، وفي المادة التي تتعلق بحصر التصويت البايومتري، والتي يمكن أن تحرم الكثير من العراقيين من المشاركة.
كما يشار إلى أن عددًا من المرشحين والقوى، عبروا عن استيائهم من قانون الانتخابات الجديد، خصوصاً فيما يتعلق بتقسيم الدوائر الانتخابية، التي تخدم كتلاً سياسية فتزيد من حواصلهم الانتخابية، فيما تنقص بشكل كبير حواصل الكتل الأخرى.
تحالف الفتح وتحالف سائرون يحذران
هذا وقد عبر تحالف سائرون عن رفضه تأجيل الانتخابات تحت أي ظرف، متهماً جهات وشخصيات سياسية بالعمل على ذلك، بعد أن شعرت بأنها ستخسر السباق الانتخابي. متهماً هذه الأطراف بتقديم الطعن كجزء من حراك التأجيل، مؤكداً أن ذلك لن يحصل لوجود إجماع سياسي وشعبي على إجرائها في موعدها. ومشدداً على أنه في حال قبول المحكمة للطعن، فإنه سوف يتم إيقاف الفقرات المطعون بها فقط، وسيعمل البرلمان على تعديلها بأسرع وقت كي لا يؤثر ذلك على موعد الانتخابات.
وأيضاً كان لتحالف الفتح موقف مشابه ضد أي محاولة للتأجيل، عندما حذر عبر النائب محمد البلداوي من المساعي لتأجيل الانتخابات، واصفاً إياها بـ “اللعب بالنار". مشيرا إلى أن عودة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لتولي رئاسة الحكومة مرة أخرى لن تتكرر.
تبدل خيار أمريكا وحلفائها
تعتبر أبرز الأطراف التي ستستفيد من تأجيل الانتخابات النيابية، هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. فبعد أن كانوا يسعون من خلال الانتخابات المبكرة، الى سحب الأكثرية من قوى تحالف الفتح ودولة القانون والكتل الأخرى. لم تستطع واشنطن والأحزاب التابعة لها من تمرير قانون انتخابي يقسم الدوائر الى 329 دائرة، بل أقر النواب تعديل الدوائر لتصبح 83 على عدد نواب الكوتا النسائية. ما سيمنعها من إيصال حلفائها الجدد من ال 90 حزب في المجتمع المدني، الذين لم يستطيعوا حتى الآن من تشكيل تحالف بينهم، من شدة اختلاف آرائهم وبرامجهم. لذا فإن التأجيل والعودة الى موعد اجراء الانتخابات الأول في 2022، قد يسمح لها ربما بارتكاب أعمال أمنية، تساعد الأحزاب الحليفة لها من زيادة شعبيتهم.
الكاتب: غرفة التحرير