يختلف قادة الكيان السابقين والحاليين، حول كيفية الخروج من مستنقع غزة وما هي الرؤية المناسبة لإنهاء هذه الحرب، ويرى البعض منهم، لا أفق للخروج من حرب غزة بحسب الأهداف التي وضعها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أما البعض الآخر يعتبر أنّ على المستوى السياسي أنّ يغير من أهداف الحرب والتي تتمثل في الدرجة الأولى في "القضاء" على حركة حماس، باعتبار أنّ الأمر معقّد وإذ يتفق القادة السابقون على أنّ الفرصة الحالية مواتية لكي يتبلور اتفاق سياسي عرّابته الولايات المتحدة الأميركية والذي من شأنه أن يضع مساراً لإنهاء الصراع "المستجد" على الكيان والذي يتمثل بـ السابع من أكتوبر.
سنقدم في هذا المقال آراء ثلاث شخصيات بارزة شغلت سابقاً مناصب مهمة في الكيان تقدّم رؤيتها حول مسار الخروج من المأزق الوجودي الذي وقع على إسرائيل، والشخصيات هي:
- الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش عاموس جلعاد.
- الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء احتياط عاموس ملكا.
- اللواء احتياط ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا آيلاند.
الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال عاموس جلعاد
قال جلعاد لإذاعة 103FM الإسرائيلية: "إذا لم نملك استراتيجية خروج من غزة، فإننا محكومون بالتدهور والخسائر الشديدة. إذا لم نجب على سؤال من سيحكم غزة في اليوم التالي؟ سيتم جرنا إلى حكم غزة، على 2.2 مليون من سكانها. هذه منطقة أزمة فظيعة تتطلب إعادة بناء ضخمة، ليس لدينا هذه الموارد على الإطلاق ومن الأسف أنها ستُهدر. الذين يمكنهم تقديم هذه الموارد هم السعودية وأبو ظبي ودول أخرى، لكنهم لن يقدموا، إلا إذا كان هناك محور استراتيجي كما تقترحه الولايات المتحدة. لا خيار لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) سوى اعتماد استراتيجية الأمن القومي على حساب استراتيجيته، التي تبدو لي سياسية تماماً، وهذا يعني الاتصال بالرئيس بايدن وبدلاً من الجدال معه، يجب أن يقول له أنا أتصل بالمبادرة، أريد تحالفاً استراتيجياً بين السعودية والولايات المتحدة بسعر التطبيع، محور استراتيجي، محور اقتصادي مثل الجسر البري. هل تريد دولة فلسطينية؟ حسنًا، دعنا نبدأ المناقشات.
الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) اللواء احتياط عاموس ملكا
اعتبر ملكا أن الحديث الأميركي عن الاعتراف بدولة فلسطينية، "إشارة موجّهة إلى إسرائيل من باب الضغط ليس إلا. واشنطن ليست جدية في إثارتها موضوع الدولة الفلسطينية، وإنما تريد الضغط على إسرائيل فقط. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رهينة في يد بعض وزرائه".
اللواء احتياط ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق غيورا آيلاند
في سؤال وجه إلى غيورا إيلاند، حول: كيف ينظر إلى استمرار الحرب في غزة والتصعيد في الشمال؟
فأجاب: في المقابل، إذا انتهت الحرب في غزة، ففي رأيي، هناك فرصة لا بأس بها في التوصل إلى تسوية سياسية تمنع نشوب حرب في لبنان، على الأقل هذه السنة. وفي رأيي، هذه مصلحة إسرائيلية. لذلك، يجب علينا العودة إلى السؤال المركزي حالياً: كيف ننهي الحرب في غزة، ومتى؟ يمكن أن نتصرف، الآن، وفق مبدأ واحد: الصحيح حتى اليوم، أن إسرائيل تحتفظ، ليس لوقت طويل، ربما لمدة سنة، بمفتاح استمرار الحرب في غزة، استمرارها، أو توقّفها. بينما العالم كله، "حماس" من جهة، وحزب الله من جهة ثانية، ومصر والأردن، وصولاً إلى الرئيس بايدن، الكل بحاجة شديدة إلى إنهاء الحرب. وبما أننا نملك هذا الرصيد، ونحن مَن يقرر طرحه على الطاولة، فإننا نستطيع المطالبة بأثمان مرتفعة جداً مقابله. وليس هناك ما يضمن أننا قادرون على طرح هذه المطالب، بعد بضعة أسابيع أو أشهر. وهناك حدود أيضاً لعدد المرات التي تستطيع فيها الولايات المتحدة استخدام الفيتو في مجلس الأمن لمصلحتنا. لذلك، الآن، هو وقت الحصول على الحد الأقصى في مقابل هذا الرصيد.