في الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس حملة إعادة انتخابهما، قبيل أشهر قليلة من السباق الرئاسي، يواجه المسؤولان اضطرابات متكررة في ساحات متعددة. من ناحية، تواجه الإدارة مخاطر التصعيد المتزايد نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما تقف عاجزة أمام الانقسام المتزايد في البيت الأبيض والذي يتسع ليشمل موظفين ونشطاء أعلنوا عن نيتهم بالإضراب عن الطعام للضغط لوقف إطلاق النار في غزة.
يخطط موظفو الحكومة الأميركية لـ "يوم صيام من أجل غزة" في 1 شباط/ فبراير للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في القطاع والتنديد بسياسة جو بايدن تجاه كيان الاحتلال. ومن المتوقع -بحسب ما أعلن ممثلون عن "الفيدراليون المتحدون من أجل السلام"، -وهي مجموعة من عشرات الموظفين الحكوميين المعارضين لأزمة غزة والذين نظموا إضراباً في مكتبهم- أن يحضر المشاركون إلى مكاتبهم وهم يرتدون ملابس سوداء أو يرتدون الأوشحة الكوفية أو غيرها من رموز التضامن الفلسطيني.
امتد الضغط ضد إدارة بايدن عبر المجتمع الأميركي، من النقابات العمالية وموظفي الحكومة الفيدرالية. وتظهر استطلاعات الرأي أن نحو 68٪ من الشعب الأميركي يؤيدون وقف إطلاق النار.
وترى الموظفون الناشطون في الحملة، إن "يوم الصيام هو رد على استخدام إسرائيل التجويع كسلاح حرب من خلال منع الطعام عمداً من دخول غزة". واستشهد المتحدث بتقارير الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 2 مليون شخص في القطاع معرضون لخطر المجاعة.
ويعمل أفراد هذه المجموعة في أكثر من عشرين وكالة، من بينها وزارة الدفاع والأمن الداخلي والخارجية، ومن بينهم موظفون حكوميون محترفون ومعينون سياسيون. وهم يتوقعون مشاركة المئات من موظفي الحكومة.
يقول ممثلو الفيدراليين المتحدين من أجل السلام، إن هدفهم هو فرض نقاش الازمة في مكاتبهم، حيث قد يدعم العديد من الموظفين الفيدراليين وقف إطلاق النار ولكنهم يخشون الانتقام بسبب التحدث علناً.
وتأتي هذه المخاوف في ظل الضغط المتزايد الذي يمارسه المسؤولون في الإدارة على المطالبين بوقف الدعم الأميركي المتطرف لإسرائيل في حربها التي ارتكبت خلالها إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني. ويأتي تصريح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، بأن "هؤلاء يستحقون الطرد"، ضمن هذا الإطار.
ولأجل ذلك، ينظم هؤلاء الموظفون تحركات للمطالبة بوقف الحرب تحت مظلات أخرى أيضاً، الوقفة الاحتجاجية التي نفذها موظفو منظمة وقف إطلاق النار، والتي قالت في بيان لاذع يعارض جهود كبار المسؤولين في البيت الأبيض لرفع الروح المعنوية التي تراجعت نتيجة لمعارضة دعم الولايات المتحدة لإسرائيل: "بينما يقيم كبير موظفي البيت الأبيض جيف زينتس حفلاً لرفع الروح المعنوية للموظفين الليلة، يقتل طفل في غزة كل 8 دقائق... نشعر بالاشمئزاز من هذا العرض من اللامبالاة الكاملة تجاه الأرواح التي أزهقت في المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية".
ولفت أستاذ العلوم السياسية الذي عمل في البنتاغون في إدارة باراك أوباما، فان جاكسون، إن "الاحتجاجات الأخيرة من الموظفين العموميين الأمريكيين لم يسبق لها مثيل... نحن في منطقة مجهولة، ولم يتم إدانة أي إدارة رئاسية على مدى السنوات ال 40 الماضية من قبل موظفيها بهذا الشكل: ليس بشكل جماعي، وليس علناً، وليس بهذا الانتظام".
ولتخفيف من أهمية هذا الحدث الذي يلقى تأييداً وانتشاراً واسعاً، اتهمت هاريس المعتصمين بأن لهم صلات بروسيا وينفذون أجندة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في حين أدان مؤيدو وقف إطلاق النار في غزة التعليقات التي أدلت بها بيلوسي ووصفوها بأنها "استبدادية صريحة" بعد أن أشارت دون تقديم أدلة، إلى أن الناشطين المؤيدين للفلسطينيين قد تكون لهم علاقات مع روسيا ورئيسها بوتين.
الكاتب: غرفة التحرير