جاء اغتيال القائد العسكري الإيراني رضي الموسوي في سوريا في سياق الحرب الدائرة بين محور المقاومة والمحور الإسرائيلي الأميركي، واشتداد المواجهات العسكرية بين مجاهدي المقاومة وجيش الاحتلال في قطاع غزة، وعلى كافة الجبهات المشتعلة في اليمن والعراق ولبنان منذ بداية معركة طوفان الأقصى. اتّخذ الإسرائيلي - بموافقة أميركية- القرار باستهداف العميد موسوي وهو مسؤول الدعم اللوجستي والعسكري والميداني لمحور المقاومة منذ 30 عاما لا سيما في جبهات سوريا ولبنان وفلسطين.
حرس الثورة الإسلامية هدّد في بيان الكيان المؤقت أن الرد على اغتيال الشهيد موسوي سيكون حتمياً وقويا، وأن الاسرائيلي متورط بقتل المسؤول الإيراني، فيما إسرائيل كعادتها لم تعترف رسمياً بعملية الاغتيال، وهي في حالة استنفار لمواجهة أي عمل عسكري محتمل في كافة ساحات وجبهات الحرب والاشتباك العسكري مع محور المقاومة لا سيما في الجبهة الشمالية التي رفعت فيها مستوى التأهب، ومن دون معرفة مستوى البصمة الإيرانية في انتقامها الحتمي.
أسباب وتوقيت الاغتيال:
- هروب للأمام: بسبب تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية وخلافات قياداتها المستمرة التي أيقنت عدم إمكانية تحقيق الهدف الأول من الحرب "القضاء على حماس"، كما تتعرض القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لضغوط من قِبل عائلات الأسرى والتيارات المعارضة داخل الكيان التي تراهن على مصير ناتنياهو المأزوم ومن خلفه قيادات اليمين المتطرف الإسرائيلي، وفي هذا الصدد صرح رئـيـس الأركـان الـصـهـيـونـي الـسـابـق دان حـالـوتـس:"إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس وصورة النصر الوحيدة التي ستتحقق هي إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
- الضغوط الميدانية والإخفاقات التي يتعرض لها جيش الاحتلال بمختلف جبهات محور المقاومة وبخاصة في قطاع غزة. واعتقاده ان إيران تتحمل المسؤولية الأولى في هذا الفشل.
- تدفيع إيران الثمن باعتبارها الداعم والمساند لحركة حماس التي يخوض جيش الاحتلال حرباً ضروساً عليها، وقد مُني بالفشل بعد أكثر من 80 يوما على العدوان، مما دفعه الى الخروج عن طوره، والتصرف بجنون وانفعال وفق السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري.
- محاولة استدراج إيران لمواجهة مباشرة: في ظل مشهد دولي معقد تتداخل فيه الأزمات الإقليمية يحاول كيان الاحتلال دفع إيران إلى مواجهة عسكرية مباشرة في الساحة السورية، وغيرها من الجبهات.
- شخص اللواء السيد رضي موسوي (تم ترقيته بعد استشهاده الى رتبة لواء) وموقعه كمسؤول للدعم اللوجستي العسكري في جبهات محور المقاومة (لبنان وسوريا وفلسطين).
- يُعد الاغتيال للشهيد موسوي حلقة ضمن مسار الاغتيالات الأمنية التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي ضد المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا عندما تسنح له الفرصة وذلك بموافقة ودعم أميركيين.
سيناريوهات واحتمالات الرد:
من ضمن الاحتمالات والسيناريوهات المطروحة أن يكون الرد أمنياً داخل كيان الاحتلال أو خارجه، لا سيما ان الرد سيكون حتمياً وزكياً بحسب التصريحات الإيرانية التي اكدت" أن الكيان الصهيوني الغاصب والهمجي سيدفع ثمن هذه الجريمة"، كما قال الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئیسي "استهداف الشهيد رضي موسوي مؤشر آخر على إحباط الكيان الصهيوني وسيدفعون ثمن هذه الجريمة"، وفي نفس السياق، أكدت الخارجية الإيرانية أن "طهران ستحتفظ بحق الرد على الكيان الصهيوني في جريمة اغتيال القائد في حرس الثورة الإسلامية رضي موسوي في سوريا في الزمان والمكان المناسبين وعلى تل أبيب أن تنتظر العد التنازلي".
من موجبات الرد أيضاً تكثيف العمليات العسكرية في جبهات محور المقاومة، ورفع التصعيد إلى مستويات أعلى كماً ونوعا.
يدل توقيت عملية الاغتيال والتاريخ الجهادي للشهيد رضي موسوي، أن الإسرائيلي أراد توجيه ضربة لمحور المقاومة الداعم لحماس وصمود أهل غزة، فكان شهيداً آخراً على طريق القدس.
الكاتب: حسين شكرون