"مجرد جلوس إسرائيل كلها أمام التلفزيون للاستماع إلى خطاب نصر الله هو في حد ذاته انتصار وبعدا مهما في الحرب النفسية المستمرة". كانت هذه العبارة التي افتتح بها المحلل السياسي في صحيفةهآرتس مقابلته الصحفية، تختصر المشهد. حيث أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأعضاء مجلس الوزراء وشعبة الاستخبارات العسكرية استمعوا جميعاً باهتمام إلى الخطاب".
حرصت وسائل الاعلام الاسرائيلية على نقل خطاب السيد نصرالله. حتى أن بعضها، رد سبب اصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على القاء خطاب في الوقت عينه، إلى رغبته بعدم تفرّد كلام السيد نصرالله بمساحة هامة من التغطية الاخبارية. كما أنها لم تكتفي بالنقل بل استطردت بالتحليل والتنبّؤ بما قصده خلال الخطاب.
بحسب مذيع القناة 13 الإسرائيلية، فإن "إسرائيل لا تعرف ما الذي يخطط له نصر الله، ولا يمكننا الاعتماد على أجهزتنا الاستخباراتية، خاصة بعد الفشل الاستخباراتي في 7 أكتوبر الماضي، ولأن معلوماتها (الاستخباراتية) ليست دقيقة دائما". وشدد المذيع على أن الخطاب "يضع إسرائيل في حالة تأهب وقد يكون محاولة لتنويمنا مغناطيسيا".
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن معادلة حزب الله الرسمية والواضحة هي التصرف "بطريقة مدروسة جيدا والتصعيد تدريجيا، لكنه سيفعل كل شيء حتى لا تسقط حماس".
وخلال خطاب الأمين العام لحزب الله، قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن الخوف الحقيقي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن "يتعهد نصر الله بتنفيذ عمليات محددة".
من جهته، قال المسؤول الكبير السابق في وكالة الأمن الإسرائيلية يوسي عمروسي، وهو للقناة 13 الإسرائيلية: "يجب على القيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية الاستماع بعناية إلى خطاب السيد حسن نصر الله... يجب على المسؤولين تقييم وتحليل الخطاب الذي طال انتظاره للأمين العام".
فيما اعتبر رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان في جامعة تل أبيب، وباحث كبير في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة ريتشمان، ميخائيل ميلشتاينهو: "فيما يتعلق بإسرائيل، يجب ألا يغرس المحتوى الحذر للخطاب أي شعور بالتفاؤل. على عكس المستمعين العاديين، يجب على جميع صناع القرار والمسؤولين الأمنيين الامتناع عن فهم الخطاب على أنه هادئاً...تجدر الإشارة إلى أن 7 تشرين الأول/أكتوبر لقنا إسرائيل درسا مؤلما في التواضع عندما يتعلق الأمر بتقييم نوايا العدو". مضيفاً "بعيداً عن الشك الأساسي بأن هذا احتيال استراتيجي، من الضروري التركيز على توضيح نصر الله بأن ردوده ستكون مستمدة من طبيعة الحملة في غزة. وإذا ترافق ذلك مع ضربات دراماتيكية لحماس، وأهمها اغتيال كبار مسؤوليها، فقد يشعر حزب الله بأنه مضطر إلى زيادة حدة تحركاته، الأمر الذي قد يؤدي بسرعة إلى تصعيد واسع على الجبهة الشمالية - وهو "خطأ" ارتكبه بالفعل في عام 2006، وليس هناك ما يضمن عدم خلق ديناميكية من شأنها أن توجهه إليه مرة أخرى".
يشير، الرئيس السابق لمديرية استخبارات الموساد، زوهار بالتي، إلى تعبير السيد نصرالله: "يتحدث عن الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، نحن والأمريكيون معا. إنه يحمل الأمريكيين مسؤولية ما يحدث في غزة...يعود مرة أخرى إلى مفهوم "بيت العنكبوت" يوضح أن إسرائيل لن تنجو بدون الأمريكيين، وهذا لم يتم ذكره عن طريق الخطأ في نفس الوقت الذي تحدث فيه وزير الدفاع بلينكن...في رأيي ، ليس هناك الكثير لاستخلاصه من هذا الخطاب. إنه يزعاجنا".
في حين يذكر المحلل السياسي الاسرائيلي بن كاسبيت، إلى أن إسرائيل حاولت "إظهار الأمور كالمعتاد قبل خطاب نصر الله. وفي قرار غير معتاد، وافقت جميع القنوات التلفزيونية الرئيسية في إسرائيل على عدم بث الخطاب على الهواء مباشرة حتى لا يصب في مصلحة الزعيم الشيعي، الذي اعتاد على إبقاء إسرائيل في حالة ترقب عندما يخاطب أتباعه". إلا ان ذلك لم ينجح على ضوء ما أكده موشيه شلونسكي قائد إذاعة جيش الاحتلال سابقاً: "إسرائيل كانت تحت تأثير ضغط خطاب نصرالله، الهستيريا كانت في كل مكان قبيل خطابه".
الكاتب: غرفة التحرير