ساهمت معركة سيف القدس في تعزيز الانقسامات داخل الإدارة الأميركية بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي، ففي حين اعتبر الأخير ان ما تقوم به "إسرائيل" يعد جرائم، يرى الحزب الجمهوري أن كل ذلك يأتي ترجمة "لحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها" ولعل أبرز تجليات هذا الانقسام هو مشروع القانون الأخير الذي تقدّم به الديموقراطيون حول حجب الأسلحة عن "إسرائيل".
في رد فعل على الانتهاكات التي يقوم بها كيان الاحتلال، تقدم نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي بمشروع قانون يسعى لحجب مبيعات أسلحة دقيقة التوجيه قيمتها 735 مليون دولار "لإسرائيل".
وقادت جهود وخطوات طرح هذا المشروع النائبتان رشيدة طليب وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، إضافة للنائب مارك بوكان، ونواب آخرون من بينهم بعض الديموقراطيين الأكثر ميلًا نحو اليسار في مجلس النواب.
وفي بيان لها قالت كورتيز انه "في وقت يدعم فيه كثيرون، من بينهم الرئيس بايدن، وقفا لإطلاق النار، يجب علينا ألا نرسل أسلحة هجومية مباشرة لرئيس الوزراء نتنياهو لإطالة أمد هذا العنف".
من جهته صرّح مشرع ديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب انه: "في الأسبوع الماضي، قتلت الضربات العسكرية الإسرائيلية العديد من المدنيين ودمرت المبنى الذي كان يضم وكالة أسوشيتيد برس، وهي شركة أميركية تقدم تقارير عن الحقائق في غزة. إن السماح بتنفيذ هذا البيع المقترح للقنابل الذكية من دون الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار لن يؤدي إلا إلى مزيد من المجازر".
بدوره غرّد النائب الديموقراطي مارك بوكان على حسابه في موقع تويتر: "لا يمكننا إدانة الصواريخ التي أطلقتها حماس فقط وتجاهل عنف الشرطة الإسرائيلية الذي تجيزه الدولة ضد الفلسطينيين - بما في ذلك عمليات الإخلاء غير القانونية والهجمات العنيفة على المتظاهرين وقتل الأطفال الفلسطينيين. لا ينبغي أن تمول المساعدات الأميركية هذا العنف".
وكانت الإدارة الأميركية قد وافقت على عقد صفقة محتملة لأسلحة قيمتها 735 مليون دولار "لإسرائيل"، التي تعد أكبر متلق للدعم الأميركي منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تزودها حاليًا بمساعدات عسكرية تصل إلى ما يقارب 3.8 مليارات دولار سنويًا.
فيما أرسلت الإدارة المشروع للكونغرس لمراجعته رسميًا في 5 أيار الجاري، وأمهلت النواب 15 يومًا للاعتراض بموجب القوانين الحاكمة لمبيعات الأسلحة لدول أجنبية.
نواب ديموقراطيين جدد في مجلس النواب اعتبروا أن دعم واشنطن لنتنياهو يثير بعض المخاوف، مثيرين بعضًا من التساؤلات حول توقيت هذا الدعم، وإذا ما كان يفسّر على انه ورقة ضغط أو تطمين للكيان مع اقتراب الاتفاق على البرنامج النووي الإيراني، وفسّر ايضًا هذا الأمر على انه تحدٍّ لأعضاء الحزب الديموقراطي الذين يشكلون جزءاً من الجدل حول دعم نتنياهو رغم مغالطاته.
الكاتب: غرفة التحرير