وضعت الجولة الأخيرة من الحرب مع الصهاينة أوزارها، وربما لن تطول هذه الحالة، لكن بعيدًا عن تقييم الواقع الميداني من الناحية العسكرية، وقدرة المقاومة وما رسخته من معادلات جديدة، لكن ثمة معادلات أهم وأخطر أفرزتها هذه الجولة من المواجهات، فقد كرر سيد المقاومة أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أنه ربما لا نحتاج الى معركة كبيرة لزوال او تفكك كيان الاحتلال الاسرائيلي.
راح البعض في حينها يحلل ويستغرب من إطلاق هكذا قاعدة، وما ظهر في المعركة الاخيرة من حراك داخلي والمواجهات الداخلية، طبعًا لم تكن لتتحرك هذه المواجهات وبهذا الزخم والقوة والعنفوان لو لم يكن هناك مقاومة قوية تقصف وتهدد وتنفذ.
إن ظاهرة المواجهات التي وصلت الى حد الاشتباك المسلح مع المستوطنين من جنود وغيرهم، وفي أكثر من بلدة في عمق الاراضي المحتلة عام 48 هو ما يؤرق كيان الاحتلال الآن، وما يتم دراسته ومناقشته حالياً داخل مراكز القرار في الكيان هو هذا الموضوع.
باعتقاد قادة العدو أن المعادلة العسكرية ربما واضحة، لكن ما الذي يمكن أن يفعله الكيان مع شعب وبعد مرور عشرات السنين، وموت الأجداد والآباء، حيث لم ينس الأبناء ان هذه البيوت وهذه الأرض ملكًا لهم.
اذًا الخطر أصبح خطرًا وجوديًا، وما يهدد أصل بقاء الاحتلال هو قدرة الداخل على الحراك او الاستمرار في هذا الحراك، لكن ماذا لو اشتعلت جولة جديدة! كيف سيكون الواقع داخل البلدات والمدن الاسرائيلية!
اليوم أيها السادة ما يناقشه الاحتلال أمنيًا وبالمعلومات هو سيناريو حرب الشوراع، هو يسميها حرب أهلية، والمقصود ان تصبح المواجهات حرب شوارع داخل الأزقة ومع المستوطنين ومن نقطة الصفر، عندها لا ينفع لا طائرة ولا مدفع ولا قبة حديدية، ولا يمكن بالأساس استخدامها.
وهنا نصل الى مقولة الأمين العام: "ربما لزوال الكيان لا نحتاج الى حرب".
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع
الكاتب: حسين مرتضى