صاروخ باليستي جديد ضد الأهداف المتحركة، ينضم الى ترسانة القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية في إيران، سيغير من المعادلات البحرية، ليس في منطقة الخليج فقط، بل وربما في منطقة البحر الأبيض المتوسط أيضاً.
فقد أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خلال لقائه الخاص بالأمس الأربعاء، مع عدد من الخبراء ضمن مؤتمر الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، إلى أن الكيان المؤقت يعتقد، بأن كلّ ما تكشف عن الجمهورية الإسلامية في إيران من تطور على صعيد الصناعات العسكرية، سيصل حتماً الى باقي حلفائها في محور المقاومة.
وأشار السيد نصر الله على سبيل المثال، الى آخر ما أعلن عنه من إنجازات القوات المسلحة الإيرانية على هذا الصعيد، وهو صاروخ باليستي بمدى 1500 كيلومتر، الذي يستطيع إصابة أي هدف بحري متحرك في هذا المدى.
وكعادته السيد نصر الله في سياق الغموض البناء، سواءً مع الصديق كحال الأمس أم مع العدو، لم ينف ولم يؤكد صحة الاعتقاد الإسرائيلي، بامتلاك الحزب لهكذا صاروخ. لكن بالتأكيد فإن إشارة السيد نصر الله الى ذلك، في سياق الحديث عن مسار تطور المعادلات العسكرية للمقاومة مع الكيان المؤقت، مع ما يمكننا توقعه من قدرات يمكن لهذا الإنجاز الإيراني أن يضيفه في المعادلات البحرية، جميعها يؤكد على جاهزية المقاومة لكل الاحتمالات خلال أي حربٍ مقبلة.
فما هي أبرز المواصفات التي كُشفت عن هذا الصاروخ؟ ومالذي يمكن له أن يضيفه على صعيد المواجهة البحرية خلال أي حرب مقبلة؟
منذ أيام، على هامش لقاء نخبة جنود الدورة القتالية التمهيدية الـ 20 التابعة للجيش الإيراني، كشف رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري، بأن إيران أنتجت صاروخاً باليستياً، قادراً على تدمير الوحدات البحرية المتحركة مثل حاملات الطائرات والقطع البحرية المختلفة، ويتحرك هذا الصاروخ الفرط صوتي من الفضاء بسرعة 8 ماخ ومدى 1500 كيلومتر. مضيفاً بأنه تم اختبار هذا الصاروخ بنجاح، ويتم إنتاجه بكميات كبيرة، ما يمكن الجمهورية الإسلامية من تحقيق أمن كبير في البحار المحيطة بها، حتى دائرة نصف قطرها أكثر من 1000 كيلومتر، كما يجعلها إحدى الدول الثلاث في العالم، التي لديها المعرفة بصناعة هذه الصواريخ.
وعليه إذا ما صح اعتقاد خبراء ومحللي الكيان المؤقت، كما ذكرنا أعلاه، فإن هذا الصاروخ في حال امتلاكه من قبل المقاومة الإسلامية في لبنان، يمكنها تأمين المياه اللبنانية بشعاع أكثر من 1000 كيلومتر أيضاً (تقريباً حتى منتصف جزيرة كريت غرب لبنان، وثلث البحر الأحمر لجهة الجنوب منه)، وصد كافة أنواع القطع والسفن البحرية وفي مقدمتها حاملات الطائرات (مع الإشارة الى أن كيان الإحتلال لا يمتلك حاملات طائرات).
كما أن سرعة هذا الصاروخ الفرط الصوتي، تمكنه من تجاوز أي منظومة دفاع أو حرب إلكترونية لهذه القطع البحرية، سواءً كانت ذو صناعة إسرائيلية أو حتى أمريكية.
وهناك مجال آخر، يكشفه هذا الإنجاز على صعيد إيران أو حتى لبنان، وهو وجود القدرة لدى محور المقاومة أيضاً، على رصد وتتبع هذه القطع البحرية بشكل لحظوي، في أي منطقة شعاعها أكثر من 1000 كيلومتر.
هذه من الناحية التكتيكية لأي مواجهة بحرية، أما من الناحية الاستراتيجية، يكفي استهداف حاملة طائرات أمريكية واحدة بما تمتلكه من طائرات ومعدات وما تحمله من جنود، كي يتم توجيه ضربة قاصمة لواشنطن، قد لا يمكن لها من بعد ذلك مواصلة الحرب، خاصةً إذا ما تم استهدافها بالتزامن مع إمطار القواعد الجوية الأمريكية البرية في المنطقة بمئات الصواريخ.
الكاتب: غرفة التحرير