في خطوة بالغة الدلالات والأهمية، افتتحت القوّات المسلّحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية مصنعاً لإنتاج الطائرات بدون طيار من نوع "أبابيل 2" في طاجيكستان، بحضور رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري ووزير الدفاع الطاجيكي شير علي ميرزا. وتأتي هذه الخطوة في سياق توطيد التّعاون العسكري بين البلدين.
وأكد اللّواء باقري خلال الكلمة التي ألقاها في الافتتاح، أن الجمهوريّة الإسلامية نجحت بجهود خبرائها وعلمائها في تطوير القطاعات العسكريّة والدّفاعيّة وخاصّة قطاع الطائرات المسيرة، بحيث بات يمكنها تصدير المعدات العسكرية إلى الدول الحليفة والصديقة، بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات المحلية من أجل إرساء الأمن والسلام الدائمين. مضيفاً بأنّ افتتاح هذا المصنع يعدّ نقطة تحوّلٍ نوعية في إطار التعاون العسكري بين البلدين. كاشفاً بأن هذا التّعاون سيشهد تقدّماً في المستقبل.
وفي نفس السياق، كشف كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة في إيران العميد أبو الفضل شكارجي، عن وجود تعاون مع دول أخرى بصورة ثنائية او متعددة الأطراف، لتصدير او انتاج الطائرات المسيرة الاستطلاعية فيها، في إشارة الى فنزويلا وأثيوبيا وغيرها. وأضاف العميد شكارجي بأن لإيران اليد العليا والمتفوقة في المنطقة في انتاج الطائرات المسيرة.
وتحدثت بعض الوسائل الإعلامية، أن هذه الخطوة جاءت بعدما أخلفت تركيا وعودها لطاجيكستان، بأن تتعاون معها في هذا المجال، مع العلم بأن سلطات أنقرة دائماً ما كانت تهتم في توسيع نفوذها في منطقة وسط آسيا، وبالتالي ستفقد هذه الفرصة التي باتت من نصيب إيران. خاصةً وأن الأخيرة تشترك مع طاجيكستان في العديد من المواضيع المشتركة، أهمها تأثير الواقع الأفغاني على أمن بلادهما وأمن المنطقة بشكل عام، ما يتطلب منهما تنسيقاً مشتركاً على كل المستويات.
ومن ناحية أخرى، تُظهر هذه الخطوة مدى أهمية وقدرة إيران على التصدير الدفاعي، والتي لن تتوقف عند هذا المستوى. فقد باتت طائراتها المسيرة من بين أشهر هذه المنتجات حول العالم، خاصةً بعد كثرة المقالات والتقارير الإعلامية والمتخصصة، التي تحدثت عن خصائصها ومميزاتها، التي جعلتها من أكبر الدول المنتجة لها على صعيد العالم. وقد أثبتت هذه الطائرات قوتها وكفاءتها، في العديد من الساحات، واستطاعت تخطي أكثر منظومات الدفاع الجوي تطوراً، وعلى رأسها الأمريكية والإسرائيلية.
وتثبت هذه الخطوة أيضاً، أن التاريخ الطويل الذي استثمرته الجمهورية الإسلامية، في تصنيع وتطوير هذه المنتجات العسكرية محلياً، بناءً على الاحتياجات وبعد فرض الحصار والعقوبات عيلها إبان حرب صدام عليها، قد جعلها اليوم تمتلك قدرة مهمة لإنتاج قوة دفاعية وهجومية لها ولأصدقائها، ولتكون أيضاً مصدر قلق كبير لأعدائها. خاصةً بعد انتهاء صلاحية الحظر والعقوبات غير القانونية، التي فرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عليها، ومنعها من الاستيراد والتصدير، ما يعني أن إيران ستدخل سوق السلاح العالمي رويداً رويداً، وقد لا تقتصر مبيعاتها على الطائرات المسيّرة فقط، بل ربما تشمل منظومات وأسلحة أخرى، لا تقلّ نجاحاً عنها.
الكاتب: غرفة التحرير