لن يمر مرور الكرام، حدث إطلاق إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لصاروخين من نوع سام-7، ضد إحدى المروحيات الإسرائيلية، التي كانت تقصف أهداف في القطاع.
فعملية الإطلاق هذه، قدمت رسالة قوية لقيادة جيش الاحتلال، بأن فصائل المقاومة ما زال لديها الكثير من أوراق القوة والردع التي لم تكشف بعد، والتي ستغير عند استخدامها في ساحة الاشتباك حتماً، من مجريات ونتائج المعركة.
فهذا الصاروخ رغم قدم صناعته، وإدخاله الى الخدمة العسكرية منذ العام 1968، إلا أنه عندما يتم استخدامه بتكتيكات محددة، قادر على عرقلة نشاط أي هدف جوي معاد، بل وربما إسقاطه كما حصل ذلك سابقاً في حرب تموز للعام 2006 في لبنان. مع الإشارة الى أن الهدف الأدنى لأي منظومة دفاع جوي، هو منع الهدف الجوي المعادي، من تحقيق مهمته وابعاده عن منطقة الدفاع، وليس بالضرورة اسقاطه.
أمر آخر، وهو بأن خطورة هذه الصواريخ تكمن أيضاً، في أنها ذات تأثير مزدوج دفاعي وهجومي، بحيث تستطيع صد الطائرات الحربية بكافة أنواعها، ضمن ارتفاعات منخفضة من 500 إلى 1500 متر، دون الحاجة الى استخدام آليات ضخمة وعديد كبير للمجاهدين، لأنها تتميز بسهولة التنقل بها وحملها وتفعيلها وإطلاقها من على الكتف. وهذا ما يمنحها عن سائر المنظومات الدفاع الجوي الأخرى، عامل المفاجئة، في إطلاق الصواريخ خلال ثوان معدودة، من دون أن تتمكن وسائل الاستطلاع الجوي من رصدها أو اعتراضها. ما سيدفع سلاح جو الاحتلال من دفع طائراته الى ارتفاعات أعلى، الأمر الذي سيحد بشكل ما من قدراتها على المناورة وتنفيذ المهام، خاصة الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار.
ومن جهة أخرى، فإن عملية إطلاق فصائل المقاومة لهذين الصاروخين، تؤكد أن هذه الصواريخ باتت بكميات كبيرة، وربما الطرزات الأحدث منها أيضاً، وسيتم استخدامهم خلال أي مواجهة مقبلة.
فما هي مواصفات سام – 7 الأخرى؟
_ يعد اسم صواريخ "سام - 7" هو الأكثر انتشارا من بين أسمائه الأخرى، حيث يطلق عليه الروس اسم " ستريلا – 2" أي السهم – 2، فيما يطلق عليه الناتو اسم "غريل".
_ تستخدم هذه الصواريخ في أكثر من 50 دولة، نسبة لسهولة استخدامها وسعرها الاقتصادي ومزاياها التكتيكية. ومن أبرز البلدان التي تستخدم هذه الصواريخ: مصر وسوريا ولبنان والعراق وليبيا والمغرب واليمن والسودان، وإيران التي باتت تصنعه محلياً وتصنع بعض النماذج المطورة له أيضاً، مثل منظومة ميثاق (1 – 2 – 3) والتي عرضت في العديد من المناورات، منهم المناورة الأخيرة "الرسول الأعظم (ص) – 17 ". كما أن العديد من فصائل المقاومة وخاصة في لبنان وفلسطين، تمتلك مثل هذه المنظومات التي استخدمت في العديد من العمليات.
_ تعتمد هذه المنظومة على تحديد الهدف باستخدام التوجيه الحراري (الأشعة تحت الحمراء التي تصدرها الأهداف الجوية).
_ يتراوح مدى الصاروخ بين 800 و3200 متر كحد أقصى، بينما تستطيع اعتراض الأهداف الجوية انطلاقاً من ارتفاعات تبدأ من 15 مترا حتى 1500 متر، وتنطلق نحو أهدافها بسرعة تصل إلى 430 مترا في الثانية (1.4 ماخ)، ما يعني امكانية اعتراض طائرات الهيلوكوبتر من نوع "كوبرا AH-1"، أباتشي AH-64، وسيكورسكي CH-53 بسهولة(تشكل هذه الانواع عمدة اسطول المروحيات الاسرائيلية).
الكاتب: غرفة التحرير