275 عملًا مقاومًا في القدس المحتلة منذ بداية عام 2023، من بينها العمليتين النوعيتين، الاولى للشهيد خيري علقم والثانية للشهيد حسين قراقع. وقد قتل 10 مستوطنين وأصيب 61 آخرين. تتصاعد المقاومة بوتيرة سريعة الى أن وصف المراسل العسكري"للقناة 13" العبرية، أور هيلر القدس الشرقية بـ "القنبلة الموقوتة". يحصل ذلك في ظل ولاية وزير أمن الاحتلال ايتمار بن غفير الذي زعم في برنامجه الانتخابي مواجهة الفلسطينيين بـ "قوة"، لكن وما إن صرّح بتنفيذ عملية واسعة شرق القدس على غرار "السور الواقي" حتّى بدأ مسلسل الانتقادات الحادّة لسياسته.
وزير تيك توك.. أهوج لا قيمة لتهديداته!
"القناة 12" العبرية: نتنياهو ووزير جيش الاحتلال، فوجئوا من تصريح بن غفير حول الإعداد لعملية "سور واقي 2" في الضفة الغربية، ويصفون هذا التصريح بأنه "شيك بدون رصيد".
وصف رئيس الحكومة السابق يائير لابيد بن غفير بأنه "وزير التيكتوك، لكن من الناحية العملية لا توجد حكومة، ولا تقييم للوضع، ولا تنسيق بين قوات الأمن، وإذا لم يكن الأمر خطيرًا فستكون دعوته سخيفة مثله". واعتبر مفوض شرطة الاحتلال السابق موشيه كرادي أن بن غفير لم يكن في حياته حتى قائد نصف فرقة صغيرة ولم يرتدي زياً موحداً، وأُعطي دوراً أكبر منه بعشر مرات". وقال نجل زعيم "حركة شاس" يانكي درعي، "إنّ الردع يكون في الأفعال وليس في الأقوال".
كما رأى المسؤول السابق لشرطة القدس المحتلة، أرييه عاميت، أنه "لم يكن هناك وزير للأمن الداخلي يتحدث كثيرًا ولا يفعل شيئًا ولا يفهم شيئًا عن الأمن الداخلي، إنه أكثر الرجال غير اللائقين لهذا المنصب، وجاء في الوقت الخطأ، ليس لديه أي فكرة عن إدارة الأنظمة الكبيرة، أو القضايا التشغيلية، وليس لديه فكرة عن كيفية التعامل مع العمليات المسلحة... بن غفير لم يرتد زيًا رسميًا مطلقًا من الناحية العسكرية، لقد كان فقط على الجانب الآخر، وعرف كيف يتشاجر مع الشرطة وأجهزة القانون، ويكون في منظمة إرهابية يهودية، يعرف فقط كيف يصرخ، ويصدر الريح والأجراس، هذا كل شيء، كل أقواله خالية من المضمون، وتسبب ضررا كبيرا، لأنه لا توجد إمكانية تقنية لإطلاق عملية "السور الواقي 2" في شرقي القدس".
بدوره انتقد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل بشكل حاد وقال أنه "بعد حوالي ستة أسابيع من توليه منصبه، تبيّن أن الوزير بن غفير هو استمرار مباشر للسياسي والمحامي والمجرم الأيديولوجي... بن غفير الأهوج الذي ليس له أي أثر قيادي، يصدر من فمه سيلاً مستمراً من التهديدات والنصائح التي لا قيمة لها والتي لا تقدّم أي حل جديد للعمليات النضالية".
كذلك سخرت القناة "12" العبرية من بن غفير وأدائه معتبرةً أنه "مصاب بهوس إشعال وتأجيج الأوضاع وينثر بياناته دون جدوى، إنه لا يفهم شئ في الشرطة، نتنياهو ليس معلماً لرياض الأطفال، يجب أن لا يكون هذا الصبي بن غفير في مكانه". وتابعت ساخرة من إعلان "السور الواقي 2": القدس "السور الواقي 2"، غزة "السور الواقي 3"، ولبنان "السور الواقي 4"!
في هذا الإطار أيضًا، نظّمت صحيفة "يديعوت أحرنوت" حملة إعلامية ضد بن غفير، ونشرت رسومًا ساخرة من تهديداته. وقد نقل مراسلها السياسي يتمار آيخنر عن مسؤول سياسي كبير أن "مثل هذه القرارات لا تتخذ في محطة حافلات عند وقوع هجوم، فضلا عن عدم تقديم إيضاحات، ودون التنسيق مع العناصر الأخرى في منظومة الأمن، خاصة وأنه لا يتفق مع رئيس الوزراء أو وزير الحرب، ويمكن لابن غفير إحضار مقترحاته لمجلس الوزراء إذا لزم الأمر، ويمكن لرئيس الوزراء اتخاذ أي قرار، ولكن فقط بعد إجراء مناقشة منظمة، هذه هي الطريقة التي تدار بها الدولة".
الضغط على القدس سيولّد المقاومة
طلب بن غفير من قائد الشرطة تشكيل فريق من الضباط زاعمًا "السيطرة على الوضع"، وأصدر تعليمات بنشر حواجز على الطرق حول العيسوية، ووقف كل مركبة ، وفرض حصار على مناطق شرقي القدس. لكنّ هذه الحصار الذي لم يؤت أوكله في جنين ونابلس حيث تنامت كتائب ومجموعات المقاومة، هل ينجح في القدس؟
على إثر هذه "التعليمات" أصدرت مجموعة عرين الأسود بيانًا لافتًا، شدّدت فيه أن التضييق على القدس المحتلّة سيوّلد مجموعات لها في العيساوية، والطور، وجبل المكبر، وسلوان، وأبو ديس، والعيزرية، وشعفاط، وحزما.
خلافات داخلية تتعمّق
عمّت تهيديدات المقاومة وتصاعد أعمالها في القدس الخلافات بين مكونات الحكومة ومستويات الاحتلال التي دخلت بسجالات عميقة منذ طرح التعديلات في الجهاز القضائي. فقد نقلت القناة "13" العبرية أن وزارة جيش الاحتلال فضّلت عدم تصعيد الأوضاع في الميدان خصوصًأ مع اقتراب شهر رمضان متهمةً بن غفير بأنه أصدر هذه التعليمات دون تنسيق مع وزير الجيش يوآف غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وأزضحت "القناة 12" العبرية أن خلافات ستسود اجتماع "الكابينت"، فـ "منهم من يريد عقابات جماعية ضد الفلسطينيين مثل بن غفير ومنهم من يريد تهدئة التوترات قبل قدوم رمضان مثل نتنياهو وغالانت".
الكاتب: غرفة التحرير