لا حسم لنتائج الانتخابات النصفية الأميركية بعد. وفي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي، جو بايدن، احباط "الموجة الحمراء"، كان الرئيس السابق، دونالد ترامب يحتفل بما استطاع ان يجنيه -إلى الان- الحزب الجمهوري من مقاعد في الكونغرس. وإلى ان ينجلي الغبار عن المشهد الذي ينذر بأن لا اكتساح لأحد الحزبين، تتجه الأنظار نحو مجلس الشيوخ.
وتعليقاً على نتائج الانتخابات التي أعلنت حتى الآن، يرى الصحفي في مجلة نيويوركر، بنيامين والاس ويلز، أن "المرشحين الذين اختارهم ترامب بنفسه ودعمهم لم يحققوا النتائج المطلوبة والتي كان بناء عليها يحضر أنصاره لإعلان مهم، فيما فهم أنه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية في 2024". وأشارت المجلة إلى أن الديمقراطيين والجمهوريين كانوا يعتقدون مع إغلاق صناديق الاقتراع ليلة الثلاثاء، حيث كان الكثير من الناخبين ينتظرون بقلق في الطوابير، أن شكل السياسة الأمريكية سيتغير ولصالح الجمهوريين من خلال موجة حمراء إن لم يكن تسونامي أحمر، شعار الحزب. وكانت النتائج الأولى في فلوريدا إشارة على أن هذا قد يحدث، فقد فاز الجمهوري رون دي سانتيس في سباق الحاكم بفارق عشرين نقطة مدهشة.
وبحلول منتصف الليل بدا الجمهوريون أنهم في الطريق نحو السيطرة على مجلس النواب، ولكن بهامش قليل وأقل مما توقعه الكثير من المعلقين السياسيين.
وفي ضوء ما حدث في السابق، فهذا يعتبر حدثا مدهشا في حدث ذاته، فقد خسر الديمقراطيون في عهد باراك أوباما 63 مقعدا و52 في عهد بيل كلينتون، وسيكون التغيير هذا العام أقل بكثير. وكل هذا في وقت لا يوافق الرأي العام فيه على ما يفعله جو بايدن التي تراجعت شعبيته. وفي وقت تتزايد فيه معدلات البطالة، والاقتصاد محرج.
لماذا صوّت الناخبون لبايدن؟
بناء على الاستطلاعات الأولية التي أشارت إلى أن الكثيرين لا يرغبون بالتصويت لصالح بايدن، نسبة %43 وافقت على أدائه مقابل نسبة %54 لم توافق. ويكمل ويلز، "لكن الناخبين لا يحبون دونالد ترامب أيضاً، فقد نظرت نسبة 37% بنوع من القبول إليه. وكانت خطة الجمهوريين في الانتخابات الحالية هي التركيز على الاقتصاد، أي تقديم أنفسهم كبديل عن الوضع الراهن الذي لم يكن الرأي العام يريده ويدعمه. ولكن تحقيق هذا أمر صعب عندما أصدرت المحكمة العليا قرارا غير شعبي الغت فيه قانونا لحماية الإجهاض، أو ما عرف بـ رو ضد ويد".
ولا تزال الكثير من الأصوات لم تعد، وكذا الأصوات التي تمت عبر البريد، بحيث لا يمكن لأحد الحديث بشكل قاطع عن مسار الانتخابات. ففي جورجيا، ذهبت الأمور لجولة ثانية. والناخبون في الولايات التي حلم الديمقراطيون مرة بالفوز بمقاعد مجلس الشيوخ وبشكل حاسم، فقد رفضتهم مثل أوهايو ونورث كارولينا. وفاز الجمهوريون في تكساس وجورجيا. وفي الولايات التنافسية بالغرب التي قد تحسم من سيسطر على مجلس الشيوخ، نيفادا وأريزونا، فالنتائج الأولية لا تعطي فكرة عمن سيفوز فيهما. والتناقض الظاهري في هذه الانتخابات هي أن الناخبين سئموا من الوضع الراهن وهذا بالضبط ما سيحصلون عليه في النهاية.
ينظر إلى نتائج الانتخابات النصفية على انها الحاسمة في عدد من الملفات، لما سيترتب عليها من تغير في المسارات بين رؤية الديموقراطيين والجمهوريين، وترامب تحديداً، الذي ينتظر ان يحسم قرار ترشحه للانتخابات الرئاسية في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بناء على ما حصده الجمهوريون في كلا المجلسين.
الكاتب: غرفة التحرير