أحدث قرار تأجيل الانتخابات الفلسطينية موجة غضب عارمة في الشارع الفلسطيني الذي نزل في مسيرات احتجاجية رافضين لفكرة التأجيل ومتمسكين بحقهم في الانتخاب واختيار من يمثلهم في السلطة.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أعلن مساء الخميس تأجيل الانتخابات التي كانت مقررة في 22 أيار إلى أجل غير مسمى محملًا كيان الاحتلال المسؤولية بسبب رفضه للسماح بإجراء الانتخابات في القدس المحتلة. هذا القرار صدر في البيان الختامي لاجتماع "القيادة الفلسطينية" بغياب فصائل أساسية كحركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وغيرهم.
صدمة قاسية للفلسطينيين
شكل التأجيل صدمة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني الذي كان يصب كل آماله في التخفيف من حدة الانقسامات بين الفصائل، إلا أن هذا القرار سيزيد من حدة الخلاف العميق، ولم تتأخر بوادره عن الظهور في تصريحات قادة الفصائل الذين رفضوا التأجيل.
إضافة إلى ذلك فإن الفلسطينيين كانوا تواقين لممارسة حقهم في الانتخاب، حيث سجل اكثر من 90% أسمائهم في لوائح الناخبين، وهذا الامر يُفسر بغياب الانتخابات لما يقارب 15 عامًا اي من عام 2006.
ردود الفصائل الفلسطينية
وفي بيان لها، نددت حركة حماس باعلان عباس تأجيل الانتخابات معتبرةً أنه يصب في خانة "الانقلاب على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية"، وحملت حركة فتح والرئاسة المسؤولية الكاملة لتداعيات التأجيل، وقد كشفت مصادر في حماس عن سيناريوهات تعمل عليها منها "عدم إعطاء شرعية لقرار عباس، يليه التصعيد في القدس والضفة وغزة، ثمّ تشكيل جبهة فلسطينية موسّعة تكون ممثِّلة لغالبية أبناء الشعب الرافضين لقراره من أجل الضغط عليه".
وكان القيادي في حماس مشير المصري قد أكد على أن الحركة متجهة لـ "عزل عباس وطنياً، وهي تدرس إمكانية سحب كلّ التوافقات التي جرت في هذه المسألة، وإخضاع هذا الفريق للإرادة الوطنية الجامعة بألّا يكون هناك استفراد بالقرار"، موضحًا أن "القانون الفلسطيني لم يخوّل أيّ شخص أو جهة الاستفراد بتأجيل الانتخابات".
من جهتها جددت حركة الجهاد الاسلامي الدعوة للفصائل الفلسطينية كافة إلى عقد اجتماع عاجل للتوافق على برنامج وطني لمواجهة الاحتلال، وجاءت هذه الدعوة على لسان الامين العام للحركة زياد النخالة الذي شدد على "أن يكون على جدول أعمال هذا الجتماع بندًا واحدًا هو أننا شعب تحت الاحتلال" معربًا عن رفضه الشديدللتعايش مع الاحتلال عبر الانتخابات.
خيبة أمل أوروبية
في سياق متصل، أعرب الاتحاد الأوروبي في بيان نُشر على موقعه الالكتروني عن "خيبة أمله العميقة" إزاء قرار تأجيل الانتخابات ودعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى عدم التأخر في تحديد موعد جديد للانتخابات مؤكدًا على استمرار الاتحاد بدعم "اجراء انتخابات ذات مصداقية، وشاملة، وشفافة لجميع الفلسطينيين، وإننا نجدد دعوتنا لإسرائيل أن تقوم بتسهيل إجراء هذه الانتخابات في أنحاء الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية".
من جهة أخرى اتهمت وزارة الخارجية التركية في بيان لها كيان الاحتلال بتأجيل الانتخابات، واشارت إلى "ان الفلسطينيين اضطروا اضطراراً لتأجيل انتخاباتهم، بسبب سياسة إسرائيل وامتناعها عن الرد على الطلب الفلسطيني لإجراء الانتخابات في القدس الشرقية، ومنعها إجراء الحملات الدعائية للمرشحين في المدينة".
وعلى الرغم من كل هذه الردود المعارضة، إلا ان الرئيس الفلسطيني متمسك بقراره ولم يقدم حتى الساعة اي من الحلول التي يمكن أن تساعد في العودة لاجراء الانتخابات. فهل جاء هذا القرار نتيجة لعلمه المسبق بنتائج الانتخابات وبأنه سيمنى بخسارة بسبب الانقسامات الداخلية في حركة فتح؟
الكاتب: غرفة التحرير