إن اللقاءات والاجتماعات بين مختلف الفصائل الفلسطينية في قطاع غزّة أو في الضفة الغربية المحتلّة تجري بشكل روتيني ودوري للبحث في المستجدات وقضايا الساحة الفلسطينية، لكن في هذا التوقيت بالتحديد يصبح اجتماع ثنائي بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي على وجه الخصوص يحمل العديد من الرسائل والدلالات.
نقض لقاء الذي ضمّ قادة سياسيين وعسكريين وأمنيين من الحركتين بالأمس دعاية كيان الاحتلال التي حاول من خلالها عزل "حماس" وجناحها العسكري كتائب القسّام عن المعركة الأخيرة "وحدة الساحات" التي استمرت من 5 الى 7 آب / أغسطس 2022 وخلالها زعم الاحتلال أن عدوانه يستهدف "الجهاد الإسلامي" فقط فيما كثّف من مجازره على المدنيين والأطفال الذين استشهد منهم 17 طفلاً وأصيب 111 آخرين.
كما اجتثّ الاجتماع بذور الفتنة الفلسطينية – الفلسطينية في قطاع غزّة اذ خرجت بعض الأصوات التي شكّكت بدور "حماس" في مواجهة الاحتلال أو اتهمتها بـ "التخلي" عن "الجهاد الإسلامي" وفصائل المقاومة من جهة. ومن جهة أخرى حمّلت تلك الأصوات الفتنوية سرايا القدس لا ليس فيها من مسؤولية حول استشهاد مدنيين. وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قد وأد هذه الفتنة مباشرةً قبل وقف إطلاق النار حين شدّد على وحدة المقاومة وقال "نحن والاخوة في حماس في تحالف مستمر"، فيما رأت "حماس" أن العدوان اعتداء على كلّ الشعب الفلسطيني.
كذلك، ردّ اللقاء الثنائي بشكل حازم على الشائعات الإعلامية التي انتشرت في الأيام الماضية والتي ادعت أن "الجهاد الإسلامي" خرجت من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية وجمّدت التنسيق والتواصل مع حركة حماس. فقد وأوضح مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب بأن هذا اللقاء "ليس منفصلاً عن سابقه، كما أن اللقاءات لم تنقطع، ولم يكن هناك قطيعة بين الحركتين حتى في وقت العدوان".
وكانت هذه الغرفة المشتركة في انعقاد دائمٍ خلال المعركة وهي مستمرة. وفي نفي أيضاً لتلك الشائعات قال القيادي في "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلّل إن "الاحتلال يتعمد صنع الشرخ بين حركات المقاومة لإضعاف الجبهة الداخلية، لذلك حركة الجهاد لن تسير وفقًا لما يرغبه... والغرفة المشتركة قائمة والحوار والتنسيق مستمر مع حماس والفصائل".
من جهة ثانية تثبّت اللقاء الوحدة بين الحركتين وأعاد رصّ صفوف الجناحين السياسي والعسكري وضبط البوصلة الفلسطينية نحو الاحتلال ومواجهته وتحرير القدس وكل الأرض. ورأت الأوساط الفلسطينية أن "حماس والجهاد أكدتا أنهما متوافقتان في الميدان وكذلك في السياسة واستطاعت أن تنجح في اختبار وحدة الصف والرد الموحد" مشيرةً الى أن "أي عدوان من الاحتلال، سيقابل بالرد الموحد من المقاومة".
بالإضافة الى ذلك، لفتت هذه الأوساط الى أن الاجتماع هو نتيجة مهمة لـ "وحدة الساحات" والتفاف الكل الفلسطيني حول خيار المقاومة وفرصة لاستخلاص العِبر آملةً تعزيز التنسيق وتشكيل "غرفة عمليات سياسية موحدة حول برنامج سياسي مشترك بين الجميع".
وناقش المجتمعون العلاقات الثنائية بين الحركتين في المستويات كافة، وتم الاتفاق على تعزيز أوجه العمل المشترك وتفعيل اللجان المشتركة بين الحركتين في المـــستويات السياسية والعسكرية والأمنية، وأكّدت الحركتين، حسب البيان المشترك، على عدّة نقاط أبرزها:
_ "المقاومة خيارنا الاستراتيجي لا تراجع عنه، ولا تردد فيه، وهي مستمرة وبتنسيق عالٍ ومتقدم بين الحركتين، والفصائل كافة".
_ غرفة العمليات المشتركة منجز وطني يضم فصائل المقاومة كافة في إطار موحد لإدارة المواجهة مع الاحتلال، وسنعمل جميعاً على تعزيز دورها ومكانتها حتى التحرير والعودة".
_ "القدس مركز الصراع...وسيف القدس لن يغمد وسنواصل - ومعنا شعبنا كله - معركة القدس حتى التحرير والعودة".
_ "ندعو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى الكف عن ملاحقة المقاومين الأبطال والإفراج عن المعتقلين السياسيين وإلى وقف التعاون الأمني مع الاحتلال والتحرر من مسار أوسلو الكارثي وإلى إطلاق المقاومة الشاملة حقيقةً لا كلاماً".
_ "تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد يمثل شعبنا كاملاً في الداخل والخارج".
الكاتب: غرفة التحرير