من المسؤول عن حريق المستشفى في بغداد؟

لا يزال حريق مستشفى ابن الخطيب في العراق، حديث وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فقد نتج عن الحادثة، مقتل 82 وإصابة 110 من الموجودين في المستشفى المتخصص بمرضى الكورونا. مما أثر بالكثير من شعوب المنطقة والعالم، وأشعل غضبًا شعبياً لم يكتف بطلب إقالة وزير الصحة، بل والمطالبة باستقالة مسؤولين آخرين، ومحاسبة الجهات ذات العلاقة المباشرة بالحادث.

وفي الوقت نفسه، دعت بعض الأوساط العراقية إلى استقالة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.
فيما وصفت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان الحادثة بـالجريمة بحق المرضى، وطالبت الكاظمي بإقالة وزير الصحة ونوابه وإحالتهم جميعًا إلى القضاء. 

من جهة أخرى، صرح مدير عام الإعلام بوزارة الداخلية سعد معن، أن التحقيق في الحادث مستمر، لكن من غير المرجح أن يكون متعمدا.

الإجراءات الرسمية

أعلنت حكومة الكاظمي الحداد لمدّة ثلاثة أيام، بعدما عقدت اجتماعاً طارئاً لعدد من الوزراء والقيادات الأمنية. وتم توجيه القوى الأمنية لفتح تحقيق فوري، والتحفّظ على مدير المستشفى ومدير الأمن والصيانة وكلّ المعنيين. كما قرر الكاظمي وقف عمل وزير الصحة حسن التميمي (المحسوب على التيار الصدري)، ومحافظ بغداد لإحالتهما على التحقيق.

أما هيئة رئاسة مجلس النواب فدعت إلى اجتماع استثنائي للتحقيق في حادثة.

التحقيقات الأولية
أفادت التحقيقات الأولية، أن الحريق ناجم من انفجار اسطوانات الاوكسجين، بسبب إهمال قواعد تخزين هذه الأسطوانات الحساسة جداً من أي مصدر نار. وسيستمر التحقيق حتى إعلان النتائج النهائية الرسمية من وزارة الداخلية.

أما فوج إطفاء المدينة، فقد تمكن من إنقاذ 90 مريضاً في المستشفى وانتشال جثث الضحايا من النيران. وقدرت وزارة الصحة والبيئة العراقية عدد الناجين بأكثر من 200.

انتقادات لتكتل سائرون
تأتي حادثة مستشفى ابن الخطيب، في أعقاب سلسلة حرائق في عدد من المستشفيات والمراكز الطبية العراقية في السنوات الأخيرة، منذ أن أصبحت الوزارة جزءًا من الحصة السياسية لفصيل سائرون المدعوم من مقتدى الصدر. كما أنها ظلت في حوزتهم منذ أكثر من 12عامًا، وهم يسيطرون تمامًا على الوزارة. مما أغضب الكثيرين من المختصين بالمجال الطبي، مثل
نقابة الأطباء العراقية، التي أصدرت بيناً تهدد فيه بالإضراب، إذا لم تتحسن ظروف السلامة في المستشفيات. فمعظم مباني المستشفيات، انتهت صلاحيتها من ناحية شروط السلامة والمعايير الضرورية للخدمة الإستشفائية.
وتجدر الاشارة الى ان مستشفى ابن الخطيب من أقدم مستشفيات بغداد، فقد تم تشييده عام 1962.

آثار اجتماعية وسياسية

عقب التغطية الواسعة النطاق للحريق، احتج البعض في بعض المناطق، وانطلقوا بمسيرات احتجاجية في جنوب بغداد، وفي حي أور شرقي بغداد، وفي الكوت، عاصمة محافظة واسط، وأعرب البعض عن قلقه من استخدام الحادثة، ذريعة لاستئناف الاحتجاجات الشعبية الحاشدة.

لقد تحولت حادثة الانفجار والحريق من حدث اجتماعي، إلى قضية سياسية وامنية، يتوقع العديد من الخبراء السياسيين، لها تبعات سياسية داخلية لمدة من الزمن.