تتواصل لليوم السابع على التوالي في العراق، اعتصامات التيار الصدري الاحتجاجية، والتي تمظهرت اليوم الجمعة، بأداء صلاة الجمعة الموحدة الشعبية الحاشدة، داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد. هذه الصلاة التي تعدّ الثانية من نوعها، التي يدعو إليها زعيم التيار السيد مقتدى الصدر، منذ منتصف شهر تموز / يوليو الماضي، حينما أقيمت الأولى في شارع الفلاح وسط مدينة الصدر.
وتهدف هذه التحركات الصدرية، الى الضغط من خلال الشارع على الإطار التنسيقي،من أجل رفض ترشيح الأخير لمحمد شياع السوداني كي يشكل الحكومة الجديدة، بالإضافة الى
حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. فخلال تغريدة له بالأمس الخميس، اعتبر السيد الصدر أنه "لا فائدة ترتجى من الحوار"، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة سياسية وصفها بأنها تزداد تعقيدا يوما بعد يوم. داعياً أنصاره إلى الاستمرار باعتصامهم حتى تنفيذ مطالبه، لأنها تمثل برأيه عملية ديمقراطية ثورية سلمية.
وانقسمت ردود فعل القوى السياسية العراقية، إزاء هذه المطالب بين مؤيد ومعارض، وذلك في ظل دعوات شبه جامعة، على أهمية إجراء حوار وطني للخروج من الأزمة التي تعاني منها البلاد.
لكن زعيم تحالف الفتح الحاج هادي العامري، المكلف من قبل الإطار بإدارة المفاوضات مع السيد الصدر، رد على مطالب التيار الصدري، بالموافقة المبدئية على أن هناك إمكانية لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة، في حال حصول إجماع عليها من قبل القوى السياسية، خاصة لناحية التفاهم حول تفاصيل إجراءها.
وهذا ما أوضحه رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، خلال مقابلة تلفزيونية له، عندما أكدّ بأن الانتخابات تتطلب إجراءات عديدة، منها الاتفاق على إدارة المرحلة الحالية، لأن الحكومة الموجودة هي حكومة تصريف أعمال، وليس لديها صلاحيات لتنظيم الانتخابات. وهذا ما أكدّ عليه أيضاً، الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو ألاء الولائي - الذي لديه علاقة جيدة بالسيد الصدر- حينما أعلن في تغريدة له على تويتر، أنه لا يوجد تجديد للكاظمي تحت اي ظرفٍ كان، موجهاً التحية لـ "الإخوة في الإطار لشجاعتهم المسؤولة في اجتماعهم ...، الذي كان من اهم مقرراته الاتفاق على عدم التجديد للكاظمي ورفض ابقاءه رئيس تسوية للمرحلة المقبلة".
مواقف لافتة في العلاقة ما بين الحشد والسيد الصدر
لكن من جهة أخرى، يظهر السيد الصدر حرصاً واضحاً على الحفاظ بأن لا تؤدي هذه الاحتجاجات الى توترات أمنية، عكس ما تأمله السعودية والكيان المؤقت في حصول ذلك. فكان لافتاً في بيان السيد الصدر بالأمس، تأكيده على أن الحشد الشعبي ليس محسوباً لا على تياره ولا على الإطار التنسيقي. مبيناً أن هناك "فسطاط التيار" و"فسطاط الإطار"، ولا يعني أن إخوتنا في الحشد الشعبي محسوبون على إحدى تلك الجهتين. مضيفاً بأنه على يقين بأنهم يشاطرونه وحدة الصف، ضمن ما وصفها بالأطر السماوية والدينية والإنسانية والعقائدية، مؤكدا أن وحدة الصف في غاية الأهمية، إذا بنيت على الإصلاح الحقيقي ونبذ الفساد والفاسدين ومحاسبتهم.
وهذا ما ردّ عليه الحشد بالقول، أنه يثني على دعوة زعيم التيار الصدري له باتخاذ موقف الحياد من الأزمة، معاهداً من خلال قيادته وأفراده، الشعب العراقي والمرجعية الدينية على التزامه بالمعايير الوطنية والمهنية.
لذلك، هل يتحقق الاجماع بين جميع القوى السياسية على حل مجلس النواب الحالي، ومن ثم الدعوة لانتخابات نيابية جديدة، أم سيكون للكتل النيابية لا سيما المستقلة منها رأيها المخالف؟!
الكاتب: غرفة التحرير