لم تنتهي مفاعيل نتائج الانتخابات العراقية المبكرة، ولا يبدو انها ستنتهي قريباً، خصوصاً في ظل اعتراض أكثرية القوى السياسية والفعاليات الشعبية. الأمر الذي دفعهم للنزول الى الشارع منذ مساء السبت، وتنظيم احتجاجات بسبب إصرار مفوضية الانتخابات على اعلان النتائج، دون توضيح ماهية الفروق بين الأرقام الصادرة عنها وما قد سلمته سابقاً للمرشحين في دوائرهم.
لذلك أصدر الإطار التنسيقي بياناً، عقب اجتماع ضم أطرافه في منزل رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم، أعلن فيه رفضه الكامل للنتائج، بعد إصرار المفوضية على ما وصفها بنتائج مطعون بصحتها. كاشفاً أنه كان يأمل من المفوضية أن تعمد إلى تصحيح المخالفات الكبيرة التي ارتكبتها. محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن فشل الاستحقاق الانتخابي، وسوء إدارته، الأمر الذي سينعكس سلباً على المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي في البلاد.
وهنا نشير إلى أن عملية إعلان المفوضية، رافقها العديد من الإجراءات والمشاكل، التي تكشف بأن المفوضية كانت على دراية تامة، بأن هذا الإعلان سيكون فيه تجاوز لرغبة أكثرية القوى السياسية والشعبية. وظهر هذا جلياً من خلال انتشار وحدات من الجيش العراقي والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب في العاصمة بغداد وفي مدن رئيسية عدة، أبرزها النجف وكربلاء وبابل.
كما أن المفوضية قامت بـتأجيل موعد الإعلان عدة مرات، فبعدما كانت قد حددته بالساعة السادسة مساء ثم أرجأته الى التاسعة مساء، تأخرت في الإعلان الى الساعة العاشرة وأربعين دقيقة، ما تسبب بحالة إرباك إعلامي كبيرة.
احتجاجات شعبية واسعة
ومباشرة بعد الإعلان عن النتائج، شهدت مدن العاصمة بغداد والبصرة والناصرية وأجزاء أخرى من البلاد، تظاهرات شعبية احتجاجية على نتائج الانتخابات. كما قامت مجموعة من المتظاهرين بقطع الطريق بين بغداد وبابل في منطقة المحمودية، للمطالبة بإعادة فرز الأصوات. فيما قامت مجموعة أخرى بقطع الطريق من بغداد إلى صلاح الدين، بواسطة حرق الإطارات وإحداث العوائق.
وأكد المتظاهرون في احتجاجاتهم أنهم لن ينجروا إلى الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، خلافًا لرغبات الدول الأجنبية. فلا يخفى على أحد أن للولايات المتحدة الأمريكية مصلحة كبيرة، باندلاع اقتتال داخلي عراقي، يجر اليه كلاً من التيار الصدري وفصائل المقاومة والحشد الشعبي، مما يسمح لها بتنفيذ عملية انسحاب هادئ من جهة، ويعطيها أوراق تفاوضية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة ثانية، والأهم سيؤمن إغراق محور المقاومة في الحروب الداخلية (هذا ما كان يخطط له أبضاً من خلال مجزرة وكمين الطيونة).
فرضية دور اماراتي في التزوير
هذا وتعتبر العديد من الأطراف السياسية، أن أساس اتهامها وشكوكها بحصول عملية تزوير لنتائج الانتخابات هو ما يلي:
_ وجود خوادم أجهزة داتا المفوضية في دولة الإمارات، ما قد يجعلها في مكان غير آمن من محاولات التزوير والتلاعب.
_ إصرار فريق المراقبة الدولية على معارضة فرز وعد الأصوات يدوياً، والاكتفاء بالنتائج الكترونية.
_ استخدام بعض القوى-التي أعلن عن فوزها- بأساليب الترهيب والترغيب عبر دفع الرشاوي وشراء الأصوات والتهديد بالسلاح. والمال الانتخابي بمعظمه قادم من الدول الخليجية وعلى رأسهم الإمارات.
_ فقدان بعض أوراق الاقتراع.
_ كثرة المشاكل التقنية التي تعرضت لها أجهزة مفوضية الانتخابات، وعدم مطابقة الأصوات المعلن عنها مع تلك الموجودة في قسائم المرشحين.
_ إعلان فوز مرشحة كانت قد توفيت منذ مدة.
الكاتب: غرفة التحرير