تحت عنوان "الثورة ستذاع بالعربية: البنية التحتية لوسائل الإعلام الإيرانية في الخارج"، أعدّ "حمدي مالك" الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى هذه الدراسة، التي تحدث فيها عن اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، زاعماً أنه كيان شامل يمتد من عمان الى شرق أفريقيا، ويضم 200 وسيلة إعلامية تابعة لإيران، في إطار "تصدير الثورة الإسلامية".
فوفقاً لـ"مالك"، لم يضيع القادة المؤسسون لإيران أي وقت، أي محاولة لجعل "تصدير الثورة" حقيقة واقعة. زاعماً أن ذلك يتم عبر القنوات الفضائية، لتكثيف وصولها إلى الدول الناطقة باللغة العربية، وخصوصاً من وصفهم "مالك" بالجماهير الشيعية.
ولمكافحة ما وصفه "مالك" باختراق طهران لوسائل الإعلام ولتأمين المصالح الأمريكية، فقد حثّ واشنطن (الإدارة الأمريكية) على تعزيز شراكة حقيقية بين الدول الغربية والعديد من الجهات الإعلامية في المنطقة، التي ترغب في تحدي آلة الدعاية الإيرانية.
فما هي أبرز النقاط التي تضمنتها هذه الدراسة حول هذا الإتحاد؟
_ اعتماده على عبارات وتوصيفات قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي عن أهمية الإعلام في الحرب الناعمة: "أهم جبهة في الحرب الناعمة هي الإعلام، وأن أكثر سلاح دولي فعال ضد الأعداء، هو سلاح الدعاية والاتصالات الإعلامية "، "في الوقت الحاضر، هذا [الإعلام] هو أقوى سلاح وهو أكثر خطورة من القنابل الذرية".
_ كانت جهود إيران الأساسية في هذا المجال، من خلال إذاعة جمهورية إيران (IRIB)، التي تأسست في العام 1980، والتي كثفت في أواخر التسعينيات وأوائل القرن العشرين جهودها لمخاطبة الدول الناطقة بالعربية في الشرق الأوسط.
_ أن جهود إيران الإعلامية الكبيرة كانت في العام 2007، عندما تم تأسيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامي (IRTVU) لتنظيم مختلف الوسائط التابعة لإيران ولمحور المقاومة.
_ في تشرين الثاني / نوفمبر من العام 1997، تم تأسيس أول قناة فضائية إيرانية تحت اسم "سحر" ببرامج بعدة لغات منها العربية. وفي العام 2005، أصبحت سحر باللغة العربية مستقلة وتم تغيير اسمها الى قناة الكوثر الفضائية.
_تدير IRIB حالياً، 14 قناة فضائية و3 قنوات تلفزيونية على الإنترنت ناطقة بحوالي 30 لغة، 4 منها تبث باللغة العربية. كما تضم 32 محطة إذاعية، من بينها راديو طهران بالعربية. وتستطيع هذه الشبكة الوصول الى مكان واسع في المنطقة، من الأراضي الفلسطينية، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، السعودية، الكويت، الإمارات، عمان، وحتى شرق أفريقيا.
_ أما اتحاد التلفزيونات والإذاعات الإسلامية IRTVU، فهو يوفر للمؤسسات الأعضاء فيه، المساعدة المالية والتكنولوجية، والدعم التنظيمي، والدعم التدريبي لموظفيها، ويضع استراتيجية موحدة لهم. ويضم هذا الإتحاد أكثر من 228 وسيلة إعلامية منتشرة في 33 دولة، معظمها في الشرق الأوسط:
1)130 قناة تلفزيونية فضائية.
2)53 محطة إذاعية.
3)32 مركز إنتاج إعلامي.
4)4 مواقع تواصل اجتماعي.
5)9 وكالات أنباء.
_ في تشرين الأول / أكتوبر 2020، أضافه مكتب الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية الى لائحة العقوبات، تحت ذريعة (تهمة) محاولته التأثير على الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية.
_عقد هذا الإتحاد 10 جمعيات عامة حتى الآن، وكان الاجتماع الأخير في حزيران / يونيو 2021.
_ يندرج الإتحاد تحت وزارة الثقافة الإيرانية ودائرة التوجيه الإسلامي، ويرأسها أحد الوزراء القلائل الذين يجب أن يحصلوا على الموافقة من "المرشد الأعلى" لتولي هذا المنصب.
_ تحكم الإتحاد ثلاث هيئات ضمن هيكلية شاملة:
1)المجلس الأعلى: الذي يتولى الإشراف وهو يتألف من 13 عضوا، بما في ذلك الأمين العام ونائبين.
2)الأمانة العامة: هذه الهيئة موجودة في طهران، ويرأسه الشيخ علي كريميان، وهو رجل دين له علاقات وثيقة بمكتب المرشد الأعلى، حيث فيلق (قوة) القدس يضع الاستراتيجيات ويشرف عليها. أما نائبه فهو ناصر الأخضر (الملقب أبو مصطفى) مدير البرمجة السابق في قناة المنار
3)اللجان الدائمة: الخطاب الديني، السياسية والاخبارية، التدريب، الإنتاج، الفنية، خدمات البث والراديو.
_ ويضم الاتحاد أيضاً: مركز الإتحاد للتدريب UCMT، وكالة الإتحاد للأنباء U-News، مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير U-Feed، مركز الاتحاد للتبادل البرامجي UPD.
الكاتب: غرفة التحرير