بهدف تعزيز أطر العلاقة بين الدولتين، زار وزير خارجية باكستان، بلاوال بوتو زرداري الجمهورية الاسلامية في ايران، في خطوة تأتي في أوج السعي الأميركي لتحشيد دول الجوار ضد طهران، وافتعال الأحداث الأمنية والعسكرية على حدودها لعزلها والضغط عليها لتحقيق بعض أهدافه، وهو ما فشل به رغم سيل العقوبات والتهديدات.
زرداري أكد على أنه "فضلا عن مبادئ حسن الجوار، تربط بين ايران وباكستان علاقات اخوة... أننا نتشوق للتعاون مع إيران... هي جارة مهمة بالنسبة لباكستان، وتجمع بين البلدين مشتركات كثيرة، ومتطلعا الى رفع مستوى العلاقات الثنائية والمضي بها نحو الازدهار".
وخلال مؤتمره الصحفي في طهران، أشار زرداري، إلى "اننا استعرضنا سبل النهوض بالعلاقات الثنائية، وتبادل الزيارات والحدود المشتركة والتعاون الثقافي بين الجانبين"، مشيرًا إلى "أننا عازمون على تذليل العقبات في مسار التعاون الإيراني-الباكستاني، وتعزيز تجارة المقايضة ودعم الاسواق الحدودية ورفع حجم التعامل التجاري بين طهران واسلام اباد".
وعن الأوضاع الراهنة في كل من كشمير وجامو، وبعد مناقشتها بعناية، أكد زرداري، ان "هذه المنطقة تخضع لاحتلال غير شرعي"، وأشاد بـ"مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الداعمة لتطلعات المسلمين في كشمير"، مشيرًا إلى "أننا ناقشنا مشروع الـ"اسلاموفوبيا" واستهداف المسلمين في الهند".
وفي معرض الحديث عن تطورات افغانستان، أعرب زرداري، عن "قلق بلاده حيال الاستقرار والامن في هذا البلد؛ مبينا انه "استعرض مع نظيره الايراني القضايا المتعلقة بـ4 ملايين نازح افغاني واستقلال بلادهم، مؤكدًا أنه "يتعين علينا في هذه الظروف الحرجة، ان ندعم الشعب الافغاني الافراج عن اصوله المجمدة، مع التاكيد على الهيئة الحاكمة باتخاذ قرارات اكثر شمولية وقطع اشواط حاسمة لمكافحة الارهاب".
التبادل التجاري الإيراني-الباكستاني: 1.29 مليار دولار
وكان المتحدث باسم مصلحة الجمارك الايرانية سيد روح الله لطيفي، قد أعلن مطلع العام الحالي أن "تجارة إيران مع 15 دولة مجاورة بلغت 46.2 مليار دولار حيث انه في الفترة نفسها من العام الماضي بلغت 32.4 مليار دولار وهذه المقارنة تشير إلى نمو بلغ 14 مليار دولار". فيما بلغ التبادل التجاري مع باكستان وحدها، 1.129 مليار دولار، بزيادة 25%، واصبحت من ضمن الدول الخمس الأولى للصادرات الإيرانية إلى جيرانها على التوالي". وفيما كان الجانب الإيراني على لسان مستشار الرئيس الإيراني، سعيد محمد، اعلن أواخر العام الماضي السعي المستمر للوصول إلى معدل 5 مليارات دولار، يؤكد زرداري، على ان إسلام آباد تركز "على الدبلوماسية الاقتصادية، وكما تعلمون، كان هناك الكثير من التعاون بين باكستان وإيران في الماضي، ونتطلع إلى زيادة هذا التعاون... لقد قطعنا شوطًا كبيراً لتسهيل التجارة خاصة على الحدود المشتركة...اننا نريد تقدمًا في تنظيم شؤون الأسواق الحدودية لذلك، احرص على اجراء محادثات بناءة مع المسؤولين الإيرانيين حتى نتمكن من توظيف الإمكانات الحقيقية للبلدين لتوسيع العلاقات الاقتصادية".
واشار بلاول بوتو زرداري إلى "الزيارة السنوية لمئات الآلاف من الباكستانيين إلى إيران لزيارة الأماكن المقدسة فيها"، مؤكداً على ضرورة "تشجيع السياحة الاقتصادية وتوسيع العلاقات بين الشعبين الايراني والباكستاني ...يمكن تطوير وسائل النقل بين البلدين لتشجيع السياحة بينهما".
الكاتب: غرفة التحرير