لم ينتهي وجود تنظيم داعش في سوريا، رغم خسارته السيطرة العسكرية المباشرة على الكثير من المناطق. فما زالت خلاياه تنشط في العديد من المدن والارياف، وتقوم بعمليات متفرقة هدفها إثبات الوجود. اهم المناطق التي ينشط فيها، هي منطقة صحراء البادية الشاسعة والممتدة في وسط وشرق سوريا، أي من بادية السويداء جنوبا إلى أرياف محافظات ريف دمشق ودير الزور وحمص، وصولَا إلى أرياف محافظتي الرقة وحماة في الوسط.
وتشكل هذه الصحراء بقعة جغرافية مميزة لتكتيك حرب العصابات، حيث تحتوي على الكثير من المغاور والجبال والكهوف، إضافة لوجود الرمال المتحركة. لذا لا يحتاج داعش لتنفيذ هجماته سوى إلى عدد قليل من العناصر مزودين بالأسلحة الهجومية القاذفة.
وبعدما أعلنت سوريا رسمياً، عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في 26 أيار القادم، تبرز المخاوف من قيام هذا التنظيم بعمليات إرهابية خلال هذه المرحلة المصيرية. فقد أكد الأميرال ألكسندر كاربوف نائب رئيس مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن الإرهابيين في سوريا يخططون لهجمات إرهابية وهجمات على مؤسسات الدولة في المدن الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية. وكشف أن الإرهابيين يتدربون في معسكرات تدريب المسلحين في الأراضي التي لا تسيطر عليها السلطات السورية، بما في ذلك منطقة التنف الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة الأميركية.
وأضاف بحسب المعلومات الواردة له، أن المسلحين أقاموا قاعدة مموهة شمال شرق تدمر، تشكلت فيها مجموعات قتالية لإرسال وتنفيذ الهجمات الإرهابية في مختلف المناطق، وكذلك لتصنيع العبوات الناسفة، لافتًا الى أنه بعد التأكد من موقع القاعدة، تم توجيه غارة جوية من قبل سلاح الجو الروسي أسفرت عن تدمير ملجأين، والقضاء على نحو 200 مسلح وانفجار نحو 500 كيلوغرام من الذخيرة ومكونات صنع العبوات الناسفة”.
الدور الأمريكي في عودة عمليات داعش
من ناحية أخرى أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الجيش الأمريكي نقل 40 عنصراً لتنظيم داعش، من سجن الهول إلى مقراته جنوب الحسكة، وذكّرت بعمليات عدة مشابهة قام بها الأمريكيون في السابق، إضافة إلى منعه عودة الكثير من معتقلي داعش إلى دولهم، ونقلهم من سجن الهول إلى منطقة التنف، أو تدبير عملية هروب جماعي لهؤلاء باتجاه العراق، بهدف تنفيذ عمليات هناك.
وتهدف واشنطن من عودة عمليات داعش، محاولة تعطيل الانتخابات الرئاسية ومنع الدولة السورية من استكمال مرحلة النهوض، بالإضافة الى الاحتفاظ بمبرر وجود قواتها في سوريا، لكي تديم سيطرتها الميدانية على منطقة شرق سوريا وإشرافها الاستخباري على الحدود السورية العراقية.
الكاتب: غرفة التحرير