تواجه غرفة القيادة الموحدة "عزم"، التي تتواجد في شمال غربي سوريا (شمالي حلب)، حالة من الجمود قد تشكّل تهديداً حقيقياً لمستقبلها، نتيجة لتنامي الخلافات بين فصائلها الإرهابية، تتعلق بالنفوذين الاقتصادي والتنظيمي لكل واحدة منها.
فعلى الصعيد الاقتصادي، تختلف فصائل الغرفة على النفوذ في المعابر التجارية، لا سيما بين ما يسمى بـ"الفيلق الثالث" و"هيئة ثائرون للتحرير"، لناحية سير العمل الإداري وتقسيم العائد المالي الناتج عنها. مما انعكس على مشروع إنشاء هيئة منبثقة عن الغرفة، يكون هدفها إدارة هذه المعابر. وبسبب هذا النوع من الخلاف، اتّجهت "هيئة ثائرون للتحرير" نحو التواصل مع هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بهدف التنسيق التجاري والأمني بين مناطق كل منهما في إدلب وشمال حلب، وهذا ما يشير بوضوح الى عمق الخلافات داخل عزم.
أما الخلافات على الصعيد التنظيمي للغرفة، فهي لم تستطع منذ تأسيسها، إقامة علاقة واضحة مع المؤسسات المنبثقة عما يعرف بالحكومة المؤقتة.
هذا الواقع من التفكك، سيمنع الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق مشروعها، في تعزيز الوضع الاقتصادي الانفصالي لهذه المنطقة، من خلال إعفاء المستثمرين فيها من عقوبات قانون قيصر من جهة. كما سيؤدي الى نزاعات بين فصائل الغرفة من جهة أخرى. عندها كل هذه العوامل، قد تتيح فرصة مناسبة أمام الدولة السورية، لكي تقوم بتحرير هذه المنطقة.
فما هي هذه الغرفة وما هي علاقتها بتركيا؟
_تضم هذه الغرفة 7 فصائل عسكرية، تتواجد في ريف حلب شمالي سوريا.
_تعتبر جميع الفصائل فيها منضوية، ضمن ما يسمى بالجيش الوطني السوري التابع لتركيا.
_شُكّلت بهدف تحقيق أعلى تنسيق أمني وعسكري بين فصائلها، وتقوم بتنفيذ العديد من العمليات ضد ميليشيا قسد بالنيابة عن تركيا.
_ تبلورت فكرة تأسيسها، من خلال تواصل فصيل "الجبهة الشامية" و"فرقة السلطان مراد"، وتم الاتفاق حينها على تولي قائد الجبهة الشامية "أبو أحمد نور" أبا أحمد نور منصب القائد العام لها، على أن يكون قائد فرقة السلطان مراد "فهيم عيسى" نائباً له.
فماذا عن "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا؟
_هم الفصائل المسلحة الذين تلقوا دعما من تركيا، بالأسلحة والذخيرة والمال والتدريب.
_ معظم هذه المجموعات كانت تحت مظلة ما يسمى بـ"الجيش السوري الحر"، لكنهم انفصلوا قبل العملية العسكرية التركية الأولى في سوريا، التي أطلق عليها اسم "درع الفرات " في آب/أغسطس من العام 2016.
_كان الهدف من توحيدهم من أجل أن تستطيع أنقرة إدارتهم، بشكل يسهل قيامهم بالعمليات المختلفة، ومنع نشوب الصراعات فيما بينهم.
_ قدّر عديدهم عند التأسيس بحوالي 40 ألف إرهابي، تابعين لأكثر من 30 فصيل تركماني وعربي، تحت قيادة اللواء المنشق سليم إدريس (حينها).
الكاتب: غرفة التحرير