وصل الاتفاق النووي بعد محادثات دامت لأشهر طويلة، إلى لحظة باتت تتنبّأ فيها مختلف الأوساط الدولية على قرب توقيعه. غير ان الجانب الأميركي لا زال يمارس -كعادته- أساليب الالتفاف والمناورة في الربع ساعة الأخيرة لجني مكاسب لم يستطع ان يحصل عليها رغم مساعيه السابقة والتي دامت لأكثر من 42 عاماً، وهي الحد من حضور إيران الإقليمي، وهو ما أكد الامام السيد علي الخامنئي على أنه "يمنح إيران عمقاً استراتيجياً، وقوةً وطنيةً أكبر".
موقع "أكسيوس" أشار في تقرير له إلى ان "إيران رفضت الشروط الأمريكية لرفع الحرس الثوري عن قائمة المنظمات الإرهابية"، مشيراً إلى ان "المسؤولين الإيرانيين رفضوا الموافقة بشكل علني على الالتزام بخفض التوتر في المنطقة، وهو شرط وضعته واشنطن لكي تشطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، حسبما أخبره مسؤولان على اطلاع بالأمر إلى جانب مسؤول إسرائيلي".
فيما أوضح كاتب المقال وهو مراسل الموقع في تل أبيب، باراك رافيد، ان "موضوع الحرس الثوري هو آخر نقطة عالقة في المفاوضات الإيرانية مع الولايات المتحدة لإحياء الملف النووي لعام 2015. ويطالب المسؤولون الإيرانيون بإلغاء إدارة جو بايدن قرارا اتخذته إدارة دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية، ولن يوقع أي اتفاق قبل التغلب على هذه العقبة".
وأشار التقرير إلى أن "كبير المفاوضين الأميركيين، روبرت مالي، ناقش موضوع الحرس الثوري بطريقة غير مباشرة مع إنريكي مورا، المدير السياسي في الاتحاد الأوروبي. وطرحت الولايات المتحدة مقترحات في المفاوضات، منها شطب إدارة بايدن الحرس الثوري من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، مقابل تعهد علني من إيران بتخفيض التوتر في المنطقة". لافتاً إلى ان " الإيرانيين لم يوافقوا على المطالب، واقترحوا تقديم رسالة خاصة إلى الجانب الأمريكي، بحسب مصدرين أمريكي ومسؤول إسرائيلي. ولم يعلق مسؤول بارز في الخارجية الأمريكية على الموقف الإيراني، لكنه كرر الموقف الأمريكي بشأن الحرس الثوري وتصنيفه للإيرانيين وينتظر جوابا منهم".
وأضاف الموقع أن "البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد من التداعيات المحلية لاتفاق مع إيران فيما يتعلق بالحرس الثوري، ولكنه بدأ يخفف موقفه من الفكرة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية إنه لا يوجد أي تغير في موقف الولايات المتحدة بشأن الحرس الثوري وتصنيفه. وانتقد السناتور الديمقراطي بن كاردين، والسناتور بوب ميننديز إمكانية شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، وعبّر الجمهوريون عن غضبهم من تحرك بهذا الاتجاه".مذكراً بأنه "في بيان مشترك يوم الثلاثاء، وصف ثلاثة من مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب التحرك بهذا المسار "استسلاماً خطيراً"، إلا أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي وصف عملية الحديث وتصوير المحادثات غير المباشرة مع إيران بأنها غير دقيقة "كما قلنا في السابق بأننا سنعود إلى خطة العمل المشتركة الشاملة لو كانت تصب في المصلحة الأمريكية مع التزام كامل بالاتفاقية النووية. ولا تزال هناك عدد من القضايا العالقة والأمر يتعلق بإيران وقرارها ردم هذه الثغرات".
ويكمل التقرير "لكن وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان أخبر نظيره العراقي أن بلاده قدمت مبادرة إلى الولايات المتحدة عبر الاتحاد الأوروبي وتتعلق بالموضوعات الباقية، وأكد بدوره على أمريكا لكي تظهر حسن نية. وقال نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية، إن أمريكا تنتظر لحين انتهاء احتفالات النيروز والتأكد من أن إيران مستعدة لتلبية المطالب".
وأكدت مصادر الموقع، أن "بيان برايس لا يعني أن واشنطن ستنتظر لحين نهاية العطلات، بل تتوقع رداً إيرانياً خلال أيام. وقال برايس إن إدارة بايدن ناقشت بدائل مع فرنسا وبريطانيا ودول الخليج وألمانيا وإسرائيل من أجل التحضير لسيناريو لا تتم فيه العودة لاتفاقية عام 2015".
المصدر: اكسيوس
الكاتب: باراك رافيد