في أول زيارة له الى دولة عربية منذ العام 2011، قام الرئيس السوري بشار الأسد، بزيارة الى دولة الإمارات. التقى فيها مجموعة من المسؤولين هناك، على رأسهم نائب رئيس الدولة وحاكم أبو ظبي محمد بن زايد، ونائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
هذه الزيارة جاءت لتكرّس اعتراف الدول العربية بالهزيمة، بعدما شاركت الى حد كبير في جهود الحرب ضد سوريا دولةً وشعباً، ودعمت الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، تنفيذاً للرغبات والمصالح الأمريكية. ولتكرّس من جانب آخر، مدى أهمية الدور الخارجي الذي يمكن أن تؤديه سوريا في المنطقة، من خلال علاقاتها مع الأنظمة العربية من جهة، وموقعها الأساسي في محور المقاومة من جهة أخرى. وقد أكد على ذلك محمد بن زايد حينما وصف سوريا بأنها تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي.
كما تشير هذه الزيارة بتوقيتها المتزامن، مع ما يجري من تطورات خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عن تبدّل في مواقف وثوابت دول عربية، التي لا لطالما كانت لا تتحرك الى ضمن الأجندة الأمريكية، بما يوحي أنها قد تقدم على خطوات أخرى في هذا الصعيد مستقبلاً.
وقد تناولت اللقاءات التي جمعت الرئيس الأسد بمسؤولي الإمارات، مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري. وهذا ما يوحي بأن سوريا قد بدأت مسار كسر أطواق الحصار، المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بغية تحسين الوضع المعيش الاقتصادي والاجتماعي للبلاد.
وهذا ما دفع واشنطن الى عدم الترحيب بهذه الزيارة، حيث علّقت على حصولها وزارة الخارجية الأمريكية بالقول بأنها تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من "المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على الرئيس السوري بشار الأسد. مذكراً المتحدث باسمها "نيد برايس" أن بلاده لا تدعم "إعادة تأهيل الأسد ولا نؤيد التطبيع معه".
أمريكا لا تريد عودة الاستقرار الى سوريا في المدى المنظور
ويعود السبب الرئيسي للرفض الأمريكي من هكذا عودة للعلاقات، الا أنها لا تريد عودة الاستقرار الى سوريا، قبل أن تحاول الحصول على مكاسب ومصالح، رغم خسارتها للحرب التي استمرت طوال الـ 11 عام الماضية.
وفي هذا السياق رفع معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، توصيات في الذكرى الـ 11 لما سماها بالـ "الثورة السورية" تضمنت ما يلي:
1)إعلان التحالف الدولي بحزم أن قواته لن تغادر مناطق "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سوريا، حتى توافق دمشق على صفقة سياسية بشأن الحكم الذاتي، من خلال ضمانات جدية.
2)بقاء الوجود الأمريكي لمدة طويلة الأمد، لأنه يزيد من عزلة القوات الروسية وربما يساهم في رحيلها.
3)تجاوز الدعم الغربي مجرد محاولة الحفاظ على مستوى معيشي، ليكون أعلى من المستوى في مناطق سيطرة الدولة المحاصرة.
4)العمل على سياسة إعادة إعمار حقيقية في منطقة الشمال الشرقي من سوريا، حيث تتواجد الميليشيا المتعاملة معها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي من خلال تسرق واشنطن القمح والنفط السوري.
الكاتب: غرفة التحرير