بعد ساعات من تدشين الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ل 133 مشروعًا وانجازًا جديدًا في مجال الصناعة النووية، خلال اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية نهار الأحد، عن تعرض شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز، لحادث لم يؤدِّ لوقوع إصابات بشرية او تلوث اشعاعي، وتم استئناف العمل بالمكان الذي استهدفه الإعتداء،مؤكدًا أن البرنامج النووي الإيراني مستمر بالعمل بقوة.
وقد صرح مدير المنظمة علي أكبر صالحي في وقت لاحق، أن الهجوم يظهر فشل معارضي التقدم الصناعي والسياسي لإيران، والفشل في منع التطور الكبير للصناعة النووية من جهة والمفاوضات الناجحة لرفع الحظر من جهة أخرى، داعياً المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب النووي، ومؤكدًا على حق طهران بالرد.
وزير الخارجية محمد جواد ظريف، اتهم"إسرائيل" بالوقوف وراء التخريب في "نطنز"، وقال "إن هذا لن يضعّف موقفنا بالمفاوضات، بل سنشيّد المفاعل ليكون أقوى وبأجهزة أكثر تطوراً".
وأضاف ظريف: "يخطئ العدو إذا اعتقد أن الحادثة ستضعف موقفنا في المفاوضات النووية في فيينا"، مشيرًا إلى أن "العمل التخريبي في نطنز سيجعل موقف طهران في المفاوضات أكثر قوة"، ومؤكداً أن "طهران لن تقع في الفخ الإسرائيلي الذي نصب لها بعد النجاح الذي يتحقق في مباحثات فيينا".
في المقابل نقلت قناة "كان" العبرية عن مصادر استخبارية لم تسمها، أن الموساد الإسرائيلي هو من يقف خلف الهجوم السيبراني على الموقع النووي الإيراني.
وقد علق رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو خلال لقائه أجهزة الأمن والمخابرات بأن "الكفاح ضد إيران وأذرعها وتسلحها مهمة ضخمة"، متمنياً على قادة الأجهزة أن يستمروا في الاحتفاظ ب "سيف داوود" في أيديهم.
إذا فإن هدف الهجوم على ما يبدو له جهتين، عبر الحيلولة دون تقدم قدرات إيران النووية من جهة، والضغط عليها لتخفيض شروطها في المحادثات من جهة أخرى، نظراً لتزامن الهجوم مع زيارة وزير الدفاع الأمريكي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وثمة اعتقاد بان الإعتداء الإسرائيلي قد يكون بالتنسيق مع أمريكا، خصوصاً أنه قبل انطلاق المحادثات في الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن استهداف سفينة " ساويز" التابعة لإيران، وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن الهجوم نفذه الموساد، بتنسيق مع واشنطن.
الإعتداء الإسرائيلي ليس الأول من نوعه
لا يعد هذا الحادث هو الأول من نوعه في مفاعل نطنز، ففي تموز الماضي تعرض أحد أقسام المنشأة إلى انفجار غامض، تبين فيما بعد أنه ناتج عن عملية تخريبية، قام بها أحد العملاء التابعين لكيان الإحتلال، والذي يعمل مقاول أعمال بناء، فلم يوقف هذا الإعتداء أعمال التخصيب في المنشأة، بل قامت إيران بتدشين خطوط أجهزة طرد مركزية متطورة، من طراز IR5 ، IR6 ، وIR6s.
لذا بدا واضحاً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ترد على الاعتداءات التي تطال برنامجها النووي، بمضاعفة الإنتاج وتطوير القدرات فيه، لكي تفهم أعدائها أن اعتداءاتهم لا تأثير لها.
الكاتب: غرفة التحرير