كان ملفتاً تطرّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مقابلته الأخيرة، إلى أن دور السفارة الأمريكية في عوكر، هو بأن تكون محطة إقليمية لوكالة الاستخبارات المركزية. وأن هذا الدور ما كانت تضطلع فيه بالسابق، وما ستستمر به في الأعوام القادمة.
وللبنان تاريخ طويل مع هذه الوكالة الاستخباراتية الامريكية، أشدّ مراحله بياضاً كانت، تلك الفترة التي تمّ فيها إذاقة هذا الجهاز مرّ الهزائم والإخفاقات، لا سيما عندما أسقطت محطته الاستخباراتية الإقليمية بضربة واحدة في نيسان العام 1983، وألقت الإدارة الامريكية التهمة يومها على الشهيد القائد الحاج عماد مغنية ورفاقه.
يومها اخترقت سيارة مفخخة، مبنى السفارة الأمريكية في منطقة عين المريسة، أدت لحصول انفجار هائل، تدمر على إثره كامل القسم المركزي للمبنى، وتسبب الانفجار في سقوط 60 قتيل بينهم من ضمنهم كل أعضاء محطة الاستخبارات في لبنان، وعلى رأسهم الخبير الرفيع المستوى في شؤون منطقة الشرق الأوسط بالوكالة "روبيرت ايمز – Robert Ames". وكانت السيارة المفخخة مجهزة بحوالي الطن من المتفجرات، وبحسب تقارير السي أي إيه، قد تم سرقتها قبل عام واحد من السفارة الأمريكية، وكانت تحمل شارة السفارة، ما مكنً الاستشهادي من الدخول بسهولة إلى مرآب السفارة.
فما هي المحطات الاستخباراتية وما هي أنواعها وأهمية دورها؟
_ المحطة هي المقر والذراع المتقدمة لأي جهاز استخباراتي، التي تقع في الدول والمناطق القريبة من أرض العدو أو حتى داخل هذه الأراضي (تحت ستار دبلوماسي: سفارة أو مدني: جمعيات) وفي المناطق الساخنة، ويطغى على عملها الطابع السري.
_ يختلف الوصف الوظيفي لكل محطة عن الأخرى، بحسب المهام الموكلة إليها، فمنها ما تكون مراكز لجمع المعلومات فقط، ومنها ما يكون لتدريب وإعداد العملاء، ومنها ما يكون مراكز تنصت ومراقبة فنية، أو موقع خلفي لتنفيذ العمليات وللتجنيد وللاستجواب، أو حتى موقع لتقديم خدمات دعم لوجيستي.
_ وهناك محطات تكون مسؤوليتها إدارة العمل الاستخباراتي في بقعة جغرافية واسعة، مثل محطة لبنان، لإدارة الشبكات في كامل دول المنطقة، أو محطة باريس لإدارة العمل الاستخباراتي في أوروبا.
_ هناك 7 أنواع للمحطات:
1)المحطات العلنية: المحطات التي تعمل داخل البلد الأساسي للجهاز الاستخباراتي، والتي من خلالها يمكن للمواطنين التواصل مع هذا الجهاز، والتبليغ عما يرتبط به.
2)المحطات شبه السريّة: هي التي تعمل ضمن الإدارات الرسمية للبلد نفسه، لكن بمهام سرية في الداخل (مكافحة التجسس) أو في الخارج في القنصليات والسفارات والمكاتب التمثيلية والبعثات الدولية. فكلً هذه المؤسسات الدبلوماسية هي اوكار للتجسس الرسمي بغطاء دبلوماسي.
3)المحطات السريّة: فيها يكون الثقل الأكبر للجهد الاستخباري الداخلي والخارجي، بحيث تكون مراكز اللقاء مع العملاء وتبادل المعلومات والمقرات الآمنة لأفراد الجهاز.
ويمكن أن يكون الموقع تحت اسم شركة او منظمة، او يقع في جزء خلفي لشركة او مستشفى او مركز دراسات او مصنع، أو أي نوع من الواجهات الممكنة، بل يمكن أن يكون شقة سكنية وبيت منفصل. فالمعيار هنا أن يكون المكان والواجهة ذات طابع سري، في مأمن كبير بعيداً عن عين العدو.
4)المحطات البديلة: هي محطات سرية وبديلة عن المحطات السرية الأساسية، بحيث ينتقل اليها الفريق عند تعرض المحطة الأساسية للانكشاف، وتحوي هذه المحطة على كل ما يلزم من معدات وبنك معلومات لاستكمال العمل فور الانتقال اليها.
5)المحطات الوهمية: تتخذها الأجهزة الاستخباراتية كأهداف وهمية للفت الانتباه اليها، لكن بلا جهد استخباري حقيقي، بغية تركيز انتباه العدو عليها، وجعل المحطات الحقيقية في أمان وبعيدة عن نظر واختراق العدو.
6)المحطات الصامتة: هي محطات تجهز بكل شيء وتبقى ساكنة تحسباً للانسحاب والانهيار، في سبيل العداد لإعادة أي نشاط مستقبلياً.
7)المحطات المتحركة أو الجوالة: تستخدم فيها الآليات المجهزة بكافة المعدات للتجسس، ولتنفيذ مهام المراقبة والتعقب.
الكاتب: غرفة التحرير