أنطون نبيل الصحناوي، الداعم الأول لمجموعة "جنود الرب" في منطقة الأشرفية. البعض يلقبّه "الأخطبوط" لما يمتلكه من نفوذ كبير في الدولة العميقة للبنان، من الأمن والقضاء والسياسة والاعلام والمال. ولذلك بات هناك الكثير ممن يلقبه بالـ" Président" الكلمة الأحنّ الى قلبه. لكنه بالنسبة للكثير من اللبنانيين هو أحد أبرز الأشخاص الذين تسببوا بضياع جنى عمرهم أي "الودائع المصرفية"، بالتضامن والتكافل مع حاكم مصرف لبنان "رياض سلامة".
لكن الأخطر من كل هذه الجوانب، هو علاقات الصحناوي الدولية، الكبيرة والمتشعبة. فهو من أبرز المساهمين في المنتديات العامة الأمريكية، خاصةً تلك التي ترتبط أو تملك تأثيراً ما على لبنان ومنطقتنا، مستفيداً بذلك من هويته المسيحية، وهو ما دفعه ربما الى التركيز أكثر على شخصيات ومنتديات تدور في فلك الحزب الجمهوري. وبالإضافة الى العلاقات الأمريكية، يمتلك الصحناوي علاقات فرنسية ممتازة، وتحدث البعض عن دور له في الانتخابات التي حصلت هناك منذ أشهر، بحيث دعم وصول بعض الشخصيات الى البرلمان الفرنسي. كما توطدت علاقته بالسعودية مؤخراً، خلال الانتخابات النيابية اللبنانية، حينما سعى الى إقناع الرياض بأن تجعل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، زعيماً جديداً للسنة في لبنان. ومن مجمل الدول التي ينشط فيها تجارياً، يمكن القول بأنه يمتلك أيضاً علاقات جيدة بالأردن وبالإمارات.
الأخطبوط التابع لأمريكا
_ هو صاحب أكبر وأكثر البنوك التي تقوم بتهريب الدولار الى الخارج، منذ بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان أواخر العام 2019، وهو ما استفادت وما زالت تستفيد منه الإدارة الأمريكية، بهدف الضغط على حزب الله وبيئته. كما يعدّ رأس حربة تعطيل إقرار قانون الكابيتال الكونترول في المجلس النيابي الحالي، عبر كتلته من النواب التي تضم: جان طالوزيان، ميشال معوض، أديب عبد المسيح، وراجي السعد، بالتحالف مع كتلتي حزب الكتائب والحزب التقدمي الإشتراكي.
وصفه أحد المودعين الفرنسيين الغاضبين الذي خسر 2 مليون دولار:"اعتقدت أنني كنت أخاطب مصرفيًا جادًا وصادقًا، شخصًا يحترم نفسه ويفي بكلمته. لقد تبين أنه مافيا، محتال، رجل بلا إيمان أو قانون، مدفوع بإغراء الربح، بدون أي مبدأ أخلاقي وبلا وازع!. وهل لا يزال هؤلاء المصرفيون المليارديريون بحاجة حقًا إلى حشد الملايين والملايين من خلال سرقة الأشخاص الشرفاء الذين عملوا طوال حياتهم لبناء ثروة صغيرة؟ هل يؤمنون بأنفسهم خالدين؟ جشعهم لا يعرف حدودا!"
_ يتمتع الصحناوي بنفوذ هائل وقدرات مالية ضخمة، وهذا ما جعل الكثير من رجالات الدولة بمختلف وظائفهم، يسعون الى الاستزلام لديه وتنفيذ ما يريده، مقابل حصولهم على الدعم المالي منه.
_ كشفت مصادر خاصة بالخنادق، أن الصحناوي يمتلك نفوذاً قوياً لدى رئيس الحكومة الحالية نجيب ميقاتي، الذي يلبّي طلباته كأنها أوامر، وهذا ما يبيّن أن هذه الحظوة تأتي لمكانته عند الأمريكيين وليس لقدراته المالية.
_ دعم خلال الانتخابات النيابية الأخيرة الكثير من المرشحين التابعين للمعسكر الأمريكي، بملايين الدولارات وهم:
1)جان طالوزيان (دائرة بيروت الأول التي اعتبرت من أكثر الدوائر التي دفعت فيها الرشى الانتخابية، خاصة لناحية تنافس صحناوي مع وهبه تماري زوج النائب بولا يعقوبيان).
2)نديم الجميل (دائرة بيروت الأول، فقد كان محجماً عن المشاركة لكن الصحناوي استطاع إقناعه).
3)مجد بطرس حرب (دائرة الشمال الثالثة).
4)ميشال معوض (دائرة بيروت الثالثة، وهو الذي يعد من أبرز السياسيين قرباً واستفادةً من الصحناوي).
5)فارس سعيد (دائرة جبل لبنان الأولى /جبيل وكسروان).
6)منصور غانم البون (دائرة جبل لبنان الأولى /جبيل وكسروان).
7)الدكتور عيد عازار (دائرة البقاع الأولى /زحلة).
8)وائل أبو فاعور (دائرة البقاع الثانية /البقاع الغربي وراشيا)، الذي أدى دور الوسيط بين وبينه السعوديين، من خلال تأمين لقاء له مع رئيس الاستخبارات العامة السعودية خالد الحميدان.
9)محمد القرعاوي (دائرة البقاع الثانية /البقاع الغربي وراشيا).
10) راجي السعد (دائرة جبل لبنان الرابعة /الشوف وعاليه).
وأنفق أيضاً مليون دولار لكل محطة تلفزيونية خلال الانتخابات.
_ استفاد أنطون في العديد من المرات من نفوذه في القضاء، للتهرب من المحاسبة، واحدة تتعلق بجريمة الملهى الليلي "ميزون بلانش – Maison Blanche"، التي ساهمت بحصول جريمتين من بعدها، وأخرى بما خص الأموال المهرّبة الى الخارج عبر قاضي التحقيق "شربل أبو سمرة".
_ يتولى رئاسة مجلس إدارة مجموعة بنك سوسيته جنرال في لبنان (SGBL) والأردن (SGBJ) كما يمتلك شركة مالية كبرى وهي ( Fidus Wealth Managemet )، ولديه بنوك في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
_ لديه نفوذ أيضاً في المجال الإعلامي والفني، من خلال شركات الإنتاج التي يملكها، أبرزها انتاج فيلم "قضية رقم 23" للمخرج المطبّع مع الكيان المؤقت زياد الدويري.
_ يموّل العديد من المؤسسات والمراكز الأمريكية، أبرزها منظمة الدفاع عن المسيحيين IDC التي كانت ترأسها الأمريكية اللبنانية الأصل طونيا خوري .
_ لديه علاقة وثيقة بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خاصةً لرعايته العديد من الأنشطة، أبرزها خلال العام 2017، حينما تبرع باسم والديه، بضريح مار شربل مخلوف في كاتدرائية القديس باتريك (مانهاتن) في مدينة نيويورك التي تم افتتاحها في 28 تشرين الأول / أكتوبر 2017. وحضر حفل الافتتاح يومها البطريرك الراعي والكاردينال تيموثي م. دولان الذي يعتبر من الشخصيات المؤثرة جداً في أمريكا، لاسيما من خلال علاقته بالرئيس السابق دونالد ترامب.
_ متأثرٌ بوالده "نبيل" كثيراً، لناحية الأفكار والمعتقدات وطرق تكوين شبكات النفوذ بشتى الوسائل. حتى أن البعض كشف بأن فكرة "جنود الرب" هذه، ليست سوى واحدة من بنات أفكار أنطون ووالده، الذي لا مانع لديه من التعامل مع الشيطان في وجه الخصوم، ذاكرين بأنه سبق لنبيل أن قدم أحد مكاتبه في جونية ليكون مقراً لقيادة قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد اجتياحها للبنان عام 1982.
الكاتب: علي نور الدين