يعتبر الحاج مهدي عبد مهدي المعروف بـ"أبو زينب الخالصي"، والذي مرّت منذ أيام، الذكرى السنوية الـ 15 على وفاته، من أبرز قادة الحركة الجهادية الاسلامية في العراق وأيضاً في لبنان. حيث كان يلقبه مجاهدو البلدين بـ"الأستاذ" و"شيخ المجاهدين"، لما ساهم فيه بشكل كبير، ببناء الجسم الأمني لحركات المقاومة، كما كان مؤسس الحركة الإسلامية (حركة مجاهدي الثورة الإسلامية في العراق).
والحاج أبو زينب، كان من مدربي الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، ومن أساتذة الشهيد القائد أبو مهدي المهندس أيضاً. كما كان له جهود جبّارة، في إعادة إحياء وتوحيد تشكيلات حزب الدعوة، بعد أن جهدت أجهزة صدام حسين الأمنية، في تعقب ناشطيه واعتقالهم وقتلهم، خلال العام 1974، واستطاعت إنهاء عمل شبكات الحزب الناشطة، في معظم محافظات الوسط والجنوب، من خلال محكمة الثورة التي ترأسها جار الله العلّاف.
فما هي أهم المحطات في المسيرة الجهادية لأبو زينب؟
_ هو من مدينة الخالص في محافظة ديالى التي ولد فيها عام 1945.
_ انتمى في ستينيات القرن الماضي إلى حزب الدعوة، وتدرّج في صفوفه حتى صار مسؤول تنظيم الخالص، أحد تنظيمات الحزب القليلة التي نجت من ضربة العام 74.
_ تمكن خلال أربع سنوات، من إعادة إحياء شبكات الحزب بمساعدة العديد من رفاقه، التي انتشرت في العديد من المناطق العراقية. كما أعاد العمل بالتنظيم العسكري الذي تشكل من ضبّاط القوة الجوية، وتنظيمات الموصل، الناصرية، كركوك، كربلاء، النجف الأشرف ضمن لجنة إقليم العراق. وتم إدارة نشاط هذه التشكيلات بطريقة سرية ومتقنة للغاية، بالتزامن مع جهود إغاثية لعوائل المعتقلين والشهداء، إضافة لجهود دعم العلماء.
_ التقى بالسيد الشهيد محمد باقر الصدر، وكان نتيجة هذا اللقاء، توحد جهود الحزب مع المرجعية. فكان أبو زينب قناة التواصل بين لجنة إقليم العراق والشهيد الصدر، كما كان ممثلاً للشهيد الصدر عند الناس. حيث كان أبو زينب ينقل إليهم أشرطة تسجيل لخطابات ورسائل الشهيد الصدر في مراحل اعتقاله والإقامة الجبرية قبيل استشهاده.
وكان من مهام أبو زينب أيضاً، الاهتمام بموضوع شراء الأسلحة وإعداد الكوادر لمرحلة الكفاح المسلّح من الداخل.
_ بعد فشل مرحلة الكفاح المسلّح انطلاقاً من الداخل، تولّى أبو زينب الإشراف على المجموعات الجهادية انطلاقاً من معسكر الأهواز الذي أنشأه حزب الدعوة. فكان أبو زينب هو جهة الاتصال بين المعسكر وشبكات الداخل، وأحد الأعضاء المشرِفين في اللجنة الجهادية العليا لمعسكر الشهيد الصدر.
_ كذلك كان أبو زينب من مؤسّسي "فيلق بدر"(الذي بات اليوم منظمة بدر)، ومؤسس الحركة الإسلامية في العراق، التي كانت من أكثر التنظيمات الجهادية نشاطاً فيه، فهي التي نفذّت أكبر العمليات وقتذاك، من خلال اقتحام السفارة البريطانية في الـ 19 من حزيران العام 1980، بهدف محاولة اغتيال نائب رئيس الوزراء حينها طارق عزيز.
_ ولم يكتفي أبو زينب في تلك الفترة بالعمل العسكري فقط، بل أعاد إحياء شبكات حزب الدعوة من جديد، لكن بأسلوب أمني مبتكر وشبحي، يعتمد فيه على الاتصال الخيطي بين كل تنظيم وجهة القيادة المتواجدة في إحدى الدول المجاورة.
_ منذ بدايات انتصار الثورة الإسلامية في إيران، نسج علاقة امنية مميزة مع القادة في حرس الثورة الإسلامية ومع قادة وزارة الأمن والاستخبارات "إطّلاعات".
_ كان أحد أبرز المساهمين في تأسيس جهاز أمن المقاومة الإسلامية في لبنان - لما يتمتع به من براعة أمنية – وقد حضر الى جانبهم طوال مسيرة جهادهم منذ العام 1985 حتى التحرير في أيار العام 2000. وكان على علاقة مميزة بالشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وبالحاج أبو مهدي المهندس الذي كان يرافقه في الكثير من رحلات سفره الى بيروت.
_ بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، ساهم في تأسيس حركات المقاومة هناك أيضاً، حيث اعتقله الأمريكيون بـ"تهمة" قتل 4 جنود بريطانيين.
ولم يفرج عنه الا بعد ثلاث سنوات، بسبب تدهور حالته الصحية، فسافر الى إيران للعلاج، لكنه سرعان ما توفي، في الـ 24 من كانون الثاني للعام 2007، وتم تشييع جثمانه في محافظات البصرة و ذي قار و السماوة والنجف الاشرف حيث دفن.
_ عرف بالثقافة الفكرية والدينية، وكان ذات شخصية روحية ايمانية عالية، حتى أنه قام بتأليف العديد من الكتب التي تعالج هذا الجانب لدى المجاهدين.
الكاتب: غرفة التحرير