بعدما توقفت برامج تدريب سلاح الجو الإسرائيلي لمدة عامين، على خطط ضرب المنشآت النووية في إيران. ها هو كيان الاحتلال يعود من جديد، الى خطط الجنون التي يعرف استخباريوه وقادته العسكريون أكثر من غيرهم، أنها لن تستطيع التسبب بتوقف برنامج إيران النووي السلمي أبداً، بل ستؤدي حتماً لحرب إقليمية على الكيان لن تنتهي إلا بزواله. ومن هذا المنطلق أوصى رئيس الموساد الأسبق "مائير داغان" قادة كيانه، بأن لا يقدموا على هذا الخيار "إلا بعد أن يصل الموس الى الرقبة".
كوخافي يصدر الأوامر
هذا وقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن رئيس أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي" أصدر تعليماته لسلاح الجو بالعودة لإجراء المناورات، والاستعداد لشن هجمات تستهدف منشآت إيران النووية. مضيفةً بأن "كوخافي" وقيادة جيشه تستعد للقيام بعمل عسكري، في حال فشل المحادثات النووية (4+1). ومشيرةً إلى أنه تم تخصيص الموازنة اللازمة للتحضير لاحتمال شن هكذا هجوم جوي (5 مليارات شيكل أي ما يوازي 1.5 مليار دولار)، بهدف تشكيل أداة ضغط على طهران ومساعدة واشنطن في فرض شروطها على حد سواء.
وهذا ما لا تقيم له الجمهورية الإسلامية أي حساب، فلا تؤثر عليها هكذا تهديدات، لإنها تعرف أن توازن الردع العسكري بالقدرات والإمكانات هو في صالحها منذ زمن، كما أنها تعرف محدودية القدرات الجوية الإسرائيلية على توجيه هكذا ضربات.
فهناك العديد من العوامل التي تعيق الكيان في تنفيذ هكذا خيار:
_ أولاً، المسافة الطويلة ما بين إيران والكيان، التي تبلغ أكثر من 1500 كم، ما سيجعل كشف هذه الطائرات بواسطة الرادارات أمر يسير على القوات المسلحة الإيرانية، وسيمكنها ذلك من تحقيق أكثر درجات الإنذار المبكر، والاستعداد لتطبيق الإجراءات الدفاعية المسبقة. مع الإشارة هنا إلا أن مدى إيران الدفاعي أكثر من 3000 كم.
_ ثانياً، توزيع إيران لمنشآتها النووية (حوالي 17 موقع بوظائف مختلفة) على العديد من مناطق البلاد المتباعدة جغرافياً، ما يجعل من استهداف هذه المواقع بمعظمها في وقت واحد صعب للغاية. بالإضافة الا أن الطائرات ستحتاج للتزود بالوقود في الجو أيضاً، وهذا سيزيد من احتمالات استهدافها أيضاً.
_ ثالثاُ، امتلاك الإيرانيين منظومات دفاع جوي متطورة، استطاعت خلق مظلة حماية جوية متعددة الطبقات والمديات. وأكبر برهان على ذلك اسقاطها الطائرة بدون طيار الشبح الأمريكية "غلوبال هوك"، بواسطة منظومة "خرداد 3" في العام 2019. فكيف سيستطيع الإسرائيليين تجاوز منظومات "خرداد 15"وباور 373، وما خفي من منظومات أخرى.
_رابعاً، أغلبية هذه المنشآت تم بناؤها في الجبال وتحت الأرض بمسافة تحميها من الضربات النووية. كما استخدم في بنائها مواد اسمنت بمواصفات فنية تتفوق على تلك الأوروبية، وتؤمن صلابة مضاعفة للأبنية، ما دفع بإعلاميين محللين إسرائيليين الى السخرية من هذا الأمر بالقول يأن إسرائيل قد تنفذ الضربات وستتفاجئ بأن المنشآت لم تتعرض لأي ضرر.
_ خامساً، ما بعد الضربة لن يكون مطلقاً كما قبلها، فهذا العدوان سيواجه برد عسكري، سيهدد وجود الكيان. وهذا ما وعد به الإمام السيد علي الخامنئي منذ سنوات بشكل واضح، حينما قال: "أي اعتداء إسرائيلي على إيران، ستسوى حيفا وتل ابيب في الأرض".
الكاتب: غرفة التحرير