كما وعد حلفاء سوريا بالرد القاسي جداً، نهار الخميس الماضي، قاموا بتنفيذه من خلال ما جرى بالأمس الأربعاء من عملية قصف جوية لقاعدة التنف، ليفتتح هذا الهجوم الإستراتيجي بذلك، مرحلة جديدة من الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، سيكون عنوانها الأساسي: لا صبر بعد اليوم، والضربة ستقابلها الضربة.
كما أن هذا الهجوم لم تقتصر رسائله على الأمريكيين فقط، بل وصلت بوضوح للإسرائيليين أيضاً، وقد عبرت عن ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت، حينما قالت بأن الهجوم على قاعدة التنف هو رد مباشر على الاستهداف الإسرائيلي الأخير في سوريا، وهو يحمل في طياته رسالة إلى " إسرائيل".
تفاصيل الهجوم في معلومات للخنادق
_ تعرضت القاعدة الأمريكية لهجوم بطائرات بدون طيار قصفت القاعدة بضربة تناسبية للاعتداء تدمر الأسبوع الماضي لناحية:
1)التوقيت: نفذت في نفس الوقت تقريباً مساء الأربعاء.
2)أماكن الاستهداف: غرف مبيت الجنود، إضافة للمطبخ ومستودع المواد الغذائية.
3)طريقة الاستهداف: بواسطة صواريخ جو – أرض.
_ نفذ الهجوم بواسطة خمس طائرات بدون طيار متطورة وذكية تستخدم للمرة الأولى، أطلقت صواريخها التي اصابت أهدافها بدقة، ولم تتمكن أنظمة الدفاع الجوي في القاعدة من التصدي للهجوم أو للطائرات.
_انطلقت الطائرات من منطقة حدودية بين العراق وسوريا وقريبة من القاعدة.
_على إثر القصف دوى صوت انفجار قوي في المنطقة تبعه اشتعال للنيران في المنطقة لأكثر من ساعة عقب الهجوم، وأمكن مشاهدة هذه النيران من مسافة كيلومترات عدة.
وبعد توارد الأنباء عن وقوع الهجوم، إدعى مسؤول عسكري بالقيادة المركزية الأمريكية لوسائل الإعلام، بأنه لم يسجل أي إصابات في القوات الأمريكية المتمركزة في القاعدة. كاشفاً أن بلاده سترد في الزمان والمكان اللذين تختارهما (الأمر الذي يظهر التبدل الواضح لأحوال الأمريكيين في المنطقة).
الأبعاد الاستراتيجية للرد
مما لا شك فيك أن لعملية الرد أبعاداً استراتيجية مهمة جداً سترسم أطر ما سيجري في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل الحديث عن انسحاب امريكي من سوريا قد يتم بالتزامن مع ذلك في العراق.
ومن أهم هذه الأبعاد:
_ هو الرد الأول في إطار مرحلة توازن الردع الجديدة، التي أعلنتها غرفة عمليات حلفاء سوريا منذ أسبوع، وهدفها الواضح: حماية أمن سوريا وقوات محور المقاومة وبالتالي المنطقة من أي اعتداء إسرائيلي أو أمريكي، بأنه سيقابل برد عسكري مباشر، وبذلك تنتهي مرحلة "الصبر الإستراتيجي".
_ هذه الهجمات لن تقتصر على هذه القاعدة بالتحديد، أو على الساحة السورية فقط، بل ربما تتكرر في أي ساحة من ساحات المحور.
_ فشل المحاولات التي جرت سابقاً من خلال روسيا، في وقف الاعتداءات الإسرائيلية والأمريكية، أسقطت كل قواعد الاشتباك السابقة.
_ اختراق الطائرات لمنطقة احتلها الجيش الأمريكي منذ سنوات، واقام منطقة آمنة له فيها، في دائرة قطرها 55 كم. ففي السابق كانت الطائرات المسيّرة تخترق هذه المنطقة لتنفيذ عمليات الرصد والتعقب فقط.
_ فشل منظومات الدفاع الجوي الأمريكي من صد هذا الهجوم، ما يشير الا أن المحور بأسره بات يمتلك طائرات مسيرّة ستعجز عنها أهم هذه المنظومات، وأولها تلك الموجودة عند كيان الاحتلال.
الكاتب: غرفة التحرير