جيش الاحتلال الإسرائيلي وتسميته الرسمية جيش "الدفاع". وقد سُمي كذلك لورود كلمة "دفاع" والإصرار عليها، للإيحاء بفكرة أن دور الجيش فقط الدفاع وحماية كيانه وليس لديه نوايا هجومية، غير أن التاريخ أثبت العكس.
ويتألف من سلاح البر وسلاح الطيران وسلاح البحرية الإسرائيلية.
تأسس الجيش بعد 12 يوماً من إعلان قيام الكيان المزعوم بقرار صدر عن رئيس الحكومة المؤقتة عام 1948 قضى بضم عدة وحدات إسرائيلية مسلحة، ونُظِّم في "قانون أساسي" وهو بديل عن الدستور يشرح فيه خضوع الجيش لأوامر الحكومة ومنع تشكيل قوة مسلحة بديلة عنه، فيما رفضت بدايةً المنظمتان "أرجون" و"شتيرن" الانضمام إلى الجيش نتيجة خلافات عسكرية كبيرة بينهم كانت تصل إلى حد القصف المتبادل للمراكز والسفن.. مما دفع الحكومة آنذاك الى ضم الوحدات عنوةً واعتقال البعض الآخر.
ويمكن تقسيم القوى العاملة في جيش الاحتلال إلى:
- الخدمة النظامية: تعتمد الخدمة العسكرية على الإلزامية لكل "مواطن" بلغ 18 لمدة 3 سنوات للذكور وسَنتان للفتيات، فيما تُستثنى بعض المجموعات كطلاب اليشيفات وهم طلبة المدارس الدينية اليهودية، والإسرائيليون العرب. وتُعد رتبة "ميجور جنرال" في قمّة هرم الجيش الذي يقوم برفع تقريره إلى هيئة الأركان.
- خدمة الاحتياط:
وهي عبارة عن شهر واحد من كل عام حتى عمر ال 43 سنة، فيما يتم طلبه والاستعانة به في حال الحرب والطوارئ، ونصت التعديلات عام 2008 على إمكانية التنازل عن خدمة الاحتياط لوقت محدد أو دائماً.
- حرس الحدود:
وهي وحدة مشتركة للشرطة الإسرائيلية مع الجيش غير أنها تنتمي إلى الشرطة من الناحية الإدارية فيما تختلف باللباس. يتم فيها التدريب القتالي للمجندين في حروب المناطق المأهولة بالسكان. يعمل أفرادها في أماكن معينة من مدينة القدس والضفة الغربية.
-الأقليات في الجيش:
وهم من العرب والشركس، حصل العديد منهم على مراكز في الجيش بعد اعتراضهم على عملهم في وحدات منفصلة كانت تسمى وحدة "الأقليات" ليُدمجوا في وقت لاحق مع مختلف الوحدات ويخدمون جنباً إلى جنب مع اليهود.
رغم محاولات التضليل في نشر معلومات مغلوطة عن عدد المتطوعين المسلمين والمسيحيين رغبة في زيادة عدد الراغبين في التجنيد إلا أن المعطيات تؤكد هامشية الأرقام. وقد انخفض عدد المتطوعين إلى 256 مجنداً عام 2013 ويعتبر هذا انخفاضاً حاداً في عدد الراغبين بالتطوع.
ومن أحد أسباب تراجع العدد هو نجاح الحركات المناهضة للاحتلال والتجنيد باعتباره موقفاً وطنياً.
التكنولوجيا المستوردة من الولايات المتحدة هي ركيزة الجيش في كافة عملياته إضافة إلى الأسلحة التي يتم تطويرها بشكل مستمر في المؤسسات الصناعية العسكرية المحلية كالطائرات والصواريخ. إذ تقدّر ميزانية الجيش عام 2020 ب 29 مليار شيكل بعد قرار الحكومة بتخفيض الميزانية نظراً للأزمات الاقتصادية التي تمر بها، فيما كانت تبلغ ميزانيته السنوية قبل ذلك حوالي 32 مليار شيكل.
وتتنوع الأسلحة المستخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي لتشمل:
الأسلحة المحمولة: بنادق الM16، M4 Carbin
- الأسلحة الثقيلة: حيث تمتلك حوالي 595 طائرة حربية بينها 253 طائرة مقاتلة، إضافة إلى 253 طائرة هجومية، و146 مروحية بينها 48 مروحية هجومية. و 276 دبابة (يُذكر أن دبابات الميركافا التي كانت تُعد "أسطورة الجيش" قد وُضعت تحت التجربة في حرب لبنان 2006 لكنها دُمرت حتى سُمي وادي الحجير ب "مقبرة الميركافا" الأمر الذي تسبب بفسخ العديد من عقود شرائها).
وأكثر من 650 مدفعا ذاتي الحركة، إضافة إلى300 مدفع ميداني و6500 مدرعة. ويوجد في جيش الإحتلال 150 منصة إطلاق صواريخ.
وتجدر الإشارة الى أن صواريخ "آرو" طورت محلياً لاعتراض الصواريخ الباليستية وأنظمة باتريوت إلا أنها فشلت كذلك في حرب 2006 مع لبنان. ويمتلك الأسطول الإسرائيلي ما يقارب 65 قطعة بحرية بينها 6 غواصات، و3 كورفيت، و37 سفينة دورية.
فيما أنشأت عدة شركات عام 2005 متخصصة بصناعة الدبابات والمدرعات والذخائر للحفاظ على حيوية الصناعة العسكرية فيها.
ويمتلك الكيان الإسرائيلي القدرات لإيصال الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء بواسطة صواريخ "شافيت" نادرة الوجود في العالم.
عدد الرؤوس النووية التي بحوزتها غير معلوم والتقديرات تُشير إلى ما يقارب 200 رأس نووي يمكن إيصالها على أهداف بعيدة المدى عن طريق الصواريخ والطائرات والغواصات. وكانت "إسرائيل" قد طورت أسلحتها النووية في مفاعل ديمونة النووي منذ بداية الستينيات، مع انها وقّعت "اتفاقية الحد من الانتشار الأسلحة النووية". فيما وقّعت أيضاً على اتفاقية "حظر الأسلحة الكيميائية" لكنها لم تُصادق عليها، وهذا ما يثير الشكوك حول امتلاكها هذه الأسلحة إضافة للأسلحة البيولوجية المحرمة دولياً.
كانت الفصائل الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة العدو الأبرز لهذا الجيش وعلى مدى عقود، خاضت معه عشرات الحروب التي أخفق في الكثير منها رغم الفارق الشاسع في الإمكانيات والقدرات، والذي كان يغطي اخفاقه بارتكاب آلاف المجازر أبرزها في غزة والضفة في فلسطين وفي جنوب لبنان.
فيما يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم من ثغرات هيكلية كبيرة تتمثل بالهوّة الكبيرة بين القادة والجنود وأزمة الثقة الداخلية بينهم مع ازدياد حالات الانتحار والتمرد والأمراض النفسية، إضافة إلى الثغرات الأمنية كحوادث سرقة السلاح من القواعد العسكرية، وإهمال المركبات العسكرية والأسلحة وكلها يعود إلى تراجع حس الانتماء لهذا الكيان والاعتقاد بوجوب الدفاع عنه.
المصدر: وكالات
الكاتب: غرفة التحرير