يبدو ان عملية "نقق الحرية" لن تتوقف عند تحرير الـ 6 أسرى أنفسهم، فاستراتيجيات جديدة يتوعّد بها الاسرى في كل السجون كنوع من "هجمة" على الاحتلال، ورداً على عمليات قمعه المتزايدة والإجراءات المتشدّدة الجديدة، سيكون خيارهم "المواجهة المفتوحة" مع إدارة السجون، في وقت أكدت فيه فصائل المقاومة أنها لن تقف مكتوفة الايدي وجميع الخيارات مطروحة لحماية المحرّرين الستة وكافة الاسرى الفلسطينيين.
المواجهة في السجون
تتسارع الخطوات التصعيدية للأسرى في كل السجون الإسرائيلية، ما ينذر بمرحلة جديدة من التصدي لكيان الاحتلال، حيث أعلنت الحركة الأسيرة النفير العام والتمرد على كافة قوانين مصلحة السجون، ويأتي هذا القرار بعد قيام الأسير مالك حامد بسكب الماء الساخن على سجّان إسرائيلي في القسم 3 من سجن "جلبوع" رداً على اعتداء الاحتلال بالغاز على أجساد المعتقلين وقيامه بهجمات شرسة، وتهدّيد الاسرى بحرق زنازينهم وتعطيل النظام الداخلي في سجن "عوفر" برام الله في الضفة الغربية المحتلّة، إضافة لإعلان أسرى حركة الجهاد الإسلامي في كل السجون الإضراب المفتوح عن الطعام بدءا من الأسبوع المقبل، فيما تشير أوساط إسرائيلية الى إمكانية اندلاع مواجهات مع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون.
اذاً، "نفق الحرية"، صارت نموذج للأسرى وتشجيعاً لكسر كل قيود الاحتلال، خاصة بعد ان ثَبُت للفلسطينيين وللرأي العام العالمي ان ما يدعيه الكيان الإسرائيلي من نقاط قوة ومنظومات "متينة" ليس الا مجرد حملات دعائية. فيما يكشف الواقع في الأراضي المحتلة يوماً بعد يوم عن زيفها.
وكانت إدارة السجون الإسرائيلية قد عملت على تقليص مدة الفورة (الفسحة اليومية) إلى ساعة واحدة، وتقليل عدد الأسرى في ساحات السجون، وإغلاق المتجر الذي يشترون منه احتياجاتهم الخاصة (الكانتينا)، كما قطعت الهواتف العمومية وأغلقت المغاسل، بالإضافة الى إغلاق أقسام أسرى حركة "الجهاد الإسلامي" وتوزيعهم على السجون، ووضع كل أسير في غرفة منفرداً، وأسرى قسم 2 في سجن الجلبوع (المحكومون بالمؤبد) تم توزيعهم على سجون "ريمون" و"نفحة" و"النقب".
هل سيؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري؟
إجماع من كل الفصائل المقاومة وأجنحتها العسكرية على دعم ومساندة الاسرى في مواجهتهم الجديدة للاحتلال وسجونه " مهما كلف ذلك من ثمن"، والاستعداد "لفعل أي شيء" من أجلهم بغضّ النظر عن أي "تعقيد". فيما يشير تحليل الأوساط العسكرية الإسرائيلية الى أن "ما بدأ في نفق قرب سجن جلبوع قد ينتهي بمنصة إطلاق صواريخ قرب بيت حانون (غزة)".
هذه التمردات التي يقوم بها الأسرى بالتزامن في كافة السجون في سابقة لم تشهدها مصلحة إدارة السجون الإسرائيلية، والرغبة الإسرائيلية بإلقاء القبض على الأسرى التي ورطتهم بارتكاب حماقات خلال عمليات الاقتحام والاعتقال العشوائية لأهالي الأسرى في جنين، إضافة لعملية اعتقال محتملة لجنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى تزامناً مع قرار الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بعدم فصل الجبهات كمعادلة ثبتتها بعد معركة "سيف القدس". هذا كله يجعل من التصعيد العسكري احتمالا وارداً مفتوحاً على كل الجبهات وكل مناطق فلسطين المحتلّة؟
الكاتب: غرفة التحرير