إذاً، أعلنها السيد حسن نصر الله بحسمٍ واضح: "نحن قطعاً سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران، الموضوع محسوم، وبعدين بس يمشي المازوت والبنزين، هناك مسار آخر". فما كان ينتظره أغلب اللبنانيين من حل لأزماتهم المعيشية، أو أقله تخفيف وطأتها عبر تأمين شريانها الأساسي "المحروقات"، بات بانتظار الإعلان التفصيلي للسيد نصر الله الذي سيلقى خلال يومين أو ثلاث. هذا الحسم والقطعية جاء ليطمئن من جهة، وليكذب كل الادعاءات الإعلامية التي صدرت في الأيام الماضية من جهة أخرى، بأن إيران لن تدعم الحزب على هكذا خيار. وهنا كشفت مصادر الخنادق، بأن رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي قد أوعز إلى المسؤولين في إدارته عن متابعة هذا الموضوع، بأن يقوموا بكل ما يلزم لتحقيق هذا الهدف.
هذا وقد دعا السيد نصر الله إلى عدم البناء على ما يصدر من الوسائل الإعلامية حول هذا الموضوع، وانتظار ما سيصدر عنه "صوت وصورة"، أو انتظار بيان يصدر عن حزب الله. مؤكداً بأن "يوم اللي بدو يفوت المازوت والبنزين إلى لبنان، لن ندخله ليلاً بل سيدخل جهاراً نهاراً".
ما بين السطور: بس يمشي المازوت والبنزين، هناك مسار آخر!!
لكن ما لم يفصله السيد نصر الله في خطاب الأمس، يشير إلى أن هذه الخطوة سيتبعها إجراءات وخطوات في مسار آخر لم يكشف عنه، بل ترك الكشف عنه لخطاب آخر.
وعليه ومن خلال مراقبة مجمل التطورات الداخلية والخارجية خلال الأيام السابقة (إشكالات خلدة وشويا واستثمار 4آب، بالإضافة الى حرب السفن)، وربطها بجهود الولايات المتحدة الأمريكية لمحاصرة وخنق لبنان، ومنع أي جهود لفك هذا الحصار بواسطة ضغوطها الداخلية، أو عبر كيان الاحتلال الإسرائيلي (تهديدات غانتس مؤخراً بمنع وصول المساعدات الى لبنان وضربها). نستطيع عندها توقع ما قد يكون عليه المسار المرافق لهذه الخطوة، بحيث سيكون ذات بعدين: داخلي وخارجي.
أما البعد الداخلي فسيكون التعامل معه بالشكل التالي:
1)التأكيد لجميع اللبنانيين، بأن مواد المحروقات لن توزع وفق الحسابات الطائفية والمناطقية، بل ستكون معروضة أمام جميع من يرغب الاستفادة منها.
2)التأكيد على أن قوافل المحروقات سترافقها مواكبة أمنية تمنع أي اعتداء عليها، والذي سيعتبر حينها اعتداء بتوجيه أمريكي مباشر.
أما البعد الخارجي وتحديداً "إسرائيل":
1)الاستهداف المباشر لأي قافلة أو الية نقل او للمستودعات، في سوريا أو في البحر، سيقابل برد مناسب ومتناسب، ولن يخشى الحزب تدحرج الأمور نحو الحرب.
2)عمليات الاستهداف التي تتم عبر الطائرات المسيرة المجهولة المصدر، ستعتبر تابعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وعليه سيكون هو الجهة المعنية حصراً بالرد عليه.
3)حماية طرق التزود بهذه المواد ستكون شاملة لكامل المسار، من المصدر الإيراني الى المستهلك اللبناني.
الكاتب: غرفة التحرير