مع بدء رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي بمباشرة أعماله، ووصول الاتفاق النووي إلى خواتيمه بانتظار الجلسة التي قد تكون الأخيرة، مع إصرار واشنطن على اتمامه، لا يزال كيان الاحتلال يسعى جاهدًا إما لإفشاله -وهو خيار بات أكثر صعوبة- او استمالة واشنطن لجهته بشكل أكبر لتخفيف "خطر إيران الوجودي عليه" كما يسمّيه، خاصة زيارة رئيس "السي آي إيه" وليام بيرنز لرئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت.
صحيفة هآرتس أشارت في مقال لها تحت عنوان "التهديد العسكري.. هل سيكون خياراً يقدمه بينيت لبرانس لمنع إيران من النووي؟" إلى ان "جهاز الأمن يخاف أن تؤجل إيران الإعلان لأشهر كثيرة بهدف التقدم في البرنامج النووي وتجنب عملية دولية ضدها... ستفعل إسرائيل كل ما في استطاعتها كي تمنع إيران من الوصول إلى مكانة دولة حافة نووية".
النص المترجم:
تقدّر إسرائيل بأن قلّ احتمال توقيع إيران على الاتفاق النووي بعد تعيين ابراهيم رئيسي المتطرف رئيساً جديداً في إيران في الأسبوع الماضي. رئيس الحكومة، بينيت، ورئيس الـ "سي.آي.ايه"، وليام بيرنز، سيلتقيان اليوم للمرة الأولى بعد تسلم منصبهما. وأحد المواضيع الأساسية في هذا اللقاء هو المواجهة مع إيران، على خلفية مهاجمة سفن ذات ملكية إسرائيلية، وتردد طهران حول العودة إلى الاتفاق النووي مع الدول العظمى. هذه هي الزيارة الأولى لبرانس للبلاد بعد تعيينه في آذار الماضي. ويتوقع أن يلتقي أيضاً مع رئيس الموساد دافيد برنياع، ومع رئيس الدولة إسحق هرتسوغ.
أرادت إسرائيل في الفترة الأخيرة ضم الولايات المتحدة إلى عملية الدفع قدماً بخطوات دراماتيكية ضد إيران، إذا أعلنت أنها لن توقع على الاتفاق النووي. ويخاف جهاز الأمن أن تؤجل إيران الإعلان لأشهر كثيرة بهدف التقدم في البرنامج النووي وتجنب عملية دولية ضدها. تحاول إسرائيل التأكد من أن الحكومة الأمريكية مستعدة لتجنيد المجتمع الدولي لحملة ضغوط على إيران إذا تنصلت من الاتفاق، لإجبارها على التنازل عن طموحاتها في التوصل إلى الذرّة في الوقت القريب. وحسب مصادر إسرائيلية، تم مؤخراً إجراء محاولة للتأكد من أن الولايات المتحدة تستطيع تطبيق برامجها لبلورة اتفاق متابعة متشددة أكثر وإجبار إيران على التوقيع عليه. نية الولايات المتحدة الأصلية هي تطبيق الاتفاق الجديد في العام 2030، وهو موعد انتهاء الاتفاق الحالي.
وقدرت مصادر إسرائيلية أنه يمكن عرض خطة ناجعة لاستخدام الضغط الدولي على إيران وإجبارها على التراجع عن خططها النووية. وهي عملية تحتاج إلى عرض تهديد عسكري أمريكي ملموس إضافة إلى عقوبات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة تؤدي إلى عزل إيران وتضر بمحاولات وجودها في دول المنطقة، منها سوريا ولبنان. "ليس لإسرائيل طموح لتغيير نظام إيران، بل التخلص من تهديدها العسكري"، قال مصدر إسرائيلي مطلع على الاتصالات في محادثة مع "هآرتس".
تشير البيانات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى تقدم كبير في البرنامج النووي الإيراني في الفترة الأخيرة. وحسب التقديرات، رغم أن الاتفاق النووي مكنها من تخصيب 300 كغم من اليورانيوم فقط بمستوى 3.67 في المئة، إلا أنها فعلياً انحرفت عن التفاهمات بشكل كبير. وحسب تقدير إسرائيلي، فإن إيران تملك 10 كغم من اليورانيوم تم تخصيبها بمستوى 6 في المئة و140 كغم تم تخصيبها بمستوى 20 في المئة و2500 كغم بمستوى 4 في المئة. وحسب المعلومات التي جمعت في إسرائيل، فإن إيران تستخدم مئات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، رغم أن هذا الأمر حظر عليها في إطار الاتفاق النووي. إضافة إلى ذلك، تخصيب اليورانيوم يحدث في منشأة بوردو، خلافاً للاتفاق، بمستوى 20 في المئة. وتقدر إسرائيل أن إيران بحاجة إلى شهرين كي تتحول إلى دولة حافة نووية. وإذا انضمت إلى الاتفاق مع الدول العظمى مجدداً، فإن هذا الأمر سيؤخرها نحو أربع سنوات.
أوضحت جهات أمنية أن النظام الإيراني راكمَ في الأشهر الأخيرة معلومات مهنية لا يمكن لأي اتفاق مستقبلي إلغاؤها. "ثمة فرق استراتيجي بين مقاربة إسرائيل ومقاربة الإدارة الأمريكية"، أوضح مصدر إسرائيلي. وحسب أقوال هذا المصدر، "ستفعل إسرائيل كل ما في استطاعتها كي تمنع إيران من الوصول إلى مكانة دولة حافة نووية. وهي مكانة تسبق بكثير كونها تملك السلاح النووي نفسه. الأمريكيون في المقابل وضعوا هدفاً آخر وسيعملون على منع وضع تمتلك فيه إيران السلاح النووي. وإذا لم تعلن إسرائيل عن ذلك رسمياً، فالهدف هو التوصل إلى اتفاق يقطع على إيران أو يمنع عنها قدرات نووية عسكرية. إسرائيل مع الاتفاق ولكنها ضد اتفاق سيئ".
قال رئيس الدولة، إسحق هرتسوغ، أمس: "مؤخراً، شاهدنا محاولة إيرانية للمس بأهداف إسرائيلية حتى عن طريق الساحة البحرية. وهذا ليس موضوعاً إسرائيلياً، بل العالم كله شاهد نتائج العدوان الإيراني على مواطنين لا صلة لهم بالأمر". في الخطاب الذي ألقاه هرتسوغ في احتفال لسلاح البحرية في قاعدة في حيفا، تطرق إلى إطلاق الصواريخ الجمعة الماضي على هضبة الجولان، وقال: "نملك قوات أمن ممتازة ولنا جيش قوي. لن نوافق في أي حال على وضع نعيش فيه تحت إطلاق النار. ومن سيحاول المس بنا في أي مكان، في الساحات القريبة والبعيدة، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، فسيشعر بقوتنا وعظمتنا".
المصدر: هآرتس
الكاتب: يونتان ليس