بعد أقل من أسبوع على المرحلة الأولى، وخلال أيام قليلة، تمكن الجيش واللجان الشعبية من تحرير مديرتي ناطع ونعمان وضمهما إلى المناطق المحررة، في الحملة العسكرية الثانية التي شنتها قوات الجيش، حيث وصلت مساحة المناطق المحررة إلى 500 كيلومتر مربع، على الرغم من الدعم اللوجستي والاسناد الجوي السعودي.
المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى السريع كشف عن تفاصيل عملية "النصر المبين" موضحا انها قد "بدأت في 20 تموز، أي بعد أقل من أسبوع من الإعلان عن المرحلة الأولى التي تم فيها تحرير الصومعة والزاهر، واستغرقت ايامًا قليلة وهو ما يعتبر انجازًا مهمًا بالنظر إلى مساحة مسرح المواجهات المقدر بأكثر من 390 كيلومترا مربعا إضافة إلى صعوبة تضاريس معظم مناطق هذه المساحة، وكثافة ميليشيات العدو المتمركزة فيها والتي تمتلك تسليحا جيدا وإسنادًا مباشرا من طيران العدوان".
الصواريخ البالستية كانت حاضرة في العملية وشكلت نقطة ارتكاز مهمة خلال المعارك حيث تم تنفيذ 13 ضربة بصواريخ "سعير" و"بدر" البالستية، إضافة لـ 19 عملية قام بها السلاح الجو، وهذا ما ينم بشكل واضح عن الجهوزية القتالية والعالية المستوى التي يتمتع بها الجيش واللجان، أضف إلى ذلك التنسيق الدقيق بين الوحدات والفصائل، والذي ترجم فعليا من خلال التطور بالتكتيك المعتمد والخطط العسكرية التي غطت مساحات شاسعة.
مشاهد الإعلام الحربي وثّقت كثافة النيران الثقيلة والمتوسطة، إضافة للخسائر الهائلة التي منيت بها ميليشيات الإصلاح والجماعات السفلية حيث قدرت الخسائر البشرية بـ 360 بين قتيل وجريح من بينهم قيادات، وهذا ما يرفع عدد الخسائر في صفوفهم إلى 510 قتيلًا و760 جريحًا.
ونتيجة هذه "المغامرة الانتحارية" بفتح جبهة البيضاء لتخفيف الضغط عن مأرب، استطاع الجيش واللجان الشعبية من الوصول إلى مشارف بيحان في شبوة، ذات الأهمية الاستراتيجية التي تؤثر بشكل كبير على مجريات المعارك لاحقا، وفتح بوابة جنوبية جديدة تطل على محافظة مأرب قابلة للتوسع مع أي عملية عسكرية جديدة تستهدف تلك المنطقة.
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في اذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير