لا يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تنوي تصعيد تحركاتها في منطقة غرب آسيا في هذه الآونة، فهي تصب كل اهتماماتها حاليًا في الوصول إلى اتفاق نهائي حيال البرنامج النووي مع إيران يخدم مصالحها ومصالح حلفائها لا سيما حليفتها الأولى "اسرائيل".
في المقابل، تشير التقديرات إلى المساعي الأمريكية الكثيفة في إفشال الانتخابات العراقية النيابية المزمع إجراؤها في تشرين الأول المقبل، حيث من المتوقع أن تندلع احتجاجات كبيرة في الشارع العراقي بدعم وتأييد الجمعيات الأمريكية المتواجدة في العراق.
وتدعو واشنطن إلى مشروع تفاوضي جديد في اليمن يحمل الطابع المجتمعي بعيدًا عن المشروع التفاوضي السياسي، بهدف تمكين المجتمع المدني وتعزيز حوار يمني شامل.
وفيما يلي ملخص لأبرز التحركات الأمريكية في منطقة غرب آسيا:
العراق
توقع مركز الامارات للسياسات ثلاثة سيناريوهات أساسية لمسار الوضع بالعراق في الأشهر المقبلة وفرص تنظيم انتخابات مبكرة. يفترض السيناريو الأول أن يحافظ الجانبان الايراني والأمريكي على مستوى منضبط من التوتر بينهما في الساحة العراقية. السيناريو الثاني يفترض أن الفصائل المسلحة ستصعد هجماتها على خلفية التنافس الايراني-الأمريكي. السيناريو الثالث يفترض اندلاع احتجاجات كبيرة قد تؤدي إلى تفشي العنف "خصوصًا في حال اشتبكت التيار الصدري مع فصائل المقاومة العراقية".
سوريا
رصد تقرير استخباراتي لوزارة الدفاع الأمريكية أنشطة لفصائل "موالية للنظام السوري وايران"، تعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية في شرق سوريا لإضعاف الوجود الأمركي هناك، واعتبر التقرير الذي تم تسليمه الى الكونغرس، "أن إيران وروسيا وحزب الله اللبناني"، يحاولون تأمين وجودهم العسكري والاقتصادي الدائم في المنطقة.
إيران
يبدو أن الاختراق الشكلي الذي حققه الأمريكيون في موضوع التفاوض على مصير الجواسيس الأمريكيين المعتقلين في إيران مرشح لأن تستخدمه واشنطن ومن ورائها زميلاتها الأوروبيون مجددًا كذريعة لإدراج عناصر جديدة لا تمت بصلة للاتفاقية النووية بهدف المماطلة مجددًا ومحاولة تحقيق إنجاز إضافي (خارج موضوعات الاتفاق) من الادارة الايرانية الجديدة حسب اعتقادهم، ويؤيد ذلك التوجيه الى استمرار الحملة الامريكية الاوروبية على السيد إبراهيم رئيسي والتعديل الجديد على الاتفاق الذي ستقدمه في الجلسة القادمة (بريطانيا وفرنسا والمانيا) "لتخزين أجهزة الطرد المركزي المتقدمة وتشميعها، وتفكيك البنية التحتية الالكترونية المستخدمة لهذه الأجهزة".
اليمن
يسوق المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، مشروعًا جديدًا لإطار تفاوضي "مجتمعي" أقل مستوى من الإطار التفاوضي السياسي الذي تشارك فيه الجهات السياسية الأساسية في البلاد. هذا الإطار الجديد الذي تقترحه واشنطن هدفه حسب تعبير ليندركينغ "تمكين المجتمع المدني وتعزيز حوار يمني شامل مع منظمة شركاء من أجل التغيير الديمقراطي". ما رشح من مصادر أمريكية يتحدث عن أن الإطار يستهدف إشراك معظم فعاليات المجتمع اليمني مثل القبائل والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية على مستوى المدن والبلدات في هذا المشروع.
الأردن
تتجه الحكومة الاسرائيلية الجديدة بمباركة أمريكية إلى تمتين علاقاتها مع الأردن وحل أهم المشكلات العالقة بين الطرفين لا سيما موضوع المياه وموضوع المعابر وملفات أخرى. ويبدو أن حكومة بينيت أخذت قرارها هذا لهدفين:
- الهدف الأول يرتبط بالدور الوظيفي الجديد للأردن في الاستراتيجية العسكرية الامريكية في المنطقة والذي يتضمن نشرًا واسعًا لقوات أمريكية فيه.
- الهدف الثاني هو اعتبار الاسرائيليين أن الأردن قد يؤمن الوساطة بينهم وبين الدول العربية في حال عطلت الإدارة الأمريكية "مشروع أبراهام" وعادت لأطر "السلام والتسويات المتعددة الاطراف" التي كانت معتمدة منذ مؤتمر مدريد 1991 والتي نتج عنها اتفاقية "السلام والتطبيع" مع الأردن.
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا