الخميس 10 تموز , 2025 04:18

لقاء الشرع مع هنغبي في الإمارات: ليس الأول من نوعه

الشرع (الجولاني) وهنغبي

تداولت تقارير إعلامية خبراً مؤخراً، بأن رئيس السلطة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع "الجولاني"، قد التقى رئيس مجلس الأمن القومي في الكيان المؤقت تساحي هنغبي، في عاصمة الإمارات أبو ظبي، بمبادرة من رئيس الإمارات محمد بن زايد، على هامش جولة الشرع الجولاني الخليجية الثانية.

وبالرغم من نفي المصادر الرسمية في كل من دمشق وتل أبيب، لصحة هذا الخبر، إلا أن مصادر استخباراتية أكّدت لوسائل إعلامية إقليمية، حصول لقاء الشرع-هنغبي، بل وكشفت ما تم الاتفاق عليه من بنود في إطار اتفاق أمني، يمهّد لاتفاق تطبيع جرى التلميح له أمريكيا كثيراً فيي الآونة الأخيرة. أما صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، فكشفت بأن هذا اللقاء لم يكن الأول بين الشرع وهنغبي، واصفة اللقاء بأنه "خطوة مهمة في المفاوضات السورية الإسرائيلية".

أما بنود الاتفاق الذي حصل بين سوريا وكيان الاحتلال الإسرائيلي، فتضمن موافقة الجولاني على التنازل عن الجولان مقابل حماية نظامه، كما وافق أيضًا على إنشاء 3 مناطق عازلة إسرائيلية في القنيطرة ودرعا والسويداء جنوبي سوريا. وقد يشمل الاتفاق المرتقب ضمانات أمنية وتعهدًا من الشرع بمكافحة نشاط حركات وفصائل المقاومة (الذي بدأ بتنفيذه فعلياً منذ الأيام الأولى لتسلّمه السلطة)، وتنفيذ تدابير ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. ووفقًا لتقارير أجنبية، استخدمت إسرائيل بالفعل المجال الجوي السوري لتنفيذ عدوانها ضد إيران (تنفيذ عمليات التزود بالوقود، واستخدام الأجواء السورية كممر للطائرات الحربية المقاتلة باتجاه العراق ومن ثم إيران)، مما يشير إلى تنسيق غير رسمي بين الطرفين، وإن لم يكن رسمياً.

وما يشير الى صحة اتفاق الشرع - هنغبي، هو المؤشرات الميدانية الدالة عليه. فحكومة الشرع أنشأت 3 مناطق عازلة في القنيطرة ودرعا والسويداء، ولم تنشر أي أسلحة ثقيلة فيها، وأبقت فقط على الأسلحة الخفيفة التي يستخدمها عناصر الشرطة.

وبالموازاة في واشنطن، قامت إدارة دونالد ترامب بإزالة جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية، وهو ما يبدو تمهيدًا لإعلان اتفاق أو خطوات تُقابل تنفيذ الشرع للمطالب الأمريكية والإسرائيلية.

الاجتماعات المباشرة بين الطرفين ليست الأولى

اجتماع أبو ظبي الأخير، لم يكن الأول بين الطرفين ولن يكون الأخير. فقد سبقه الكثير من اللقاءات التي تم تسريب خبرها الى وسائل إعلام عربية وأجنبية وإسرائيلية، أو حتى ذكر حصولها من قبل الشرع نفسه.

ففي شهر أيار / مايو الماضي، صرّح الشرع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن نظامه يُجري "محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء لتهدئة التوترات".

وفي أيار / مايو الماضي أيضاً، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الإمارات "رعت ونظمت ثلاث لقاءات بين شخصيات سورية مقربة من الرئيس الشرع ومسؤولين إسرائيليين". وأضاف المقال بأن وفود الجانبين "اجتمعت 3 مرات في منزل مسؤول إماراتي كبير في أبوظبي لمناقشة القضايا الأمنية، بما في ذلك الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا؛ ومن المتوقع أن تستمر المحادثات وتتوسع لتشمل المجالات الاقتصادية وغيرها من مجالات التعاون". كما ذكر المقال بأنه خلال الاجتماعات "جلس الإسرائيليون والسوريون على نفس الطاولة، محاطين بكمية وفيرة من المرطبات - وهي محاولة من المضيفين لخلق جو مريح". وأنه في الاجتماع الأخير، نقل الجانب السوري عن الشرع قوله إن "سوريا لا مصلحة لها في الصراع مع أيٍّ من جيرانها، بما في ذلك إسرائيل". وأشارت يديعوت أحرنوت إلى أنه في المستقبل، يهدف الجانبان إلى "مواصلة الحوار وتوسيعه ليشمل المسائل الاقتصادية، مثل المساعدات الطبية الإسرائيلية المحتملة، وبرامج التبادل الأكاديمي للطلاب السوريين، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك".

وفي حزيران / يونيو الماضي، ذكرت صحيفة جيروزالم بوست الإسرائيلية، أن كيان الاحتلال الإسرائيلي وسوريا يواصلان محادثات أمنية قد تؤدي إلى "اتفاق سلام بين البلدين".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور