اختطاف سفينة أحرار العالم "مادلين" من قبل "دولة مجرمي حرب"

صعد الجيش الإسرائيلي على متن سفينة مادلين المتوجّهة إلى قطاع غزة وانقطع الاتصال بها. سفينة أسطول الحرية التي تقل ناشطين ومتضامنين من دول غربية، أبحرت مطلع حزيران/ يونيو الجاري من ميناء كاتانيا الإيطالي باتجاه قطاع غزة، في رحلة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني من قبل كيان الاحتلال، في ظل مجاعة يعاني منها سكان قطاع غزة، وتتفاقم مأساتهم تحت قصف متواصل يطال النساء والأطفال والشيوخ.

اتهم تحالف أسطول الحرية القوات الإسرائيلية باختطاف المتطوعين على متن السفينة، بينما بث الجيش الإسرائيلي صوراً للحظة اعتقال جميع الأفراد من النشطاء الأجانب على متن السفينة مادلين.

تجدر الإشارة، بأنه وفي وقت سابق، توعّد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس السفينة مادلين، وقال إنه أمر الجيش بعدم السماح بوصولها إلى غزة، وأن إسرائيل ستُفعّل كل وسيلة ضد أي محاولة لكسر الحصار عن القطاع.

سُميت السفينة على اسم "مادلين كُلاب" أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة، وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

من هم ناشطو سفينة مادلين

تقل السفينة 12 ناشط من جنسيات مختلفة اجتمعوا نصرةً لأهالي غزة الواقعين تحت حصار غذائي خانق. ومن أبرز ناشطي السفينة مادلين ريما حسن، أول نائبة فرنسية من أصل فلسطيني في البرلمان الأوروبي والتي أطلقت "مجموعة العمل من أجل فلسطين" في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

كما تشارك في رحلة السفينة مارلين غريتا ثونبرغ وهي ناشطة بيئية سويدية من مواليد العام 2003 عُرفت بنشاطها في مجال التصدي للتغيير المناخي. 

ومن بين الناشطين على متن "مادلين" أيضاً، ياسمين عكار الناشطة في مجال الدفاع عن اللاجئين وحقوق الإنسان، وهي ألمانية من أصول كردية تُعرف بمناصرتها للقضية الفلسطينية. 

أمّا الناشط الفرنسي باسكال موريراس، فقد كان أحد أفراد طاقم سفينة "الحرية" التابعة لأسطول الحرية إلى غزة التي احتجزتها سلطات الاحتلال في عام 2018. 

وتضم السفينة سيرجيو توريبيو، العضو في منظمة حماية البيئة البحرية "سي شيبرد"، وماركو فان رينيس طالب هندسة بحرية هولندي وعضو في طاقم السفينة، بالإضافة إلى الطبيب الفرنسي أبتيس أندري والناشطة الفرنسية ريفا فيارد والناشط التركي شعيب أوردو. 

كما تقل السفينة تياغو أفيلا الناشط البرازيلي المتخصص في الشؤون الدولية والبيئية والذي يشغل منصب منسق أسطول الحرية، فرع البرازيل.

بدأ تياغو نضاله من أجل القضية الفلسطينية وهو في الـ18 من عمره، وزار فلسطين والدول المجاورة لها، وأنتج محتوى توعوياً حول القضية نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

شارك أفيلا في لجان تضامن داخل البرازيل، وساهم في تنظيم مظاهرات في مناطق عدة، كما نظم محاضرات وندوات حول القضية الفلسطينية عبر العالم.

كما عمل على دعم التحركات من أجل إنشاء ممر إنساني دائم إلى قطاع غزة لإنهاء حالة المجاعة، وشارك في مشاورات للضغط من أجل فتح معبر رفح.

فصائل فلسطينية: اعتراض سفينة "مادلين" يعدّ إرهاباً منظماً واختطافاً دولياً

في تعليقها على اعتراض سفينة "مادلين"، أكّدت حماس أنّ ذلك "يعدّ إرهاب منظماً، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، واعتداء على متطوعين مدنيين". 

وحيّت حماس المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات الذين واجهوا التهديدات بثبات، وأكّدوا أنّ غزة ليست وحدها، محمّلةً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المتضامنين، وداعيةً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة.

في سياق متصل، وصفت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة اليوم الاثنين إسرائيل بأنها "دولة مجرمي حرب"، وذلك على خلفية اختطافها السفينة "مادلين" الإغاثية أثناء اقترابها من شواطئ القطاع الفلسطيني المحاصر.

ودعت اللجنة في منشور على منصة إكس الناشطين في العالم إلى مواصلة دعم المتضامنين الذين اعتقلتهم إسرائيل على متن السفينة.

وأطلق رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، زاهر بيراوي، نداء استغاثة "للعالم الحر" مطالباً بالضغط على "إسرائيل" لضمان سلامة الناشطين الموجودين على السفينة ووقف الاعتداء عليهم.