وسط جو من "التفاؤل الحذر" انتهت يوم أمس الجولة السادسة من مفاوضات الاتفاق النووي، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان: "إن المسافة ما تزال طويلة في مسار مفاوضات فيينا، قبل حل عدد من القضايا الرئيسة"، وقابله تصريح كبير المفاوضين عباس عراقجي أن "الوفود أصبحت خلال هذه المرحلة قريبة أكثر من أي وقت مضى من تحقيق تفاهم مشترك، مؤكدا أنه تم حل بعض النقاط الرئيسة، وأن ملامح نقاط الخلاف المتبقية أصبحت واضحة للجميع".
وعن الخطوات التالية قال عراقجي: أن المفاوضات ستتوقف والوفود ستعود إلى عواصمها، وهذه المرة لن تكون العودة للتشاور فقط؛ بل ستكون لاتخاذ القرار. وأضاف أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ستعقد اليوم آخر اجتماع لها في إطار الجولة السادسة، وسيتم بحث ما تم التفاوض بشأنه خلال هذه الجولة".
في هذا السياق قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، انه "ما يزال بوسع إيران والقوى العالمية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد أن أسفرت انتخابات الرئاسة في إيران عن فوز رئيس من المحافظين؛ لكنه أشار إلى أن الوقت ينفد". مضيفًا ان التوصل للاتفاق بين الأطراف أصبح "قريبا جدًا وقد يجعل الشرق الأوسط أكثر أمنا".
وبحسب القناة 12 الاسرائيلية، فإن وزارة جيش الاحتلال كانت قد أجرت جلسة مناقشة طويلة نهار الخميس الفائت حول قضية وصول السيد رئيسي إلى سدة الرئاسة، وخلصت الجلسة إلى أنه "بعد تولي رئيسي منصب الرئاسة، سيسرّع التواجد الإيراني على حدود سوريا ولبنان ويدعم الاتفاق النووي".
تنتظر المفاوضات بشأن الاتفاق النووي في فيينا تسلّم السيد إبراهيم رئيسي سدة رئاسة الجمهورية والذي صرّح قبيل فوزه "إنّنا ملتزمون بالاتفاق النووي الذي أيّده القائد ببنوده التسعة، بيد أنكم لا تستطيعون تنفيذه، لأن ذلك بحاجة إلى حكومة قوية"، فكل الأطراف المفاوضة وعلى رأسهم واشنطن تدرك تمامًا ان النهج الذي سيُتبع بشأن الآلية التي سيتم على أساسها إدارة ملف المفاوضات سيأخذ منحى أكثر تمسكًا بالثوابت تستبعد فيه إيران مبدأ "إعطاء الفرص" بعدما خبرت سياسة "المناورة" التي تتبعها الإدارة الأميركية، الأمر الذي أكده رئيس الوفد الروسي للمفاوضات النووية ميخائيل أوليانوف "قد لا يكون ممكناً التوصّل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية".
الكاتب: غرفة التحرير